مصدر برلماني إسرائيلي يؤكد أن إيران تجاوزت الخط الأحمر نوويا

قال إن نتنياهو أبلغ أوباما بأن قرار ضرب إيران إما أن يتخذ الآن أو لا يتخذ

TT

كشف رئيس لجنة النظام في الكنيست الإسرائيلي، تساحي هنغبي، المقرب جدا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن التقديرات الداخلية في حكومته تشير إلى أن إيران تجاوزت الخط الأحمر فيما يتعلق بالنشاط لامتلاك سلاح نووي وأصبحت تمتلك الخبرات المطلوبة، ولم يبق لها سوى قرار رسمي بصنعها.

واتفق مع هنغبي في هذا الرأي، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق الجنرال عاموس يادلين، الذي قال هو أيضا، أمس، إن «إيران قد تجاوزت الخط الأحمر الجديد الذي رسمته لها إسرائيل». وكان يادلين يقصد الخط الأحمر الذي بدأ في رسمه نتنياهو خلال خطابه في الأمم المتحدة الصيف الماضي. وأضاف يدلين، الذي كان وهنغبي يتكلمان أمام مؤتمر في تل أبيب أنه «في الصيف القادم ستصل إيران إلى مسافة شهر أو شهرين من قرار القنبلة النووية وهي مسافة اختراق يصعب خلالها وقفها عن اتخاذ مثل هذا القرار». وتابع: «من دون تغيير حاسم في منظومة الضغط الدولي ستواصل إيران شراء الوقت، خدمة لتوسيع برنامجها النووي ولن يكون هناك اتفاق، إذا لم يكن ثمن للتوصل إلى هذا الاتفاق».

واعتبر يادلين صدقية الخيار العسكري الأميركي شرطا لنجاح المفاوضات الجارية حاليا بين الدول الكبرى وإيران، على أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ عملية هجومية «جراحية»، لوقف البرنامج النووي الإيراني وإذا ما أبدت أيضا قدرة على مواجهة التصعيد الذي سيعقب هذه ضربة. وختم يادلين بالقول، إن اللاعبين الثلاثة، إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، يجب أن يقرروا لجهة التسوية أو التصعيد، مشيرا إلى أن تمسك قادة الدول الثلاث بسياستهم المعلنة سيقود إلى صدام حتمي.

وأعلن هنغبي من جهته أن نتنياهو أوضح هذا الأمر خلال لقائه الفردي مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما خلال زيارته لإسرائيل في الشهر الماضي. وتابع: «هذا اللقاء كان حاسما في زيارة أوباما حول الموضوع الإيراني. فلم يكن الموضوع السوري هو الأهم ولا الموضوع الفلسطيني ولا حتى العلاقات الثنائية، بل الموضوع الإيراني بالذات هو الذي استحوذ على ذلك اللقاء. وكان عنوانه (الآن). ونتنياهو قال لأوباما بوضوح: لم يعد هناك مزيد من الوقت. فإما يتخذ القرار الآن وإما لا يتخذ إلى الأبد».

وذكرت مصادر إسرائيلية أن الموضوع احتل حيزا أساسيا أيضا في محادثات وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، أمس، في القدس الغربية. علما بأن مكتب نتنياهو عمم بيانا أمس حول هذه المحادثات، جاء فيه: «نتنياهو قال في مستهل اللقاء الذي أجراه هذا الصباح مع وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، ما يلي: (هذا هو استقبال خاص لك وفي أربع السنوات الماضية قمنا بتعزيز العلاقات الأمنية القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة وإنني متأكد تماما أننا سنستمر بتعزيزها مع المؤسسة الأمنية الأميركية تحت إشرافك. وهذا يحظى بأهمية لأننا نواجه تحديات كثيرة وأتطلع إلى البحث معك في السبل التي تمكّننا من التعامل مع هذه التحديات. إن إسرائيل تثمّن كثيرا الدعم العسكري والأمني الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وتثمّن الدفاع عن المصالح والقيم المشتركة لنا. وهذه المصالح والقيم مهدّدة من خلال قيام إيران بتسليح المنظمات الإرهابية بأسلحة متطورة ومن خلال محاولة إيران بالتسلح بأسلحة نووية. وهذا هو تحد لا تستطيع إسرائيل أن تسمح بحدوثه وكما أنت والرئيس أوباما تكرّران وتقولان – إنه يجب أن يكون لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها بنفسها من أي تهديد كان. يسعدني استضافتك هنا في أورشليم القدس وجيد أننا نحظى بدعم الولايات المتحدة وبصداقتها. نقدّر ذلك جدا وأهلا وسهلا بك في أورشليم القدس)».

وعمم أيضا تصريحات هيغل التالية: «شكرا جزيلا، يا رئيس الوزراء نتنياهو. يسعدني أن أكون في إسرائيل مرة أخرى وكما تفضلت، زرت إسرائيل مرات كثيرة. وكانت زيارتي الأولى في نهاية ثمانينات القرن الماضي وقدّرت دائما هذه الدولة ومواطنيها وروح القيادة والشجاعة التي تبدونها وكل ما قامت به إسرائيل. إنها تشكل مثالا للعالم. والعلاقات بين بلدينا، كما تفضلت، أقوى من أي وقت مضى. وهذا يقاس ليس في العلاقات بين جيشينا فحسب بل إنها تعتمد، كما تفضلت يا رئيس الوزراء، على قيم مشتركة وعلى احترام الآخر وهذا هو الأساس لأي علاقات كانت. وأشرتَ إلى أن المنطقة لم تصبح أقل تعقيدا. هذه هي فترة صعبة وخطيرة وفي هذا الوقت، يجب على الأصدقاء أن يكونوا أقرب إلى بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى. وقد التزمت بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وكما تعلم، هذا أحد الأسباب لوصولي إلى هنا. وخلال اليومين الماضيين أجريت محادثات مثمرة مع وزير الدفاع الإسرائيلي (موشي يعلون) وحوارا مفيدا مع الرئيس شيمعون بيريس. وتسنّى لي القيام بزيارة ميدانية طويلة في شمال البلاد وفي حدودها الشرقية وهذه الزيارة ذكرتني بالمخاطر والصعوبات والتحديات. إنني أؤمن أننا معا، من خلال عمل مشترك تقوم به حليفتان وصديقتان، نستطيع أن نعمل بما يخدم دولتك ودولتي ويحوّل المنطقة إلى منطقة أكثر أمانا ويجعل إسرائيل أكثر أمانا. أتطلع إلى المحادثات بيننا، وشكرا لحسن استضافتي)».