حزب العمال الكردستاني يعلن انسحاب قواته من داخل تركيا والاستقرار في إقليم كردستان العراق

برهم صالح: الربيع الكردي بات على الأبواب والوقت أصبح في صالحنا

TT

أعلن رئيس اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني، مراد قرة يلان، «انسحاب مقاتلي حزبه من داخل الأراضي التركية التزاما منهم بنداء زعيمهم عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا».

وأبلغ قرة يلان «هذا القرار التاريخي بالنسبة للشعب الكردي بتركيا، الذي من شأنه أن ينهي الصراع الدامي المتواصل منذ أكثر من ثلاثين عاما»، في مؤتمر صحافي عقده بجبل قنديل أمس، في حضور العشرات من وسائل الإعلام المحلية والدولية. وكان يفترض أن يعقد المؤتمر الصحافي في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس، ولكن طائرات استطلاع تركية حلقت فوق جبل قنديل، مما أثار مخاوف قيادة الحزب من تعرض الصحافيين والوفود الإعلامية لمخاطر، فتأجل المؤتمر إلى الساعة 2 من بعد ظهر أمس. وأعلن خلاله رئيس اللجنة القيادية للحزب «صدور قرار قيادة الحزب بسحب القوات التابعة لها من كافة الأراضي التركية استجابة لنداء زعيم الحزب أوجلان».

وقال قرة يلان: «يجب على شعبنا الكردي أن يعلم أن مرحلة جديدة من نضاله السياسي والتنظيمي قد بدأت لتحقيق النصر، وعلى شعبنا أن يعمل من أجل التقدم نحو الحلول الديمقراطية، مع تأكيد أن أعظم قوة في العالم لا تستطيع قهر إرادة الشعوب، وعلى هذا الأساس سيتم تحقيق النصر». وأعلن رئيس اللجنة القيادية أن «الأوامر صدرت لمقاتلي الحزب ببدء الانسحاب اعتبارا من مطلع الشهر المقبل، وأن هذا القرار سيبدد الشكوك حول جدية حزبنا في التوجه نحو السلام»، لكنه أكد أن «هذه العملية مرهونة باستجابة الجيش التركي، ففي حال شنت أي هجمات جديدة عندها ستتوقف العملية».

وأشار قرة يلان إلى أن «هذه الخطوة التاريخية من قيادة الحزب جاءت بناء على دعوة الزعيم عبد الله أوجلان، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ الكردي التي يترشح فيها زعيمنا من ضمن مائة من أهم الشخصيات العالمية والأكثر تأثيرا في العالم، وهذا عائد إلى نضاله الدؤوب من أجل شعبه طوال عشرات السنين، وقيادته لثورة شعبه، بموازاة تطلعه نحو تحقيق السلام». وكشف عن أن «الزعيم أوجلان أصدر قرارا تاريخيا أبلغنا إياه برسالته الثالثة في 14 أبريل (نيسان) الحالي، وطلب منا سحب قواتنا من داخل الأراضي التركية، وبعد اجتماع قيادة الحزب اتخذت قيادة قنديل بالإجماع قرارا بالاستجابة لدعوة الزعيم والقيام بواجباته ومسؤولياته في هذا الصدد».

وأكد رئيس اللجنة القيادية للحزب أن «عملية الانسحاب ستنطلق في غضون الشهر المقبل، ولكن أي تحركات أو هجمات عسكرية ضد مقاتلينا ستنهي العملية، وعلى الجانب التركي أن يتحلى بالمسؤولية وأن يتجاوب مع هذه الخطوة، فعلى الحكومة التركية ألا تسمح لمن يريد الإضرار بهذه العملية أو يتحين الفرص لإفشالها أو القيام بأي تحركات عسكرية تؤدي إلى وقف العملية».

وكشفت قيادة قنديل عن أن «القوات المنسحبة ستستقر في البداية بإقليم كردستان العراق، وندعو حكومة الإقليم وجميع القوى الكردستانية الأخرى إلى التعامل بشكل إيجابي مع قواتنا المنسحبة واستقرارها في الإقليم، وستكون هناك لجنة محايدة للإشراف ومراقبة عملية الانسحاب لضمان انسيابيتها». وأكدت قيادة جبل قنديل أن «هذه العملية السلمية التي بدأناها بناء على نداء الزعيم أوجلان لا تهدف فقط إلى حل المسألة الكردية في تركيا فحسب، بل من الممكن تعميمها على جميع أجزاء كردستان الأخرى من أجل إيجاد الحلول السلمية للقضية الكردية فيها، عبر تحقيق الحرية والمساواة لشعوب المنطقة وإنهاء الصراعات الدامية فيها».

في غضون ذلك، أيد برهم صالح، نائب الأمين العام لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، جهود السلام التي تبذل في تركيا، مشيرا إلى «أن الربيع الكردي بات على الأبواب، وأن تركيا مقبلة على تغيير تاريخي»، مشيرا إلى أن «على الدولة التركية ألا تخاف من تأمين الحقوق القومية (اللغة والثقافة) للشعب الكردي، لأن تلك الحقوق لا تشكل تهديدا على تركيا، وإنما تعتبر ثروة لها».

وقال صالح في تصريحات نقلتها صحيفة «راديكال» التركية: «إن الربيع الكردي بات على الأبواب، والوقت أصبح في صالحنا، وأن سياسة الانفتاح على الديمقراطية التي بدأها رئيس الوزراء التركي أردوغان فرصة تاريخية مهمة لتحقيق التغيير في تركيا، فالقرن الماضي ذهب سدى، ولكن من الممكن أن يكون القرن الحالي مختلفا». وحول انسحاب قوات الحزب الكردستاني، قال صالح: «نحن في إقليم كردستان، والشعب الكردي في المنطقة عموما، ندعم هذه الخطوة، ورغم أن العملية بين حزب العمال والدولة التركية، ولكننا نرى أنها عملية ستسهم في تحقيق وترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة».