تفجيرات بوسطن: «إف بي آي» تحقق مع والدي تسارنايف في داغستان

الأم تريد دفن تامرلان في أميركا

TT

قال مسؤول في مكتب التحقيق الفيدرالي «إف بي آي» أن جوهر تسارنايف، الأخ الأصغر لتامرلان تسارنايف، المتهمين بتفجيرات سباق بوسطن قبل عشرة أيام، وهي التفجيرات التي قتلت ثلاثة أشخاص، وجرحت 180 شخصا تقريبا، تحسنت صحته قليلا في المستشفى. وقال للمحققين إنهما قاما بالتفجيرات لغضبهما على السياسة الأميركية تجاه المسلمين، وحرب الإرهاب، وغزو أفغانستان والعراق.

وقال المسؤول لصحيفة «واشنطن بوست» التي قالت: إنها لم تنشر اسمه، أو وظيفته، إن «إف بي آي» سجل هذه الأقوال قبيل كتابة وثيقة المرافعة ضد جوهر التي قدمت إلى قاضية فيدرالية يوم الاثنين، وحكمت القاضية باتهام جوهر بالحصول على، واستعمال، أسلحة الدمار الشامل.

وقال المسؤول إن أقوال جوهر كررت بأنه وشقيقه لم يتعاونا مع أي جهة خارجية. وقال المسؤول: «نعتقد أن الشقيقين صارا متطرفين بنفسيهما».

وقالت صحيفة «بوسطن غلوب» على لسان أحد المحققين إن تامرلان «كان يريد رد الهجمات عن الإسلام». وإن الحربين الأميركيتين في العراق وأفغانستان ساهمتا في دفعه إلى التطرف.

ووصف المحقق، الذي لم تنشر الصحيفة اسمه أو وظيفته، الشقيقين بأنهما «ذئبان منفردان» (تصرفا بمفرديهما)، وأنهما يعانيان «أزمة هوية دفعتهما إلى التطرف» وأنهما تعلما من الإنترنت كيفية صنع القنابل. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن جوهر قال: إن شقيقه هو الذي خطط للتفجيرات. وقال تلفزيون «إي بي سي» إن المحققين لم يعثروا، حتى الآن، على أدلة تربط الشقيقين بمنظمة خارجية، أو أنهما حصلا على تمويل مالي خارجي.

ونشرت «واشنطن بوست» تصريحات على لسان أولبرخت أمون، من جيران الشقيقين في ضاحية كمبردج، بالقرب من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم أي تي)، قال فيها إنه ناقش الشقيق الأكبر عن مواضيع سياسية ودينية. وإن تامرلان قال له: «ليس الإنجيل إلا نسخة رخيصة من القرآن». وإن «أغلبية الذين قتلوا في أفغانستان مدنيون قتلتهم القوات الأميركية».

في نفس الوقت، قالت مصادر إخبارية أميركية إن كاثرين راسل، الأميركية التي تزوجت تامرلان عام 2010 واعتنقت الإسلام وعمرها 24 عاما، خرجت عن صمتها، وأعلنت من خلال محاميها أنها «تبذل كل ما في وسعها لمساعدة المحققين». وقالت، وعندها طفلة من تامرلان عمرها ثلاث سنوات، إن خبر التفجيرات ودور زوجها كان «صدمة تامة» بالنسبة لها.

وبينما أعلن المستشفى الذي فيه جوهر «تحسنا متواصلا» في صحته، وأن حالته «مرضية»، طالب أقرباء بعض الجرحى من الانفجار الذين يعالجون في نفس المستشفى نقل جوهر منه.

ومن جهة أخرى، وصل محققون من مكتب التحقيق الفيدرالي «إف بي آي» إلى ماخاشكالا، عاصمة إقليم داغستان، في المناطق الجبلية في جنوب روسيا، لاستجواب والدي، وأقارب، الشقيقين تسارنايف. وقالت المصادر إن المحققين يريدون أن يعرفوا أي صلة للشقيقين مع منظمات إرهابية، وخاصة في القوقاز، أو مع منظمة القاعدة أو منظمات إرهابية أخرى.

ويتعاون المحققون الأميركيون مع أجهزة أمنية واستخباراتية في روسيا، وخاصة في منطقة الشيشان وداغستان. وكانت السلطات الروسية أعلنت أن الشقيق الأكبر، تامرلان، له نشاطات «إرهابية» في الشيشان. وكانت طلبت، قبل عامين، من «إف بي آي» مساعدتها. غير أن «إف بي آي» قال، في ذلك الوقت، إنه لم يعثر على أي شيء يدين الشقيق الأكبر.

ونقل تلفزيون «إي بي سي» أن الأطباء الذين شرحوا جثة تامرلان أعلنوا أن الجثة جاهزة لتنقل للدفن. لكن، لم يتقدم أحد لأخذها.

وكان مراسل هيئة الإذاعة البريطانية: «بي بي سي»، نقل على لسان والدة الشقيقين قولها: «ادفنوا ابني في أميركا». وقالت: إنها «مصممة على دفن ابنها البكر تامرلان في الولايات المتحدة الأميركية». وقالت: «أوقعوا (الأميركيون) به. إنها مسرحية كبيرة. يحب الأميركيون هذا النوع من المسرحيات».

وقالت: «أنا فخورة بابني تامرلان وجوهر». وإنها ستسافر إلى الولايات المتحدة لدفن ابنها البكر. وقالت: إنه اتصل بها قبيل قتله، وقال لها إن الشرطة تلاحقه. وقالت: «قال لي: ماما أنا أحبك».

ونقلت وكالة «رويترز» أن أحد أفراد الأسرة المشتبه أن الشقيقين «ضحيتان لمؤامرة روسية لتصويرهما على أنهما إرهابيان شيشانيان يعملان في أميركا». واتهم سعيد تسارنايف، الذي يعيش في غروزني عاصمة إقليم الشيشان الروسي المضطرب، موسكو بإرسال معلومات مغلوطة للولايات المتحدة للإيقاع بالشقيقين.

وقالت المصادر الإخبارية إن التحقيقات ستطال والدي المتهمين، وذلك لأن الوالدة، زبيدة تسارنايف، كانت اعتقلت في الولايات المتحدة بتهمة السرقة. ونقلت الأسوشييتد برس على لسان الوالدة بأنها لم تزر قرية العائلة في جبال داغستان، وظلت في العاصمة. وأن ابنها تامرلان، عندما زار العائلة، لم يذهب إلى القرية، ونفت أنه أجرى أي اتصال مع مقاتلي الشيشان وداغستان الذين ينتشرون في تلك المناطق الجبلية.