طالبان: الرهائن الأجانب الـ10 المحتجزون بمكان آمن

مسلحون يخطفون 9 أفغان من العاملين في نزع الألغام

TT

أعلن مقاتلو طالبان، أمس، أن ما غنموه في أكبر عملية احتجاز رهائن أجانب خلال السنوات الـ6 الأخيرة في أفغانستان «بصحة جيدة»، وأنهم نقلوهم إلى «مكان آمن»، بينما تحاول السلطات الأفغانية الإفراج عنهم.

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن عناصر طالبان خطفوا الرهائن الـ10، وهم 8 أتراك وروسي وقرغيزي وأفغاني, مساء الأحد، إثر هبوط مروحيتهم المدنية اضطراريا في منطقة ارزا بولاية لوغار التي تعتبر من معاقل طالبان جنوب كابل.

وصرح الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، قائلا: «إنهم نُقلوا إلى مكان آمن ولا يعانون من أي مشكلة صحية. هم على ما يرام, وفي أفغانستان». وأضاف أن قيادة طالبان التي تريد العودة إلى الحكم في كابل بعد انسحاب معظم قوات الحلف الأطلسي نهاية 2014 «ستقرر» مصير أولئك الرهائن. وتناقلت معلومات متناقضة، أول من أمس (الاثنين)، حول جنسية الرهائن، حيث قالت طالبان إنهم جميعا أميركيون، بينما قالت شركة النقل المحلية «خرسان كارغو إيرلاينز» إن اثنين منهم روس. وكانت المروحية من طراز «إم آي - 8» وعلى متنها أتراك يعملون في قطاع البناء في خوست, شرق أفغانستان, عند الحدود مع باكستان, التي تعتبر من معاقل المتمردين, متوجهة إلى كابل، عندما اضطرها سوء الأحوال الجوية إلى الهبوط, وأسر عناصر طالبان الطاقم والركاب لدى نزولهم.

من جهته، أكد ناطق باسم قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) أن المروحية المدنية ليست تابعة لأسطول الحلف.

وتنشر تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، قرابة 1850 جنديا في أفغانستان، غالبيتهم في كابل. إلا أنهم لا يشاركون في المعارك، ويقتصر دورهم على القيام بدوريات. وتدعم أنقرة حوارا بين أفغانستان وباكستان المجاورة المتهمة بدعم مقاتلي طالبان, بأمل إرساء السلام في البلاد بعد انسحاب معظم القوات الغربية من أفغانستان. وأكدت السلطات التركية أنها تجري مفاوضات مع المسؤولين الأفغان على أمل الإفراج عن الرهائن, وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، صديق صديقي، أن قوات الأمن الأفغانية تحاول تحديد موقع الرهائن.

وقال: «نحقق في هذا الحادث، وسنتأكد من الإفراج عنهم (الرهائن) بكل أمان»، رافضا إعطاء المزيد من التفاصيل لأسباب أمنية. وأكد مسؤول أفغاني (طلب عدم كشف هويته) أن السلطات الأفغانية تحاول إقناع زعماء القبائل بالتفاوض على الإفراج عن الرهائن مع طالبان في خيار أفضل من عملية مسلحة.

وبعد أن تراجع عدد عمليات الخطف في أفغانستان في 2010 يبدو أنه أخذ يرتفع مجددا منذ منتصف 2012، وهي في معظمها عمليات إجرامية تستهدف أثرياء أفغانا أو أفرادا من عائلاتهم، للاستحواذ على أموالهم عبر فديات كبيرة. كذلك تعرض كثير من الأجانب إلى عمليات خطف خلال الأشهر الأخيرة قبل الإفراج عنهم، ومن بينهم فرنسيان تحررا مطلع أبريل (نيسان)، بعد احتجازهم أشهرا. من جهة أخرى، أعلنت السلطات المحلية، أمس، أن مسلحين مجهولين خطفوا 9 أفغان يعملون في إزالة الألغام في ولاية مضطربة غرب أفغانستان. وصرح الناطق باسم شرطة الولاية لوكالة الصحافة الفرنسية جاويد فيصل بأن عناصر نزع الألغام كانوا عائدين إلى بيوتهم بعد يوم عمل، عندما خطفهم مسلحون في منطقة مايواند في ولاية قندهار.

وقال: «كانوا قد أنهوا للتو يوم عملهم في القطاع، وعائدين إلى بيوتهم في آليتهم عندما أسرهم مسلحون». وأكد قائد شرطة قندهار الجنرال عبد الرازق خطف العمال. وقال «لا نعرف من فعل ذلك، لكننا أطلقنا عملية بحث».