اليمن: بدء محاكمة 9 حوثيين في قضية سفينة الأسلحة الإيرانية «جيهان»

مدانون بالإرهاب يشتمون قاضي المحكمة ويهددونه بالتصفية

TT

شهدت جلسة محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة في صنعاء، أمس، واقعة غير مسبوقة في تاريخ القضاء اليمني، حيث كال المدانون بالانتماء إلى تنظيم القاعدة السباب والشتائم والتهديدات لرئيس المحكمة بعد صدور حكم بإدانتهم وبسجنهم، في وقت قتل 7 من عناصر التنظيم في محافظة البيضاء بوسط البلاد.

وعقب إعلان القاضي أحمد المعلمي، رئيس استئنافية أمن الدولة في صنعاء، حكم المحكمة بتأييد حكم المحكمة الابتدائية بسجن 5 من عناصر تنظيم القاعدة بين 4 و10 سنوات وتبرئة 6 آخرين، قام المدانون بسبه وشتمه وتهديده بالتصفية الجسدية وهتفوا بشعارات «القاعدة» ورفعوا علمها داخل قفص الاتهام الذي كانوا بداخله، وهي سابقة في تاريخ القضاء اليمني أن يتم إدخال علم لمنظمة إرهابية داخل محكمة. وهدد المدانون بأن يأتي من يسمون «أنصار الشريعة» وهم التنظيم المحلي لـ«القاعدة» في اليمن ليطبقوا حكم الله والشريعة، على حد وصفهم، مشيرين إلى رفع التكبيرات من داخل مقر الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) الذي يخضع معظم المعتقلين على ذمة الإرهاب للاعتقال بداخله.

إلى ذلك، قالت مصادر في محافظة البيضاء بوسط اليمن إن 7 من عناصر تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم تنفيذ هجوم مسلح على أحد المواقع العسكرية في منطقة جبل الثعالب، وتدور منذ أكثر من عام مواجهات متقطعة في قضاء رداع بمحافظة البيضاء بين قوات الجيش والأمن من جهة ومسلحي «القاعدة» من جهة، الذين يحاولون فرض سيطرتهم على المنطقة التي ينشط فيها تنظيم «أنصار الشريعة»، والتي تجاور محافظة أبين المعقل الرئيس لتلك الجماعة الإسلامية المتشددة.

في موضوع آخر، عقدت محكمة أمن الدولة الجزائية في محافظة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، أمس أولى جلسات محاكمة 9 متهمين في قضية سفينة الأسلحة الإيرانية «جيهان»، التي ضبطت في المياه الإقليمية اليمنية أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي وعلى متنها كمية كبيرة من الأسلحة الإيرانية التي يعتقد أنها كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي في شمال اليمن.

وواجهت هيئة المحكمة المتهمين بقرار الاتهام من الادعاء العام الذي تضمن «اشتراك المتهمين في اتفاق جنائي مع آخرين للقيام بأعمال إجرامية تستهدف وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية والسعي لدى دولة إيران بما من شأنه الإضرار بمركز الجمهورية اليمنية وتعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر». وأضاف قرار الاتهام أن المتهمين «أعدوا لذلك الغرض الوسائل اللازمة من استخراج البعض وثائق مزورة والسفر على متن السفينة دموع الورد من ميناء بقشان المكلا إلى إيران وتدربوا على استعمال الأسلحة والمتفجرات والقنص وحرب المدن والملاحة والخرائط وقيادة الزوارق والسفن واستخدام اتصالات متطورة في معسكرات إيرانية، وجهزوا المتفجرات شديدة الخطوة والأسلحة والذخائر وأدوات ومعدات أخرى ووضعها في أماكن مخفية بإحكام على متن السفينة (جيهان) التي جهزت في إيران لذات الغرض وضبطوا أثناء عودتهم إلى اليمن».

وأثار ضبط هذه السفينة المحملة بأسلحة إيرانية حديثة الصنع ومتطورة ردود فعل محلية وإقليمية ودولية منددة بالتدخل الإيراني في اليمن، الذي رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، والأخير بدوره أوفد لجنة خاصة لفحص السفينة والأسلحة التي بداخلها، وجرى التنديد الدولي بالعملية التي تأتي في سياق سلسلة محاولات إيرانية متواصلة لإرسال الأسلحة إلى اليمن، وتشير المصادر إلى أن المتهمين الذين يمثلون أمام المحكمة وعددهم 8، بينما التاسع فار من وجه العدالة، ينتمون إلى جماعة الحوثي التي تبسط سيطرتها على محافظة صعدة في شمال اليمن.