توتر بين طوكيو وبكين بسبب إبحار سفن وزيارة برلمانيين لمعبد

اليابان تستدعي السفير وتلوح باستخدام القوة

TT

دخلت سفن صينية أمس مياه جزر سنكاكو الإقليمية التي تديرها اليابان مما فاقم التوتر بين طوكيو وبكين، في الوقت الذي زار فيه أكثر من 160 برلمانيا يابانيا معبدا في طوكيو ينظر إليه منتقدون على أنه رمز للقمع العسكري الياباني في الماضي.

وأفاد خفر السواحل اليابانيون بأن ثماني سفن مراقبة بحرية صينية دخلت قرابة الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي المياه الإقليمية منطقة الـ12 ميلا، (22 كلم) المحيطة بتلك الجزر الواقعة في بحر الصين الشرقية التي تطالب بها بكين تحت اسم دياويو وبقيت السفن هناك نحو 23 دقيقة. وتعد هذه أول مرة يدخل فيها مثل هذا العدد من السفن الصينية المياه الإقليمية لهذا الأرخبيل غير المأهول منذ تفاقم هذا الخلاف على ملكية الجزر بين البلدين في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد شراء اليابان الجزر الثلاث من صاحبها الياباني.

ومنذ أشهر ترسل الصين إلى المنطقة بانتظام سفنا تقوم بدوريات بضع ساعات قبل أن ترحل. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية سوشيهيدي سوغا: «نحتج بشدة على الصين»، مضيفا أن السفير الصيني استدعي في طوكيو. وفي البرلمان الياباني، ورد رئيس الوزراء شينزو آبي على سؤال حول ما سيكون عليه رد حكومته إذا قامت الصين بإنزال في تلك الجزر فقال، إنه «سيكون من الطبيعي أن نصدهم بالقوة إذا تجرأوا على الإنزال»، في إشارة إلى خفر السواحل اليابانيين الذين يتولون حراسة تلك المنطقة.

ويقع الأرخبيل على بعد 200 كلم شمال شرقي تايوان التي تطالب به أيضا وعلى بعد 400 كلم غرب جزيرة أوكيناوا (جنوب اليابان)، وفضلا عن موقعه الاستراتيجي يزخر الأرخبيل أيضا بموارد من الطاقة في عمق البحار. وتزامن دخول السفن الصينية المياه الإقليمية للجزر المتنازع عليها مع زيارة قام بها نواب يابانيون إلى معبد ياسوكوني في وسط طوكيو. وتوجه ما لا يقل عن 168 برلمانيا يابانيا إلى المعبد، حيث يكرم 2.5 ملايين جندي ياباني ماتوا من أجل الوطن ومن بينهم 14 قائدا أدينوا بجرائم حرب من قبل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. وتوجه النواب وغالبيتهم من الحزب الليبرالي الديمقراطي (المحافظ) الحاكم إلى المعبد في إطار فعاليات مهرجانه الربيعي. وأدانت بكين وسيول على الفور هذه الزيارة الأكبر من حيث عدد الزوار منذ 1989.

وأعلن الناطق باسم الدبلوماسية الصينية هوا شونييغ أنه «مهما كانت الصيغ التي تتخذها ومهما كانت صفة مرتكبيها فإن زيارات مسؤولين يابانيين إلى ياسوكوني في حد ذاتها محاولات لنكران ماضي اليابان العدواني».

من جانبها، أعلنت سيول أن على طوكيو أن «تفكر مليا» في انعكاسات ذلك التكريم على علاقاتها مع جيرانها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية شو تاي يونغ، إن «معبد ياسوكوني مكان يمجد الحرب ويكرم مجرمي الحرب».

وتوجه ثلاثة وزراء يابانيين من بينهم نائب رئيس الوزراء ووزير المالية تارو إسو نهاية الأسبوع الماضي إلى المعبد مما دفع بكوريا الجنوبية إلى إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير خارجيتها إلى اليابان. من جهته، عدل آبي عن زيارة المعبد، لكنه أهدى إليه منحوتة خشبية تستخدم للطقوس ويطلق عليها اسم ماساكاكي. ولا تزال ذكرى استعمار اليابان لكوريا (1910 - 1945) واحتلالها لقسم من الصين (1930 - 1945) يلقيان بظلالهما على علاقاتها مع هذين البلدين.