جوبا تعلن العفو العام عن متمرديها

منظمة أميركية تكشف عن وجود زعيم جيش الرب الأوغندي مختبئا في السودان

TT

أصدر رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت في وقت متأخر من مساء أول من أمس الخميس، مرسوما دستوريا أعفى بموجبه الجماعات المسلحة المناوئة له، وشملت أقوى الفصائل التي يقودها ديفيد ياو ياو في ولاية جونقلي شرقي البلاد، فيما أكدت منظمة أميركية وجود زعيم جيش الرب للمقاومة الأوغندي جوزيف كوني في السودان وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية منذ أعوام لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في شمال أوغندا.

وشمل قرار العفو الذي أصدره رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قائد التمرد ديفيد ياو ياو، والذي يقود قتالا مسلحا في ولاية جونقلى شرقي البلاد الغنية بالنفط، وشمل العفو الرئاسي قادة الفصائل المتمردة الأخرى في ولايتي أعالي النيل والوحدة الغنيتين بالنفط إلى جانب بعض قادة الفصائل المسلحة في ولايات أعالي النيل والوحدة الغنية بالنفط، وجاء قرار سلفا كير بعد أيام من إعلان الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) السيطرة على إحدى المطارات التي كان يستخدمها ديفيد ياو يايو، ولم تصدر أي ردود فعل من تلك الفصائل حول القرار.

وكان ياو ياو قد أعلن العصيان المسلح ضد الحكومة عام 2011، وانطلق من مواقع قبيلته «المورلى» التي ينتمي إليها والتي تسكن ولاية جونقلي جنوب شرقي السودان، وذلك عقب الخسارة التي لحقت به في الانتخابات المحلية عام 2010، وقتل أكثر من ألفي مواطن وتشرد عشرات الآلاف وفق الإحصاءات الرسمية، واتهمت جوبا مجموعة ياو ياو بقتل 5 من موظفي الأمم المتحدة في مارس (آذار) الماضي، وجاء في العفو الجرائم التي ارتكبتها المجموعات المسلحة في حق البلاد جراء تمردهم، وفسر مراقبون القرار بأنه خطوة قبل انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية.

من جهة أخرى أكدت مجموعة ضغط أميركية أمس أن زعيم جماعة جيش الرب للمقاومة الأوغندي جوزيف كوني الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية، كانت واشنطون قد رصدت 5 ملايين دولار لمن يساعد في العثور عليه، وقالت المنظمة الأميركية إن كومي مختبئ حاليا في السودان بالتواطؤ مع عناصر في الجيش السوداني، ولم يتسن الحصول على رد من المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية.

وقالت منظمة «المبادرة لحل أزمة جيش الرب» إن عناصر من الجيش السوداني قدموا بشكل فاعل لكوني وقادة آخرين في جيش الرب ملاذا مؤقتا في الأراضي التي يسيطر عليها السودان من عام 2009 إلى يناير (كانون الثاني) الماضي، ودعمت المنظمة في تقريرها صورا تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية من معسكر أخلته قوات جيش الرب مؤخرا في نهاية العام الماضي من الأراضي السودانية على طول الحدود المشتركة مع دولة جنوب السودان، وتقول المنظمة إنها حصلت على معلومات من منشقين عن جوزيف كوني، وذكر المنشقون - بحسب التقرير - أن كوني لجأ إلى السودان وقام بقيادة هجوم ضد المدنيين في البلدان المجاورة ومنها جنوب السودان، وأكد رئيس مجموعة الضغط الأميركية مايكل بوفينبورغ (أنه طالما أن الزعيم المتمرد قادر على الاختباء في السودان، بإمكانه الإفلات بسهولة من ملاحقات الجيش الأوغندي من خلال عبور الحدود).

وكانت حركة جيش الرب - وهي الأعنف والوحشية في تمردها ضد الحكومة الأوغندية - ونشطت في شمال أوغندا في عام (1988) وكانت يتخذ من حدود دول الكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وشكلت هذه الدول بالإضافة إلى أوغندا وخبراء عسكريين من الولايات المتحدة قوات مشتركة لملاحقة جيش الرب.