أوباما وأمير قطر يبحثان الأزمة السورية.. ودعم الديمقراطية في مصر

مصدر أميركي مسؤول أكد لـ «الشرق الأوسط» رغبة واشنطن عزل المتطرفين من صفوف المعارضة السورية

أوباما وأمير قطر خلال محادثاتهما في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

طالب الرئيس الأميركي بارك أوباما، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بوقف العنف في سوريا، وشجعا على المضي في طريق الديمقراطية في مصر، خلال محادثات جمعتهما في البيت الأبيض.

وحسب مصادر مسؤولة في البيت الأبيض فإن المناقشات تركزت حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط والأزمة السورية والسبل المثلى لمساعدة المعارضة السورية في صراعها مع نظام بشار الأسد، وتحقيق انتقال سياسي في سوريا. كما ناقش الرئيس أوباما دور قطر في مساندة الحكومة المصرية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأفغانستان. وجدد الرئيس الأميركي عزمه على تحقيق انتقال سياسي في سوريا وضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

ورحب الرئيس أوباما بضيفه في البيت الأبيض، مشددا على العلاقة الممتازة التي تربط بين الولايات المتحدة وقطر فيما يتعلق بالأمن والتعاون العسكري والتجاري. وقال أوباما: «إن قطر بلد مهم في المنطقة ولها تأثير يمتد إلى خارج حدودها الصغيرة نسبيا وكان لدينا فرصة لمناقشة مجموعة كاملة من القضايا التي تتصل مباشرة بمصالح الولايات المتحدة وأمنها وأمن العالم بأسره» وأشار الرئيس أوباما إلى مناقشاته مع الأمير حمد بن خليفة آل ثاني حول الأزمة السورية والسعي لوضح حد للعنف والقتل هناك وإزالة الرئيس الأسد عن السلطة وقال: «لقد أظهر الأسد أنه لا يعطي أي اعتبار لشعبه، وعلينا تعزيز المعارضة التي يمكن أن تحقق سوريا ديمقراطية تمثل كل الشعب السوري وتحترم حقوقهم بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني. ونحن ذاهبون إلى مواصلة العمل في الأشهر المقبلة لزيادة دعم المعارضة السورية. وتنسيق استراتيجية من أجل التوصل إلى قرار أكثر سلمية للأزمة السورية».

وأشار الرئيس الأميركي إلى تطرق محادثاته مع أمير قطر إلى الوضع في مصر وقال: «كلانا نريد كثيرا جدا لرؤية نجاح في الجزء الخاص بالديمقراطية في مصر وتلتزم بلدانا في تشجيع التقدم ليس فقط في مسار الديمقراطية الجديدة في مصر، لكن أيضا في مسار التقدم الاقتصادي التي يمكن أن تترجم إلى ازدهار فعلي للشعب هناك».

وفيما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي قال أوباما: «كلانا يتفق على أن السلام هو في مصلحة الجميع وتأكيد أمن إسرائيل جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية ذات سيادة وقد تبادلنا الأفكار حول الكيفية التي يمكن أن تقدم تلك المفاوضات وعلى أهمية تقديم الدعم للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية لتكون في وضع يمكنها من إجراء مفاوضات مثمرة مع الإسرائيليين لتحقق في الوقت المناسب حل الدولتين».

ووجه أوباما الشكر لأمير قطر للجهود التي قدمتها الدوحة فيما يتعلق بأفغانستان وتسهيل فرص الحوار بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وفيما أشار أمير قطر الشيح حمد بن خليفة آل ثاني إلى اهتمامه بمناقشة الوضع السوري مع الرئيس أوباما والعلاقات العسكرية بين البلدين والعلاقات الاقتصادية ومشاريع النفط والغاز المشتركة وقال: «تحدثنا أيضا عن التغيرات الخطيرة التي تؤثر في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا على دول مثل مصر التي تعتبرها دولة مهمة جدا ومهمة أيضا للسلام مع إسرائيل»، وأضاف: «بالنسبة لدولة قطر من المهم جدا بالنسبة لنا أن نرى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن نرى علاقة جيدة بين الدول العربية وإسرائيل بمجرد أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

وحول سوريا، قال أمير قطر: «إن ما يحدث في سوريا هو مأساة مروعة في المنطقة والعالم، ونحن نأمل في إيجاد حل لإراقة الدماء في سوريا، وللحكومة السورية الحالية لترحل عن السلطة، وتفسح المجال لآخرين لتولي المسؤولية ونأمل أن تنجح أي جماعة تخلف النظام الحالي في دعم الديمقراطية والعملية السياسية وموقف قطر هو دعم عملية السلام وإيجاد حل سياسي».

وقد أقام جو بايدن نائب الرئيس مأدبة إفطار صباح أمس على شرف أمير قطر والوفد المرافق له شارك فيها عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض. وقال مكتب نائب الرئيس الأميركي في بيان إن الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ناقش مجموعة من القضايا الثنائية الإقليمية مع نائب الرئيس جو بايدن وتحدثوا في أفضل السبل لدفع جهود الولايات المتحدة وقطر في سوريا لتسريع رحيل بشار الأسد وتمكين العناصر المعتدلة من المعارضة السورية وتهميش المتطرفين. كما تحدث نائب الرئيس بايدن عن الجهود الأميركية لدعم التقدم الفلسطيني والإسرائيلي نحو السلام. وشدد بايدن على التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه عملية السلام والدور المحوري للأمم العربية في هذه العملية.

وتنظر واشنطن إلى قطر باعتبارها من أقوى الدول المساندة للمعارضة السورية وحركات التمرد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر أميركي مسؤول أن واشنطن ترغب في الحصول على مساعدة قطر في عزل المقاتلين الجهاديين المتشددين في صفوف المعارضة السورية، حيث تقدم قطر الدعم الدبلوماسي والعسكري للمعارضة السورية - وترغب واشنطن أن تتأكد الدوحة من عدم تمكن الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعة النصرة من الحصول على الدعم العسكري والأسلحة. وأوضحت مصادر أن المسؤولين بالوفد القطري نفوا سعي بلادهم لتحديد شكل الحكومة فيما بعد مرحلة الأسد وأكدوا أن قطر تهدف إلى دعم القومية العربية في سوريا ولا تبحث عن دور لها.