اتهامات لسلطات إقليم كردستان بانتهاك حقوق الصحافيين

في الذكرى السنوية الـ115 لصدور أول صحيفة كردية في القاهرة

TT

احتفل الوسط الصحافي في إقليم كردستان، أمس، بعيد الصحافة الكردية وذكرى مرور 115 عاما على صدور أول جريدة كردية في القاهرة، تحت عنوان «كردستان»، من قبل العائلة البدرخانية الكردية المهاجرة إلى مصر عام 1898، أواخر القرن التاسع عشر.

وكالعادة، أصدر «مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين»، وهو الفرع الكردي لمرصد الحريات الصحافية في العراق، بيانا بالمناسبة، رصد فيه جملة من الانتهاكات لحقوق الصحافيين، داعيا السلطات المحلية إلى تلافيها لتمكين الصحافيين من أداء واجباتهم المهنية. وأشار بيان المركز إلى وجود 38 انتهاكا مختلفا بحق 27 صحافيا يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية، في مقدمتها منع الصحافيين من تغطية بعض الأحداث، وهو من أهم الحقوق التي وفرها قانون العمل الصحافي في إقليم كردستان، إلى جانب حجز الصحافيين وكسر آلات التصوير العائدة لهم والهجوم على مقرات عملهم، وممارسة التشويش على البث التلفزيوني لعدد من القنوات الفضائية.

وشكا رحمن غريب مدير مركز «ميترو»، من عدم تنفيذ قانون تنظيم العمل الصحافي رقم 35 لسنة 2007 من قبل الجهات الحكومية، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هذا القانون الذي أصدره برلمان كردستان وصادق عليه رئيس الإقليم «يشكل الضمانة الوحيدة لتوفير الحريات أمام الصحافي لممارسة عمله وأداء رسالته، ولكن تنفيذه مجمد حاليا، وغالبا ما تتعامل السلطات المحلية، وخاصة القضائية، مع الدعاوى المحالة إليها، وفقا لقوانين العقوبات، وهذا أمر لا يستقيم مع ادعاءات قيادة الإقليم بتحقيق الحريات الإعلامية، ثم هناك تضييق واضح على حصول الصحافيين على المعلومات التي تساعدهم في إنجاز مهامهم، وخاصة من الصحف المستقلة والمعارضة، أضف إلى كل ذلك الانتهاكات المستمرة لحقوق الصحافيين في تغطية الأحداث، كل هذه الأمور لا تبشر بالخير، وما زالت الصحافة في كردستان تعاني من وضع غير طبيعي من حيث الانتهاكات ومصادرة الحريات الإعلامية».

ودعا غريب برلمان كردستان إلى إصدار قانون الحصول على المعلومات المعروض حاليا عليه «والعمل على توسيع نطاق الحريات الإعلامية في ذلك القانون، لكي يضمن الصحافيون الحصول على المعلومات الضرورية لعملهم من مصادرها الأصلية».

في غضون ذلك، أصدر برلمان كردستان بيانا بالمناسبة جاء فيه أن «الصحافة الكردية تمر اليوم بمرحلة مهمة تتمثل بالانفتاح الكبير على حريات التعبير والنشر». وهنأ البرلمان الأسرة الصحافية بعيدها، وذكرى صدور أول صحيفة كردية من قبل العائلة البدرخانية «التي حققت هذا الحلم الكبير في ظروف بالغة التعقيد في ذلك الزمن البعيد على يد الأب الروحي للصحافة الكردية مدحت بدرخان، الذي أوقد أول شعلة أضاءت مسيرة الصحافة الكردية».

وأضاف البيان: «لقد كانت الصحافة الكردية منذ بداية تأسيسها تحمل رسالة سياسية وثقافية ومعرفية لجميع الثورات الكردستانية، وكانت وسيلة فعالة لتنمية الوعي الجماهيري وروح الانتماء القومي. وكما كان برلمان كردستان سباقا في عام 1993 برفع القيود عن الصحافة بإصداره قانونا للمطبوعات، فإنه شرع خلال عام 2007 قانونا جديدا هو قانون العمل الصحافي الذي حقق مكاسب كبيرة لهذه الشريحة الرائدة بالمجتمع، وأكد على حماية حقوقهم، وسيبقى البرلمان ظهيرا ونصيرا لحقوق الصحافيين وتأمين حرياتهم، وسيعمل خلال الفترة المقبلة على إصدار قانون الحصول على المعلومات الذي من شأنه أن يزيد الفرص أمام الصحافيين للحصول على المعلومات الضرورية لأداء واجباتهم المهنية ونقل الأخبار والمعلومات». وختم البرلمان بيانه بالقول «إن الصحافة الكردية تمر اليوم بمرحلة انفتاح مهم على حريات التعبير والنشر، وهناك أكثر من ألف وسيلة إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة وإلكترونية وفضائيات وقنوات محلية تعمل في حيز واسع من الحرية ومن دون أي رقابة، تؤدي عملها من أجل إيصال رسالتها إلى الشعب، وبمناسبة عيد الصحافة الكردية يدعو البرلمان جميع الأطراف إلى الالتزام بقانون العمل الصحافي عند التعامل مع الصحافة والإعلام بكردستان».