نائبة أمين مؤتمر الحوار اليمني: متفقون على أن الجنوب هضم وننتظر اعتراف المتسببين

صالح يعود إلى صنعاء وإطلاق نار بالقرب من سفارة فرنسا فيها

ضابط أمن يمني أمام سفارة فرنسا في صنعاء بعد تعرضها لهجوم بأعيرة نارية مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت قيادية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن إن انسحاب أي عضو من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل يؤثر سلبا على مجريات الحوار الحالي في اليمن والذي انطلق في 18 مارس (آذار) الماضي، بمشاركة مختلف مكونات العمل السياسي اليمنية باستثناء بعض مكونات الحراك الجنوبي، هذا في وقت شهدت صنعاء وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الثورة والمخفيين قسريا.

وبشأن انسحاب نائب رئيس مؤتمر الحوار، رئيس فريق القضية الجنوبية، أحمد بن فريد الصريمة من المؤتمر ومغادرته اليمن، قالت نائبة أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، أفراح الزوبة لـ« الشرق الأوسط» إن هناك اتصالات مستمرة مع الصريمة لإقناعه بالعودة إلى الحوار، وبشكل عام انسحاب أي عضو يؤثر على الحوار، ونافذته مفتوحة للجميع وموضوع الحوار ليس تقديم شخص تنازلات لآخر بقدر ما هو رضا من كل الأطراف بالجلوس على طاولة واحدة وتحمل كل العقبات التي ستوضع أمام الحوار من أجل الخروج إلى حل، مؤكدة أن انسحاب الصريمة «له أثر سلبي إلى حد ما، لكن الشيء الجميل أن بقية الأخوة في الحراك الجنوبي تعاملوا مع الموضوع بطريقة متوازنة جدا وهناك قناعة أن الحوار هو الطريق الأمثل لليمنيين للخروج بحلول».

وطرحت الزوبة أن هناك عددا من المعوقات التي تواجه مؤتمر الحوار ومنها عدم جاهزية القوى السياسية برؤى واضحة في مواضيع وقضايا الحوار وصعوبات لوجيستية ومالية تواجهها، في حين بدأت بعض القوى والأحزاب والتكتلات السياسية في الساحة اليمنية في طرح رؤاها بشأن جذور القضية الجنوبية أمام مؤتمر الحوار الوطني، حيث تقدم حزبا المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح الإسلامي برؤيتيهما لجذور القضية أمام المؤتمر، في الوقت الذي قام الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس مؤتمر الحوار، بتفقد سير أداء المؤتمر والمؤتمرين، وحول الرؤى المقدمة بشأن القضية الجنوبية، تقول الزوبة إن تقديرها الشخصي للورقتين بأنهما بداية جيدة «لأن الأطراف المتحاورة تتحدث حول القضية ببعض الانفتاح والجميع متفقون، إلى حد ما، على أنه حصلت اختلالات فيما يتعلق بالوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب وإشكالات فيما يتعلق بطريقة تطبيقها وحدث نوع من الهضم لحقوق ودور المحافظات الجنوبية في إطار دولة الوحدة».. مشيرة إلى الاختلاف أو الخلافات القائمة هي «حول من يتحمل المسؤولية، حيث لم نصل إلى مرحلة الاعتراف: من المسؤول، فهناك اتهامات متبادلة عن المسؤولية لما تعرض له الجنوب بين كل الأطراف ولم توجد، حتى اللحظة، مكاشفة حقيقية حول الأمر، رغم أن الإعلام تطرق خلال السنوات الماضية إلى الأطراف المتسببة فيما تعرض له الجنوب وأطرافها معروفة والمتسببون فيها معروفون أيضا، والمطلوب الآن هو الاعتراف بوجود أخطاء في الممارسات من قبل السلطة والمعارضة وهذا الاعتراف سيقود بشكل كبير إلى معالجة الاختلالات والسير في توصيات لصالح المستقبل».

وأضافت القيادية في المؤتمر أن الحوار الوطني في اليمن دخل المرحلة الثانية بعد مرحلة التحضير وخطط العمل، وهي مرحلة التنفيذ وأن «فرق العمل بدأت في الالتقاء بكثير من موظفي القطاع العام لاستعراض وضع مؤسسات الدولة في كل موضوع من موضوعات الحوار والمتعلقة به ورؤيتهم وكذلك أية توصيات لديهم قد تكون مفيدة لأعضاء المؤتمر»، إضافة إلى «الجزئية الثانية فقد بدأت هناك عمليات النزول الميداني والالتقاء بالفعاليات المدنية في الميدان، إضافة إلى استقبال الخبراء والمتخصصين الدوليين والإقليميين والمحليين بهدف قيامهم بإعطاء قاعدة معلوماتية لكل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني اليمني. واعتبرت مسار المؤتمر، حتى الآن، معقولة وجيدة وأن المؤتمر أمامه عدد من القضايا والملفات الساخنة كقضية الجنوب وصعدة والعدالة الانتقالية وغيرها من القضايا».

إلى ذلك، تتواصل الفعاليات الاحتجاجية على استمرار اعتقال وإخفاء العشرات من شباب الثورة كما يسمون من قبل قوات وأجهزة الأمن اليمنية، حيث نظم المئات، أمس، وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام بهذا الخصوص وطالبوا بقرارات عاجلة وسريعة للإفراج عن المعتقلين وإظهار المخفيين، كما طالبوا النائب العام اليمني بالاستقالة في حالة عدم تحقيق مطالبهم.

وعلى الصعيد الأمني تحدثت وزارة الخارجية الفرنسية مساء أول من أمس عن إطلاق نار صباحا بالقرب من سفارة فرنسا في صنعاء باليمن وأعربت عن «حذرها الشديد» حيال تطور الوضع الأمني في محيط السفارة. وعززت فرنسا الثلاثاء التدابير الأمنية حول ممثلياتها الدبلوماسية بعد اعتداء بسيارة مفخخة صباحا استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس وجرح خلاله حارسان فرنسيان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا الصباح (الثلاثاء) أطلق شخص عيارات نارية في الهواء بالقرب من سفارتنا في اليمن». وأضاف: «أبلغنا السلطات المحلية بالأمر. ومازلنا حذرين جدا حيال تطور الوضع الأمني هناك». إلى ذلك عاد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مساء الثلاثاء إلى صنعاء قادما من العاصمة السعودية الرياض بعد رحلة علاجية بمدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الطبية استمرت أكثر من شهر. ووفقا لبيان نشره موقع الحزب أمس الأربعاء عبر صالح عن شكره وتقديره لما لقيه من حسن ضيافة في السعودية، وخص بالشكر «قيادة الخدمات الطبية العسكرية السعودية وإدارة مدينة الأمير سلطان الطبية وطاقم الأطباء وكادر الفنيين والممرضين الذين أشرفوا على علاجه، والاهتمام الكبير الذي حظي به أثناء تلقيه العلاج».. يأتي ذلك بينما تتواصل فعاليات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن لوضع تصورات تتعلق بمشكلات البلاد.