مطرانا حلب لا يزالان قيد الاحتجاز

تزايد الشعور بالخوف في الأوساط المسيحية السورية

TT

انتاب الطائفة المسيحية في سوريا حالة من الصدمة والخوف إثر ورود أنباء عن اختطاف المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب، والمطران بولس يازجي رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب، من قبل مجهولين في مدينة حلب السورية منذ ثلاثة أيام، وازدادت هذه الحالة سوءا مساء أول من أمس عقب تداول تقارير في وسائل الإعلام العالمية تفيد بأنه قد تم الإفراج عنهما، ثم ثبت عدم صحة هذه التقارير في وقت لاحق. وقامت قنوات الأخبار والصحف بتعديل نشرات الأخبار والعناوين عقب صدور بيان على صفحة الموقع الإلكتروني الخاص بأبرشية أنطاكية للمسيحيين الأرثوذكس يدحض هذه التقارير، قائلا: «إن المطرانين لم يتم الإفراج عنهما بعد، وإن التقارير الإعلامية عارية عن الصحة».

وذكرت أبرشية الروم الأرثوذكس في حلب أنها لم تقم بإجراء اتصال مع المطرانين.

وخلال مقابلة مع مجلة «المجلة» في شهر ديسمبر (كانون الأول)، تحدث المطران إبراهيم حول الوضع الحالي في حلب، الذي وصفه بأنه مأساة، مضيفا: «علينا أن نفكر حقا في أولئك الذين يتعرضون للاختطاف، وأولئك الذين يصابون، وما أكثرهم. ثم في الشعب الذي يتم إبادته».

ويحظى إبراهيم بحب واحترام كبيرين، سواء في الداخل في حلب أو بين المسيحيين في سوريا بصفة عامة. وبصفته رئيسا لطائفة السريان الأرثوذكس في حلب، يحظى إبراهيم بقدر كبير من الاحترام والتبجيل في الطائفة المسيحية.

واستمد إبراهيم، وهو مطران حلب للسريان الأرثوذكس منذ عقود، الكثير من احترام الناس له من تواضعه الكبير. وقال مصدر من حلب عنه: «إنه شخصية محبوبة تفتح قلبها للجميع، إنه زعيم مثالي». وكان إبراهيم واحدا من أكثر الشخصيات نشاطا وفعالية في الحوار بين الأديان، وكثيرا ما كان يسافر حول العالم لحضور المناسبات التي تدور حول الحوار بين الأديان، علاوة على أنه قارئ جيد وحصل على مستوى رفيع من التعليم ويحظى باحترام كبير من قبل جميع الأطراف.

وخلال الأزمة الأخيرة في سوريا، وقف إبراهيم بحزم ضد جميع أنواع التمييز، وكان دائما ما يحث على التوسط لحل الخلافات والتفاهم والحوار. وفي مقابلة له مع مجلة «المجلة»، قال إبراهيم: «يتعين عليك الترحيب بأولئك الذين لديهم آراء سيئة عنك، دعهم يأتوا ويتحدثوا معك، وقد تصل معهم إلى حل. إذا كنت تتحدث بمفردك أو مع أنصارك فقط فهذا نوع من العبث».

وناقش إبراهيم أيضا موقف المسيحيين في سوريا، قائلا: «اليوم أعتقد أن الجميع خائف. لم نكن نصدق بأنه سيحدث هذا التغيير الجذري في المجتمع في غضون عشرين شهرا، ولم نكن نعتقد أن كنائسنا ستكون عرضة للهجوم في بعض الأحيان، وأن مسيحيينا سوف يتعرضون للاختطاف، ثم نسمع بعض الكلمات السيئة حول وجودنا، وجودنا في سوريا. كل شيء جديد بالنسبة لنا».

ولا يزال الوضع غير واضح، ويزداد الخوف بمرور الوقت على مصير المطرانين. واليوم، لا يوجد أدنى شك في أن مسيحيي سوريا سوف يتساءلون عما إذا كان هذا الاختطاف يمثل نقطة تحول بالنسبة لطائفتهم أم لا.