ليبيا: زيدان ينفي مجددا تدخل حلف الناتو في شؤون بلاده

تعهد بعدم السماح لأحد بالانفراد بالسلطة

TT

نفى الدكتور علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا مجددا، ما سماه بـ«الأقاويل والإشاعات» التي يحاول البعض بثها وترويجها وترديدها بشأن تدخل حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في ليبيا، معتبرا أن هذه المعلومات مغرضة وكيدية يراد بها الطعن والتشويش على عمل الحكومة.

وقال زيدان لدى اجتماعه أمس مع رئيس وأعضاء ومديري إدارات جهاز الشرطة القضائية في العاصمة الليبية طرابلس، إن «الشعب الليبي يشاهد ويرى ويتابع عمل الحكومة ولا شيء يتم في الخفاء إطلاقا».

وتابع: أن «ما أشار إليه أمين عام حلف الناتو في تصريحه، بأن الحلف على استعداد وسيبادر بالتدخل إذا طلبت منه السلطة الشرعية الليبية أي طلب وأي عمل بشأن تدعيم الأمن»، وأضاف: «نحن لم نطلب من الناتو أي شيء ولن نطلب منه، وإذا ما تم هذا الطلب فسيتم من خلال موافقة السلطة التشريعية المتمثلة في المؤتمر الوطني العام، ولا أحد يقدم على هذه الخطوة إلا من خلال الإجراءات الشرعية والتي سيعرف بها كل الشعب الليبي».

وقال زيدان، إنه «على يقين بأن الشعب الليبي على وعي تام بهذه المسألة»، وأضاف: «نحن نعول على شعبنا بدرجة أساسية - شعبنا الذي تحمل المسؤولية خلال أشهر الثورة وكان مسؤولا بكل تصرفاته وأتاح لهذه الثورة النجاح وهيأ لها أسباب التوفيق ولن يخذلها في مسارها لتحقيق دولة القانون والعدالة».

وأكد أن حكومته التي جاءت من خلال الانتخابات ومن خلال المؤتمر الوطني العام لن تقدم على أي خطوة من هذا القبيل إلا بموافقة المؤتمر الوطني العام (البرلمان) باعتباره السلطة التشريعية.

وخاطب زيدان أعضاء جهاز الشرطة القضائية قائلا: «إن المحاولات التي يحاول بعض الخارجين عن القانون القيام بها لن تفت في عضدكم ولن تزيدكم والحكومة إلا قوة وإصرارا بأن ليبيا لن تترك أحدا يعيدها إلى الماضي ولن تترك أحدا يضعها في مهب الريح للشرق أو الغرب».

وشدد على أن «ليبيا لن تحكم بعد اليوم بإرادة فئة معينة، أو مجموعة محددة أو أناس ظنوا أنفسهم أنهم ملكوا الحق بكامله ويريدون فرضه على الناس ولن نسمح لأحد بأن يستفرد بليبيا كما استفرد بها معمر القذافي».

وقال: «ليبيا هي رهن إرادة الليبيين بأجمعهم من خلال صندوق الاقتراع ومن خلال القانون والدستور الذي سيقره المؤتمر الوطني العام ومن خلال الشعب ومن خلال الانتخابات الشرعية المحايدة والعادلة التي تفرز من يقوم بموقع المسؤولية بخيار وبإرادة الشعب الليبي».

من جهته، أكد العقيد محمد بشير رئيس جهاز الشرطة القضائية، أن الجهاز يعتبر عنصرا أساسيا في إنجاز العملية الأمنية، وتحقيق دولة القانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان، لافتا إلى أن الجهاز يضم أفرادا نظاميين وثوارا منضمين للجهاز قد تعرض مؤخرا لشيء من التعدي، على حد قوله، لكنه اعتبر في المقابل أن هذا العمل لن يقف عائقا أمام تنفيذ كامل المهام المكلف بها الجهاز.

إلى ذلك، أعلن مكتب الإعلام في المؤتمر الوطني العام أن رئيس المؤتمر محمد المقريف التقى أمس وفدا من تكتل بنغازي عاصمة اقتصادية لمناقشة كيفية عودة مؤسسات بنغازي إلى مكانها الأصيل بطريقة مدروسة لا تؤثر على العاملين بهذه المؤسسات في طرابلس.

وقال المكتب في بيان مقتضب أصدره أمس، إن الوفد سيتلقى في وقت لاحق مع رئيس الوزراء علي زيدان، مشيرا إلى أن لقاء المقريف مع الوفد كان مقررا أن يتم يوم الأربعاء الماضي إلا أن ما وصفه بظروف فنية منعت أعضاء الوفد من القدوم إلى طرابلس في الموعد المحدد.