فصل نائب في البرلمان الأردني من كتلة الوسط الإسلامي على خلفية زيارته لإسرائيل

أرجع السبب لمطالبته بمنح المرأة جنسيتها لأولادها وإيقاف سحب الجنسيات وفتح ملفات الفساد

TT

قرر حزب الوسط الإسلامي أمس الاثنين فصل النائب محمد عشا الدوايمة من كتلته بعد زيارته إلى إسرائيل الأسبوع الماضي. وقال الحزب في بيان له إنه تقرر فصل النائب محمد العشا بالإجماع بعد الاطلاع على ما تناقلته وسائل الإعلام حول زيارة النائب العشا لإسرائيل وحضوره حفل استقبال لما يسمى بـ«عيد الاستقلال» ومصافحته (للرئيس الإسرائيلي شيمعون) بيريس «الملطخة يداه بالدماء الفلسطينية».

وأشار البيان إلى أن الكتلة اجتمعت مع اللجنة السياسية للحزب وقررت فصل النائب العشا بالإجماع باعتبار أن هذه الأفعال تمس بمبادئ ومنطلقات الحزب التي «ترفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني».

وكانت كتلة الوسط الإسلامي قد شكلت لجنة تحقيق مع العشا بعد نشر المعلومات التي وردت عن زيارته لإسرائيل، وأفضت نتائج التحقيق إلى القرار الذي توصلت إليه الكتلة النيابية. وحسب مصدر مطلع في الحزب فإن النائب خضع لتحقيق مطول في مجريات زيارته لإسرائيل ولقائه بيريس خلال احتفال أقامه بيريس بذكرى قيام إسرائيل أي ذكرى النكبة الفلسطينية لعام 1948.

وأشار المصدر إلى أن التحقيقات دلت على أن شركاء إسرائيليين للعشا في إسبانيا هم من رتبوا له الزيارة، واستقبلته وزارة الخارجية الإسرائيلية على الحدود الأردنية مع إسرائيل الأسبوع الماضي.

وكانت الخارجية الأردنية قد أكدت أن ترتيبات الزيارة لم تكن تحت إشرافها، بل من قبل السفارة الإسرائيلية في عمان.

وعلى صعيد متصل تغيب النائب العشا عن إلقاء كلمته أمام مناقشات جلسات الثقة وألقى النائب سليمان حويله الزبن كلمة باسم كتلة الوسط الإسلامي أعلن فيها فصل النائب العشا. وقبل أن يقول رئيس المجلس سعد السرور إن هذا شأن كتلته، محاولا قفل الحديث، انتفض عدد من النواب واتهموا العشا بالعمالة وطالبوا بفصله من البرلمان، وسمع أصوات النواب فواز الزعبي وهند الفايز ومحمد القطاطشة.

واتهمت النائب الفايز العشا بالعمالة وطالبت بفصله من مجلس النواب وقالت إنه ليس نائبا «بل عميل للإسرائيليين»، بينما انتقده بحدة بالغة النائب القطاطشة واتهموه بالعمالة للصهيونية وقالوا إنه لا يجوز أن يبقى تحت القبة.

من جانبه أرجع النائب العشا سبب الهجمة الشرسة حول زيارته لـ«إسرائيل» إلى مطالبته بمنح المرأة الأردنية جنسيتها لأولادها وإيقاف سحب الجنسيات وفتحه الكثير من ملفات الفساد تحت القبة. وأضاف أنه تلقى تهديدات مبطّنة من جهات سماها بـ«قوى الشد العكسي» في حال لم يتنازل عن القضايا التي يتابعها، مؤكدا أنها هي من تقف خلف هذه الهجمة. وحسب العشا فإن زيارته لفلسطين التاريخية تأتي من باب دعم الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر في الصمود بوجه عمليات التهويد التي يتعرضون لها يوميا وليست لإعطاء «الكيان الصهيوني» الشرعية، مؤكدا أنه لم يبرم أي مشروع كان، مع «الكيان الصهيوني» معتبرا التعاملات التجارية مع الكيان «خيانة عظمى».

وأشار إلى أن زيارته الأخيرة جاءت لغايات إنشاء مستشفى خيري على أراضي سور باهر في القدس، التي تسعى إسرائيل إلى ضمها لبلدية القدس الغربية، بالإضافة إلى تأسيس هيئة دولية لدعم القدس وأهلها في مواجهة التهويد.

وحول لقائه بشخصيات إسرائيلية أكد الدوايمة أن جميع لقاءاته كانت مع قيادات وطنية فلسطينية داخل الخط الأخضر لبحث دعم الصمود الفلسطيني، داعيا من يملك إثباتا ماديا على وجود اتصالات بينه وبين الجانب الإسرائيلي لتقديمها ومواجهته بها. وأكد الدوايمة أنه ضد التجنيس السياسي وتفريغ الأرض من قاطنيها، وأن مطالبته بمنح جنسية المرأة الأردنية لأبنائها تأتي ضمن الحقوق المدنية.

وتبنى النائب محمود الخرابشة توقيع مذكرة تطالب بفصل زميله ليصار إلى رفعها لرئيس المجلس حيث وقع على المذكرة 29 نائبا.

يشار إلى أن الدستور الأردني ينص على أن فصل أي نائب من المجلس بحاجة إلى موافقة ثلثي الأعضاء أي ما يعادل 90 نائبا من أصل 150 عدد أعضاء المجلس.