قيادة حزب طالباني تجتمع قريبا لحسم موقفها من ترشح بارزاني لولاية ثالثة

مصادر كردية ترجح دخول زعيم حركة التغيير المعارضة منافسا في انتخابات الرئاسة

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادرها القيادية الخاصة، أن المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني يستعد للاجتماع قريبا مع اللجنة القيادية للحزب؛ «من أجل تدارس الأوضاع الحالية، وخاصة السجال الدائر حاليا حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وسيكون موضوع ترشح رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي يرتبط حزبه بتحالف استراتيجي مع الاتحاد الوطني، لرئاسة الإقليم لدورة ثالثة في صدارة الموضوعات التي سيبحثها اجتماع قيادة الاتحاد».

ومنذ الوعكة التي ألمت بالأمين العام جلال طالباني، لم تعقد أي اجتماعات للجنة القيادية للحزب منذ أكثر من خمسة أشهر، في حين أن النظام الداخلي للحزب يؤكد على عقد الاجتماعات الدورية على مستوى اللجنة القيادية كل شهرين.

وبحسب مصدر قيادي في الحزب، «فإن مسألة تضارب التصريحات الصادرة عن قيادات المكتب السياسي تجاه التطورات الحاصلة على الساحة السياسية، ستبحث بشكل مفصل، حيث إن أعضاء القيادة ينتقدون المكتب السياسي بهذا الصدد، بعد أن صدرت تصريحات متناقضة من أعضائه خلال الفترة الأخيرة، مما أحدث إرباكا واضحا بمواقف الاتحاد الوطني في التعاطي مع التطورات والأحداث السياسية».

وقال المصدر: «إن مسألة دعم الاتحاد الوطني لترشيح رئيس الإقليم مسعود بارزاني لولاية ثالثة ستحتل جانبا مهما من محاور الاجتماع المقبل، خاصة أن موقف الاتحاد بات متناقضا من خلال تصريحات بعض أعضاء المكتب السياسي، وعليه فإن الأمر يتطلب إجماعا داخليا بهذا الشأن، وبيان الموقف الواضح والملزم تجاه هذه المسألة».

من جانبه يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني إلى استكشاف الموقف الرسمي للاتحاد الوطني من مسألة إعادة ترشيح بارزاني لولاية ثالثة رئيسا للإقليم، وجرت مشاورات بهذا الصدد بين قيادات الطرفين، ويتوقع أن يحسم هذا الموقف خلال الاجتماع المرتقب للجنة القيادية، وقد أكد المصدر القيادي المذكور آنفا أنه «سيعقد في غضون أيام».

بدورها، أكدت مصادر كردية «أن هناك احتمالات قوية بترشح رئيسها نوشيروان مصطفى لمنصب رئيس الإقليم ومنافسة بارزاني في الانتخابات الرئاسية المقبلة».

من جهته , قال يوسف محمد رئيس غرفة البحوث السياسية بالحركة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن أطراف المعارضة الثلاثة سيجتمعون في وقت لاحق للتباحث والتشاور حول مرشح المعارضة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومبدئيا هناك توافق بين الأطراف الثلاثة على ضرورة طرح مرشح باسم المعارضة لهذا المنصب، وهناك فسحة من الوقت للتباحث والاتفاق على مرشح واحد لخوض تلك الانتخابات».

وبسؤاله عما إذا كان رئيس الحركة نوشيروان مصطفى سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية، خاصة أنه سبق أن أعلن في لقاء تلفزيوني أنه لن يتبوأ أي منصب رسمي، سواء في بغداد أو كردستان، قال محمد: «هناك إصرار كبير داخل الحركة لدفع مصطفى نحو الترشح، وبموازاة ذلك هناك ضغوط كبيرة عليه من النخبة المثقفة بكردستان للترشح، وأرسل عدد كبير من المثقفين في الخارج ومن لاجئي مختلف الدول الأوروبية برسالة بهذا الشأن تحثه أيضا على الترشح، بالإضافة إلى نشر الكثير من المقالات في صحف ومواقع كردستان، يدعو كتابها إلى ذلك، وهذا يعني أن الضغوط تتزايد عليه للترشح، وكما قلت فإن الوقت ما زال مبكرا لإعلان الموقف بهذا الشأن، وأن مصطفى بدوره لم يحدد موقفه بعد من هذه المسألة، رغم وجود اتفاق مبدئي من أطراف المعارضة على ضرورة وجود مرشح لمنافسة بارزاني على منصب رئيس الإقليم».