يمني يدلي بشهادته أمام الكونغرس بخصوص ضربات الـ«درون» في بلاده

قال إن اليمنيين يعرفون أميركا بالضربات الجوية ويجهلون مسانداتها الاقتصادية.. 46 ضربة عام 2012

TT

قال كاتب يمني في شهادته خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، إن الضربة الجوية التي نفذتها في قريته الأسبوع الماضي طائرة أميركية من دون طيار، جعلت أبناء قريته ينقلبون على أميركا.

ووقف فارع المسلمي أول من أمس يصف بكلمات مشحونة كيف أصابه هجوم الطائرة الأميركية من دون طيار بصدمة، وكيف حشد الرأي العام بين سكان القرية ضد الولايات المتحدة.

وكانت أقواله هي الأبرز تأثيرا في المناقشة التي جرت حول الجوانب القانونية لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاصة بالطائرات من دون طيار، في جلسة علنية نادرة عقدتها لجنة فرعية قضائية في مجلس الشيوخ الأميركي، بعنوان «حروب الطائرات من دون طيار.. القتل المستهدف وجوانبه الدستورية والحرب ضد الإرهاب».

ووعد الرئيس الأميركي بمزيد من الشفافية في سياسته الخاصة بالطائرات من دون طيار، بعد أن تنامت مطالبة المشرعين للإدارة بالكشف عن مبرراتها القانونية لقتل إرهابيين مشتبه بهم في الخارج، هم مواطنون أميركيون.

وأثارت أيضا غارات الطائرات من دون طيار توترات بين السكان المحليين في بلاد منها باكستان، التي تنفذها الولايات المتحدة في المناطق القبلية.

وقال مساعد في اللجنة الفرعية القضائية إنه كان من المقرر أن يقدم المسلمي شهادته في الجلسة التي تقررت الأسبوع الماضي وتأجلت على أمل أن ترسل الإدارة الأميركية مسؤولا للإدلاء بشهادته، وهو ما لم يحدث. وقال مسؤول يمني إنه خلال الأسبوع الفاصل بين الموعد الأصلي للجلسة وموعد انعقادها الفعلي، قتل قائد لـ«القاعدة» وأربعة متشددين في ضربة نفذتها طائرة من دون طيار في بلدة وصاب بمحافظة ذمار (جنوب العاصمة صنعاء).

وقال المسلمي: «معظم العالم لم يسمع بوصاب، لكن منذ ستة أيام تعرضت قريتي لضربة بطائرة من دون طيار في هجوم روع آلاف القرويين البسطاء الفقراء». واستطرد: «هجوم الطائرة من دون طيار خلع قلبي مثلما خلع التفجيران المأساويان في بوسطن قلوبكم وقلبي أنا أيضا».

وقال المسلمي إنه حصل في شبابه على منحة دراسية من وزارة الخارجية الأميركية في برنامج تبادل، الغرض منه بناء الثقة بين الأميركيين والدول الإسلامية، وعاش طوال عام مع أسرة أميركية في كاليفورنيا.

وقال بينما «كنت أفكر في شهادتي وأستعد للسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في جلسة الاستماع هذه، سمعت أن صاروخا من طائرة من دون طيار ضرب القرية التي نشأت بها، وللمفارقة كنت أجلس مع مجموعة من الدبلوماسيين الأميركيين في صنعاء في حفل وداع لصديق أميركي حين وقعت الضربة».

وصرح بأن الشخص المستهدف من الضربة معروف لكثيرين في القرية، وكان من الممكن أن يعتقله مسؤولون يمنيون بسهولة. وأضاف: «ضربات الطائرات من دون طيار هي وجه أميركا بالنسبة لكثير من اليمنيين.. وإذا كانت أميركا تقدم مساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية لليمن فالغالبية العظمى من شعب اليمن لا يعرف عنها شيئا، لكن الكل في اليمن يعرف عن أميركا وضرباتها بطائرات من دون طيار».

وقال المسلمي إن ذلك يعطي فرصة لجناح «القاعدة» في اليمن «لإقناع مزيد من المواطنين بأن أميركا في حرب مع اليمن».

وأدلى بيتر بيرجن، من المؤسسة الأميركية الجديدة التي تحصي الضربات التي تنفذها طائرات أميركية من دون طيار، بشهادته أيضا في جلسة أمس، وقال إن إدارة أوباما نفذت 46 ضربة من هذا النوع في اليمن عام 2012، بينما نفذ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في اليمن ضربة واحدة فقط. وكانت ضربة جوية نفذتها على ما يعتقد طائرة أميركية من دون طيار قد أدت إلى مصرع مسلحين يعقد بانتمائهم لـ«القاعدة» في منطقة وصاب بمحافظة ذمار (جنوب صنعاء).