الأنبار تنهي إضرابها العام بـ«مائدة إفطار».. والجيش يواصل حصاره للحويجة

أحد منظمي الاحتجاجات يشيد بتجاوب المواطنين مع ما تقرره ساحات الاعتصام

TT

نفى عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف العراقية وأحد منظمي مظاهرات الأنبار أحمد العلواني أن يكون ما تم تطبيقه أمس في هذه المحافظة والمحافظات الشمالية «عصيانا مدنيا بقدر ما هو إضراب عام ولمدة يوم واحد، وكان ردا على تصريحات غير مناسبة لرئيس الوزراء نوري المالكي وقياديين مقربين منه».

وقال العلواني لـ«الشرق الأوسط» إن «الأنبار والمحافظات الغربية والشمالية المنتفضة منذ أكثر من أربعة أشهر لم تعلن عصيانا مدنيا مثلما تحاول الحكومة وبعض الجهات التي تسبح بحمدها تصوير الأمر، بل إن ما حصل هو إضراب عام ولمدة يوم واحد وأسبابه معروفة مثلما أوضحنا». وردا على سؤال بشأن نسبة تنفيذ الإضراب العام من قبل الأهالي والدوائر الرسمية، قال العلواني إن «مدن محافظة الأنبار الكبرى مثل الرمادي والفلوجة وراوة وعانة وحديثة وهيت تحولت الآن إلى مدن أشباح تماما، ورغم أنها تجربة جديدة فإننا نعتقد أن الرسالة قد وصلت إلى الجهات المسؤولة، وهي نقطة بالغة الأهمية»، مشيرا إلى أن «هناك بعدا مهما في هذه الرسالة، وهي أن نسبة الاستجابة من قبل المواطنين تكاد تكون مائة في المائة، وهو ما يعني أن الناس تسمع وتطيع ما يردها من ساحة الاعتصام دون أي ضغط أو إكراه».

وحول تحويل الإضراب إلى يوم صيام في بعض المحافظات الأخرى، قال العلواني إن «كل المحافظات الخمس المشمولة بالإضراب العام أعلنت يوم صيام بما فيها الأنبار، وهو ما يؤكد سلمية المظاهرات والإضرابات بعكس ما تحاول بعض الجهات تصوير الأمور بعكس ما هي عليه». وأشار إلى أن «فكرة الإضراب العام ليوم واحد تولدت بعد التصريحات غير المنضبطة لبعض كبار المسؤولين يتقدمهم المالكي نفسه، وهنا نود القول إن خياراتنا تبقى مفتوحة وإن هناك صفحات أخرى ما لم تستجب الحكومة لمطالبنا المشروعة».

وحول ما إذا كان هناك تنسيق بين الأنبار ولجان التنسيق في الحويجة (50 كيلومترا جنوب غربي كركوك) التي تعاني حصارا منذ أيام قال العلواني: «نحن على اتصال دائم بهم، ويوجد تنسيق بيننا، ونحن نرى أن ما حصل في الحويجة أن هناك بعض النفر الضال الذي يريد تشويه صورة المظاهرات، وهو ما يعطي الحكومة مبررات للتدخل بالأسلوب التعسفي الذي تتدخل به»، مشيرا إلى أنه «ينبغي عدم منح الحكومة مثل هذه الحجج، وقد أوضحنا ذلك للجان التنسيقية في الحويجة لأن الحكومة تبحث عن ثغرات من هذا النوع لكي تقول للرأي العام إن هناك إرهابيين داخل الساحات».

من جهتها، أكدت وصال سليم، عضو البرلمان عن محافظة نينوى وعضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الموصل طبقت على نحو واسع الإضراب العام فضلا عن الصيام، وذلك تطبيقا لما أقرته اللجان الشعبية، وذلك ردا على تصريحات المالكي وهادي العامري (وزير النقل ورئيس منظمة «بدر») وعلي الأديب (وزير التعليم العالي)، وهي للأسف تصريحات طائفية حيث وصفوا المتظاهرين بالمتمردين والمتآمرين، وهو أمر مؤسف أن يوصف قسم كبير من أبناء الشعب العراقي بمثل هذا الوصف». وبشأن مدى تطبيق الإضراب العام في مدن نينوى، قالت النائبة إن «معظم المحلات أغلقت وكذلك الدوائر، بل إن الموظفين الذين وجودوا في الدوائر لم يعملوا».

وردا على سؤال بشأن ملف حقوق الإنسان في العراق والانتقادات التي وجهها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إلى الأمم المتحدة وممثلها في العراق مارتن كوبلر، لا سيما على صعيد أزمة الحويجة، قالت وصال سليم إن «هذه القضية طالما تحدثنا عنها كثيرا في إطار لجنة حقوق الإنسان، حيث إننا شخصنا وضع الأمم المتحدة وكوبلر بالذات على هذا الصعيد لأنه ليس حياديا في مهمته، وتقاريره إلى الأمم المتحدة تفتقر إلى المصداقية، وهو كثيرا ما يقف إلى جانب الحكومة». وأضافت: «إننا طالبنا منذ البداية أن يذهب وفد من الأمم المتحدة إلى الحويجة، وهو ما لم يحصل، حيث إنها تعاني حصارا شاملا منذ أيام».