مصريون يطلقون نفير سياراتهم تعبيرا عن رفضهم لجماعة الإخوان

الظاهرة انتقلت من القاهرة إلى عدة محافظات

TT

بعد أن مل المصريون من المظاهرات الحاشدة والاعتصامات والإضرابات كوسيلة يعبرون بها عن معارضتهم لحكم جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، وسياسات حكومته، لجأ شبان إلى وسيلة جديدة أطلقوا عليها «المعارضة بأبواق السيارات».

ويقف الشباب على كوبري 6 أكتوبر الضخم الذي يمتد عبر محافظتي القاهرة والجيزة، وهم يحملون لافتات قماشية كُتب عليها «لو مش عاجبك حكم مرسي وإخوانه اضرب كلاكس».

الطريف أن هذا النداء يجد صدى، فسرعان ما تعلو أصوات أبواق السيارات استجابة من قائديها للافتة، فيما يحرص الشباب وأغلبهم لا ينتمي إلى أحزاب سياسية إلى توثيق تلك اللحظات بتصويرها بكاميرات فيديو، كما يحرصون على التعرف على آراء قائدي السيارات. وتعاني البلاد من نقص في الوقود وارتفاع في الأسعار.

رامي شلبي (20 عاما) طالب بإحدى الجامعات الخاصة، وقف يحمل لافتة كُتب عليها «لو ما فيش سولار اضرب كلاكس»، وقال: عندما نتظاهر نتهم بأننا نعطل عجلة الإنتاج وأننا مخربون ومندسون، لذلك قررنا أن نلجأ إلى هذه الوسيلة التي لا تعطل المرور ولا تؤدي إلى تخريب.

ويضيف «نتجول يوميا في شوارع القاهرة والجيزة نقف على جانب الطريق في إحدى المناطق المرورية المحورية حتى لا نعطل حركة المرور، ومن يريد أن يستجيب لدعوتنا أهلا به.. والحمد لله هم كثيرون».

وأشار إلى أن مجموعته تضم 15 شخصا كل منهم يحمل لافتة كُتب عليها شعارا مثل «لو مش عاجبك مرسي اضرب كلاكس»، أو «لو ما فيش سولار اضرب كلاكس»، أو «لو ما فيش عيش (خبز) اضرب كلاكس».

ويقول رامي «عندما نجد استجابة من قائدي السيارات نقوم بتصوير آرائهم ولماذا شاركونا احتجاجنا بالفيديو ونبثه على مواقع الإنترنت»، مشيرا إلى أن أغلب سائقي سيارات الأجرة وسيارات الميكروباص (حافلات صغيرة لنقل الركاب) يشاركونهم الاحتجاج بإطلاق أبواق سياراتهم.

أما أحمد عبد المعطي (24 عاما) وهو عامل في أحد المطاعم، فقال وهو يقف أسفل لافتة كبيرة بعرض شارع جامعة الدول العربية بالجيزة، «المظاهرات والاعتصامات لم تعد مجدية في ظل حكم الإخوان، لذلك لجأنا إلى تلك الفكرة لعل أصوات أبواق السيارات توقظ المصريين».

ويضيف «لا نتعرض لأي مضايقات من أي جهة، حتى قائدو السيارات الذين يؤيدون نظام الإخوان لا يحتكون بنا بل يمرون في صمت، ربما وجه أحدهم كلمة أو اثنين لنا مثل (اتقوا الله) أو (أعطوا مرسي فرصة)، لكن دون أي احتكاكات».

ويوضح أن الفكرة انتقلت من القاهرة والجيزة إلى عدد من المحافظات الأخرى، وعلى رأسها محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس مرسي، والإسكندرية، وغيرها.

أما خالد جلال أحد قائدي السيارات الذين استجابوا للحملة وأطلق بوق سيارته عاليا، فقال: «الفكرة أعجبتني ورأيتها عدة مرات خلال الأسبوع الماضي واستجبت لها لأني لا أرى إنجازا واحدا تحقق على أرض الواقع منذ أن تولى الرئيس مرسي منصبه».

وأضاف «أنا كرب أسرة لدي أربعة أطفال أعاني بشكل يومي من ازدياد الأسعار، وجاء اعتزام الحكومة رفع أسعار وقود السيارات ليزيد الطينة بلة، لأن ارتفاع أسعار الوقود سيؤدي إلى ارتفاع أسعار كل شيء».

وقال عبد الفتاح محمد سائق ميكروباص: «قالوا إن نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك نهب خيرات البلاد وترك الفتات ولكن نظام الرئيس مرسي استولى على ذلك الفتات، ولم يبق للشعب شيئا».

وأضاف «أعاني في سبيل الحصول على السولار لتموين سيارتي، وقد اضطر للعمل يوما والوقوف في طابور السولار يوما آخر لكي أستطيع أن أعمل»، وتابع قائلا «نعم كانت هناك أزمات سولار في عهد مبارك لكنها لم تكن بتلك الحدة».