«عقبة الجهاديين» تخيم على احتفالات سيناء بعيد تحريرها

مرسي حضر احتفالية الجيش

TT

احتفلت مصر، أمس، بالذكرى الحادية والثلاثين لتحرير سيناء وانسحاب القوات الإسرائيلية منها بعد أن احتلتها في حرب يونيو (حزيران) عام 1967. وتعاني سيناء فراغا أمنيا، وانتشارا للجهاديين الذين يعتقد أنهم من جنسيات مصرية وفلسطينية. وتحول اتفاقية السلام، الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، دون انتشار واسع لقوات الجيش المصري.

وقام اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أمس، ومعه عدد من قيادات الجيش برفع علم مصر فوق جبل العجمة، أعلى جبل في سيناء، وذلك بواسطة طائرة هليكوبتر، تزامنا مع الاحتفال بعيد تحرير سيناء، كما تم رفع علم آخر في مدينة طابا.

وبات الوضع في سيناء يؤرق الجهات الأمنية، في ظل تنامي نشاط الجهاديين بها منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 الذي بلغ ذروته في شهر أغسطس (آب) الماضي، حين شن مسلحون مجهولون، يعتقد أنهم من العناصر الجهادية، هجوما مسلحا على حاجز أمني، قتل فيه 16 جنديا مصريا، وسرقوا مدرعة اقتحموا بها الحدود الإسرائيلية، قبل أن تقصفها الطائرات الحربية الإسرائيلية لتقضي على 3 أفراد كانوا بداخلها.

ولم يلق الرئيس محمد مرسي كلمة بهذه المناسبة كما اعتاد أن يفعل الرئيس السابق حسني مبارك وكذا المشير حسين طنطاوي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد عقب ثورة يناير. لكن الرئيس مرسي حرص على حضور احتفالية القوات المسلحة أمس بهذه المناسبة. كما سبق أن وضع، أول من أمس، إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل أنور السادات الذي قاد حرب تحرير سيناء في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 ووقع اتفاقية السلام مع إسرائيل بعد ذلك.

وتعرض السادات للقتل في منصة عرض عسكري بمناسبة انتصار أكتوبر عام 1981 على أيدي متشددين إسلاميين، كانوا يعترضون على معاهدة السلام وسياسات السادات، من بينهم شخصيات أصبحت تقود اليوم عدة أحزاب سياسية في البلاد، بعد سنوات من السجن بتهمة قتل السادات.

وتحظى إشكالية الفراغ الأمني في سيناء بتعقيدات عدة، ويتطلب وجود قوات كافية لمكافحة التنظيمات المتشددة وضبط الحدود، تعديلا في اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما لم ينجح الحكام الإسلاميون الجدد في إنجازه رغم الوعود الكثيرة التي أطلقت أثناء الحملات الانتخابية. ويقول المراقبون إن نشاط الجماعات المتشددة في سيناء أدى إلى خلاف مكتوم بين الجيش ومؤسسة الرئاسة، بسبب الجانب الخاص بالحدود بين مصر وقطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس مرسي.

وهنأ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، الشعب المصري بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، وقال في تغريدة على «تويتر»: «أتقدم بأطيب التهاني القلبية لشعب مصر العظيم وشعب سيناء وقبائله العريقة وجيش مصر العظيم حامي مصر وفي القلب منها سيناء».

وعلى الجانب الآخر، نظم العشرات من الموالين للرئيس السابق حسني مبارك، من أعضاء حركة «آسفين يا ريس»، وقفة أمام سجن طرة، المحتجز فيه مبارك رهن التحقيق، لتهنئته بعيد تحرير سيناء.