وزراء خارجية في «الناتو» يؤكدون لـ «الشرق الأوسط» دعمهم لـ«الحل السياسي» في سوريا

كيري يدعو «الحلفاء» لزيادة دعم المعارضة ووضع خطط لاستيعاب خطر الكيماوي

وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع الناتو في بروكسل أمس (أ.ب)
TT

ألقت الأزمة السورية، وشبح تداعياتها على السلم والأمن؛ سواء على المستوى الإقليمي أم الدولي، بظلالها على اجتماع وزراء خارجية الدول الـ28 المكونة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس. وبينما كرر الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، رفض «الناتو» لـ«التدخل في النزاع السوري، على الرغم من تدهور الوضع هناك»، كان لافتا الدعوة المزدوجة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لحلفاء واشنطن، بتعزيز دعمهم للمعارضة السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ووضع الخطط الكفيلة بتأمين «الترسانة الكيماوية السورية»، في حال سقوط نظام دمشق.

واستبق راسموسن محادثات وزراء خارجية «الناتو» بالإقرار بأن الأوضاع في سوريا تسير نحو الأسوأ، الأمر الذي سيشكل «مخاطر إقليمية على أمن الحلف»، مضيفا أنه يتعين على «الناتو» أن «يظل متيقظا» حتى عقب إرسال أنظمة دفاع صاروخية من طراز «باتريوت» إلى تركيا، وقال: «نحتاج بلا شك إلى رسالة قوية وموحدة من المجتمع الدولي، إلى رسالة لا يمكن أن يخطئ فهمها النظام في دمشق».

من جانبه، قال وزير الخارجية اليوناني ديمتري افراموبولس لـ«الشرق الأوسط» إن «الحالة في سوريا تدهورت مؤخرا، وخاصة بعد اختطاف اثنين من القيادات المسيحية في حلب من طرف مجهولين، مما يحتم على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل مشترك لوضع حد للوضع المأساوي الحالي الذي يعاني منه الشعب السوري».

إلى ذلك، أكد وزير خارجية إستونيا أورماس بايت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن موقف «الناتو» كان واضحا؛ إذ أعلن عدم نيته التدخل في سوريا، مضيفا أن «على المجتمع الدولي أن يستمر في بذل الجهود من أجل إطلاق حوار بين جميع الأطراف، وإيجاد حل لإنهاء الصراع من خلال حل سياسي، ويجب علينا كدول أوروبية استمرار تقديم الدعم للاجئين؛ سواء في الداخل أو الخارج، وأيضا لحكومات الدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين، مثل لبنان والأردن وتركيا وغيرها». وكان لافتا الدعوة المزدوجة التي أطلقها رأس الدبلوماسية الأميركية في أول اجتماع له مع نظرائه في الحلف؛ إذ دعا كيري الحاضرين إلى تعزيز دعمهم للمعارضة السورية، ووضع الخطط الكفيلة بتأمين مخزون «السلاح الكيماوي» لدى نظام الأسد، في حال سقط الأخير. وأضاف قائلا إن «الحلف الأطلسي أثبت أنه متضامن مع حليفتنا تركيا، بفضل نشر صواريخ (الباتريوت) تحت راية الحلف الأطلسي، يجب علينا أيضا أن نولي أهمية جماعية للطريقة التي يستعد بها الحلف للرد من أجل حماية أعضائه في وجه الخطر السوري، وخصوصا من أي حظر محتمل لأسلحة كيماوية».

وفي هذا الصدد، قال كيري لنظرائه في الحلف: «أود أن أحث حكوماتكم على تقديم مزيد من الدعم العسكري والسياسي للائتلاف المعارض ولقيادة الأركان، اللذين يشتركان معنا في الرؤية حول مستقبل سوريا»، داعيا إلى حصر الدعم في هاتين القناتين. وأضاف: «علينا أيضا أن ندرس بشكل دقيق وجماعي مدى استعداد حلف الأطلسي للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري، بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية».

والتقى على هامش الاجتماع الوزير كيري بنظيره الروسي سيرجي لافروف، وجرى الحوار حول مواضيع تتعلق بالتعاون المشترك بين روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الملف السوري.

وعقد الوزيران لقاء استمر 40 دقيقة، وفي تصريح صحافي أدلى به لاحقا، شدد لافروف على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي، لأنه «إذا لم نفعل شيئا، فسيربح المتطرفون». وذكر مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أن لقاء لافروف وكيري انصب على أهمية العمل من أجل حل سياسي يقوم على اتفاق جنيف.

وبيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012 هو حجر الأساس لموقف روسيا الذي يدعو إلى الاتفاق على عملية انتقال سياسي يشارك فيها جميع أطراف النزاع في سوريا. ولا تتحدث هذه الوثيقة عن مصير الأسد، مما أدى إلى تفسيرات مختلفة في إطار «مجموعة العمل حول سوريا»، التي تبنت هذه الخطة.

إلى ذلك، قال وزير خارجية ألبانيا الدو بومشي لـ«الشرق الأوسط» إن الناتو نشر بطاريات باتريوت في مواقع مختلفة على الحدود بين سوريا وتركيا، وذلك استجابة لطلب أنقره توفير الحماية لها ضد أي هجمات محتملة، ومن أجل تفادي تفاقم الصراع في سوريا؛ فكل دول الحلف أكدت على الاهتمام والقلق بشأن الوضع الإنساني الحالي في البلاد، الذي تدهور بشكل كبير، وهناك اتفاق بين الدول الأعضاء على المضي قدما على طريق إيجاد حل سياسي، خاصة دعم المعارضة، بعد أن أظهرت التمسك بالديمقراطية وسوريا موحدة لكل الأطياف والجماعات، ولمح إلى أهمية الحوار مع روسيا في هذا الملف، وأشار إلى أن الوضع معقد في سوريا، ولا بد من الخروج من هذا الوضع.