الجامعات الإيرانية تغلق أبوابها خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة

الفوز بأصوات الطلبة يعد عاملا حاسما للمرشحين

صورة وزعها مكتب المرشد الايراني علي خامنئي الذي كان يلقي خطبة امام المحتشدين في مدينة مشهد الاحد الماضي (ا ب)
TT

ذكرت وكالة أنباء فارس أن حجة الإسلام محمديان، ممثل خامنئي في الجامعات، وجه انتقادات عنيفة لقرار الجامعات الخاص بإغلاق أبوابها خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، أثناء المؤتمر الرابع لأعضاء هيئات التدريس في الجامعات الإيرانية الذي عقد أمس.

ويعد مكتب المرشد الأعلى في الجامعات مؤسسة قوية تشرف على الجامعات إلى جانب هيئة حكومية للإدارة ومراقبة السياسات.

وردا على هذه الانتقادات، رفض نائب وزير التكنولوجيا والعلوم، حسين نادري مانيش، في مقابلة مع وكالة «إسنا نيوز» التدخل الحكومي في التعليم الجامعي، قائلا: «الوزارة لا تتدخل في روزنامة الجامعات، وإن الأمر منوط بكل جامعة في تحديد تقويمها الخاص»، لكنه اعترف بأن وزارته أصدرت مرسوما لكل الجامعات يقضي بعدم إجراء امتحانات خلال فترة الانتخابات والتي تمتد على مدار أسبوعين.

وتتمتع الجامعات الإيرانية بتاريخ طويل من العمل السياسي، حيث تلعب، في الغالب، دورا حاسما في التطورات السياسية الكبرى، وهو ما يغري الكثير من السياسيين والمرشحين المحتملين، بعقد لقاءات أو جلسات مناقشة في الجامعات، وخاصة قبيل إجراء الانتخابات.

وتحولت هذه الممارسة إلى تقليد قبيل كل انتخابات، بهدف إلى استقطاب أصوات الطلبة. ولأسباب سياسية كثيرة، يحصل السياسيون الموالون للنظام فقط على الحق في استغلال هذه الميزة في التفاعل الحي - رغم كونه موجها - مع الطلاب.

وكانت مظاهرة يوليو (تموز) 1999 التي قام بها الكثير من طلاب جامعة طهران ضد إغلاق صحيفة إصلاحية انتهت بحملات قمع دموية ضد المشاركين فيها. وتسبب الحادث المأساوي في حرج بالغ للهيئة القضائية وقوات الأمن المدعومة من قبل المحافظين، في الوقت الذي أثبت فيه محمد خاتمي، الرئيس الإيراني الأسبق، عجزه عن حماية حقوق الطلبة في التعبير عن أنفسهم دون التعرض لأذى.

وتصاعد النفوذ الحكومي في الجامعات في ظل إدارة نجاد، غير أنه وفي خطوة مفاجئة قبل أقل من شهرين بعث نجاد برسالة إلى وزير التعليم يطلب منه إقالة اثنين من رؤساء الجامعات الكبرى متهما إياهم «بضعف الأداء الذي لا يرقى إلى طموحات حكومة نجاد بتعزيز النقاش والتفاعل الحي مع الطلاب».

وأثار تدخل نجاد قدرا من الدهشة بين صفوف الفصيل المحافظ، الذي عبر خشيته من احتمالية أن يفسح هذا التصرف المجال لإقامة فعاليات مثيرة للجدل في الجامعات قد تسمح لإسفنديار رحيم مشائي بتحسين صورته. لكن قرار نجاد بإقالة رؤساء الجامعات لم ينفذ بعد ولا يتوقع أن يجري تنفيذه.

ويعد الفوز بأصوات طلبة الجامعات عاملا حاسما بالنسبة للمرشحين المحافظين الذين تتدنى شعبيتهم عن المرشحين المعتدلين مثل محمد خاتمي وهاشمي رافسنجاني.