مصدر بالقيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني: لم نبلغ بالاستعداد للانسحاب

كان من المفترض الإعلان عن ترك مواقعهم في الأراضي التركية اليوم

TT

رجحت مصادر قيادية بحزب العمال الكردستاني أن «يتم تأجيل عملية انسحاب مقاتلي الحزب من داخل الأراضي التركية إلى وقت لاحق»، وهو الأمر الذي كان الحزب يزمع القيام به اليوم، كما ذكرت ذلك مصادر إعلامية تركية.

ففي اتصال مع ديار قامشلو، عضو المكتب الإعلامي لقيادة القوات الشعبية (الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني) أكد من مكتبه بجبل قنديل شمال العراق والمحاذي للحدود العراقية والتركية والإيرانية، لـ«الشرق الأوسط» أن القيادة العسكرية لم يتم تبليغها بعد بقرار الانسحاب، وأن المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا أن يعقد اليوم الخميس ليس واضحا ما إذا كان سيعقد بموعده أم سيتأجل بدوره، مؤكدا أن «المقاتلين موجودون بمواقعهم، وليس هناك أي تغيير بالموقف».

وكان زعيم حزب العمال الكردستاني التركي، عبد الله أوجلان قد أرسل خلال احتفالات شعبه بعيد النوروز القومي قبل أكثر من شهر برسالة إلى قيادة حزبه بجبل قنديل يطلب منها وقف القتال خطوة أولى، تعقبها خطوة سحب المقاتلين من داخل الأراضي التركية، تمهيدا لوضع السلاح بشكل نهائي والانخراط في العملية السياسية بتركيا.

ولكن أحد أعضاء القيادة الجماعية للحزب أكد في تصريحات صحافية نسبت إليه «عدم جدوى مبادرات وقف إطلاق النار». ونقلت صحيفة «يني أوغور بوليتيكا» التركية عن مصطفى قرسو عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني قوله إن «قيادة الكردستاني كانت على الدوام مستعدة للتجاوب مع المبادرات والفرص المتاحة لتحقيق السلام بتركيا، وأول مبادرة منها لوقف القتال كانت بعهد الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال الذي حاول في بداية حكمه حسم الصراع الكردي - التركي بالقوة العسكرية وبتجنيد المرتزقة الأكراد لمحاربة مقاتلي (الكردستاني)، لكنه فشل في ذلك، وابتداء من عام 1993 بدأ يراجع مواقفه وسياساته وسار بها نحو التهدئة، ولذلك طرحنا في حينه مبادرة لوقف القتال، ولكن الجهود فشلت ونجح أعداء السلام باغتيال الرئيس أوزال. والمرة الثانية أعلنت قيادة الحزب عام 1995 وقفا آخر للقتال، وأجهضت الجهود مرة أخرى. وفي السنوات الست الأخيرة طرحت قيادة الحزب ست مبادرات أخرى، وكلها فشلت بسبب تعنت الجانب التركي وإصرار الدولة التركية على محاربة الشعب الكردي وسعيها لحسم الخلاف بالقوة العسكرية، وهي محاولات أثبتت فشلها دائما».

يذكر أن سري سريا أوندر، نائب عن حزب السلام والديمقراطية التركي المؤيد للأكراد، قد أكد أن حزب العمال الكردستاني المحظور نشاطه سوف يبدأ الانسحاب من تركيا بعد الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) الحالي. وقال أوندر للصحافيين أمس إنه سوف يتم عقد مؤتمر صحافي في قنديل في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، أي اليوم، ثم سوف تبدأ عملية انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا بعد ذلك، بحسب وكالة «الأناضول» التركية. وأضاف أن الشيء المهم هو استعداد الأطراف للتوصل إلى حل، متابعا أنه يرى الإرادة في الحكومة.

تأتي هذه الخطوة بعد إعلان عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي، في الشهر الماضي عن وقف إطلاق النار مع أنقرة ودعوته عناصر الحزب للانسحاب من تركيا.