الكشف عن وثائق بريطانية سرية تضم رسائل بين الحكومة والضباط البريطانيين في فلسطين

جاء فيها أن البريطانيين كانوا على وعي كامل بمحنة الفلسطينيين

TT

تشير تقارير تم الكشف عنها أمس إلى أن ضباط الاستعمار البريطاني في فلسطين توقعوا اندلاع الحرب بين العرب وإسرائيل في عام 1948 وهزيمة العرب في أعقاب تقسيم فلسطين.

وتم الكشف عن الوثائق، المتاحة في الأرشيف الوطني البريطاني (الأرشيف الرسمي للحكومة البريطانية). وتضم رسائل سرية سابقة بين الحكومة البريطانية في لندن وضباط الاستعمار البريطانيين المتمركزين في فلسطين، في السنوات التي سبقت قيام دولة إسرائيل في عام 1948. وتشير سجلات مكتب الاستعمار السابق إلى أن الحكومة البريطانية كانت على وعي كامل بمحنة الفلسطينيين في أعقاب جلاء البريطانيين عن فلسطين. وبعد يوم من إعلان قيام دولة إسرائيل في يوم 14 مايو (أيار) 1948. غادرت آخر القوات البريطانية فلسطين واندلعت أول حرب بين العرب وإسرائيل.

تكشف التقارير عن المنظور البريطاني فيما يتعلق بما حدث في السنوات والأسابيع والأيام الأخيرة من الانتداب البريطاني لفلسطين من قبل الأمم المتحدة. تشير البلاغات الرسمية الأولى التي تعود إلى عام 1946 إلى أن الضباط البريطانيين رأوا أن الفلسطينيين قد ازداد استياؤهم من السيطرة البريطانية، بسبب ما نظروا إليه باعتباره تحيزا لليهود. واستشهد المسؤولون بالإدارة البريطانية لهجرة اليهود إلى فلسطين بوصفها أحد أسباب تزايد حدة الغضب بين الشعب الفلسطيني.

رغم تبادل التقارير الاستخباراتية منذ ما يقرب من 60 عاما، كانت التوقعات تشير إلى معاناة الفلسطينيين من واقع يومي أليم لا يختلف عما يعانونه حاليا. كان المسؤولون البريطانيون يقفون في موضع المتفرجين بينما يستولي المستوطنون اليهود على الأراضي العربية. كذلك كان مسؤولون بريطانيون في فلسطين يعتقدون أن الرأي العام اليهودي سيكون ضد قرار التقسيم إلا إذا اتسعت رقعة الأراضي المخصصة لإسرائيل بشكل كبير. في بداية عام 1948 حذر المسؤولون من أن أمل الفلسطينيين الوحيد لتحقيق النصر في حرب عربية - إسرائيلية كان معقودا على دعم الجيوش العربية من دول الجوار. وأشارت الوثائق إلى جماعة الضغط الصهيونية في أميركا، حيث كان ضباط الاستخبارات البريطانية يعتقدون أن الصهاينة في أميركا يضغطون على الإدارة الأميركية لدعم هذه القضية.

وكانت هناك مناقشة للوضع السوري أيضا، فقد كان البريطانيون قلقين من مستقبل سوريا بعد الحرب العالمية الثانية. وكان هذا الخوف ينبع بالأساس من احتمال عودة سوريا إلى أيدي المحتل الفرنسي عقب الحرب. وكان السبب الثاني للخوف هو تنامي القومية العربية في البلاد وهو ما يمثل خطرا على أهدافهم الإمبريالية في الشرق الأوسط.

هذه الوثيقة تسلط الضوء على حركات الاستقلال العربية في المشرق العربي بعد الحرب العالمية الثانية. وحذرت الوثائق من اندلاع ثورة ضد الغرب. وخلص التقرير، الذي وضع وقت الحرب، إلى أن أولوية القوى الغربية ينبغي أن تكون للحيلولة دون انتصار هذه الحركات، وهو ما فشلت القوى الاستعمارية في تحقيقه كما يوضح لنا التاريخ.