نقل المتهم في اعتداء بوسطن من المستشفى إلى السجن

مسؤولون: ملاحقة الشرطة للشقيقين الشيشانيين منعتهما من تنفيذ اعتداء آخر في نيويورك

عسكريان يحرسان خارج السجن الطبي «إف إم سي ديفينز» الذي نقل إليه جوهر تسارنايف في غرب بوسطن أمس (أ.ب)
TT

أعلنت السلطات القضائية الأميركية أمس أنه تم نقل الشاب الشيشاني جوهر تسارنايف المتهم بتنفيذ اعتداء بوسطن بالتعاون مع شقيقه القتيل، من المستشفى إلى سجن مجهز طبيا على بعد 60 كلم من المدينة. وجاء هذا فيما أكد رئيس بلدية نيويورك أن جوهر وشقيقه تامرلان كانا يريدان التوجه بعد تنفيذ تفجيري بوسطن إلى نيويورك لتنفيذ اعتداء آخر هناك، إلا أن خطتهما فشلت بفعل مطاردة الشرطة.

وقال المتحدث باسم هيئة السجون الأميركية درو ويد أمس إنه «تم نقل جوهر تسارنايف من مركز بيث إسرائيل دياكونيس الطبي وبات محتجزا الآن في منشأة مكتب السجون إف إم سي ديفينز في فورت ديفينس بماساتشوستس»، في إشارة إلى سجن طبي يقع غرب بوسطن ويستقبل الأشخاص المحتاجين لعلاج طبي خاص أو لمدة طويلة أو ممن يعانون مشاكل عقلية.

وجوهر تسارنايف، 19 سنة، متهم مع شقيقه الأكبر تامرلان، 26 سنة، بتنفيذ اعتداء استهدف ماراثون بوسطن الذي أوقع ثلاثة قتلى و246 جريحا في 15 أبريل (نيسان) الحالي. وقد ألقي القبض عليه الأسبوع الماضي بعد إصابته بجروح خطيرة خلال اشتباك مع الشرطة قتل فيه شقيقه. وتقول السلطات إن حالته تتحسن تدريجيا. وقد وجهت إلى جوهر تهمة استخدام سلاح دمار شامل في اعتداء بوسطن وقد يواجه عقوبة الموت في حال الإدانة.

وتم نقل الشاب الشيشاني إلى السجن غداة إعلان رئيس بلدية نيويورك أن الشقيقين تسارنايف كانا يريدان التوجه بعد ذلك إلى نيويورك لتنفيذ اعتداء في ساحة تايمز سكوير، إلا أن خطتهما فشلت عندما جرت عملية مطاردة للسيارة التي كانا يستقلانها. وقال مايكل بلومبرغ إن «نيويورك كانت هدفهم التالي» مؤكدا أن الشقيقين تسارنايف كانت لديهما القدرة على ارتكاب اعتداء آخر. وأوضح بلومبرغ أن هذه المعلومات تحصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) من اعترافات أدلى جوهر بها، وهي «تذكير فظيع بأننا ما زلنا مستهدفين من قبل الإرهابيين».

وبدوره، قال رئيس شرطة نيويورك راي كيلي إن الشقيقين خططا لاستخدام نوع من المتفجرات شبيه بالذي استعملاه في بوسطن بالإضافة إلى خمس عبوات وقنابل يدوية الصنع كانت لا تزال معهما عند هروبهما على متن السيارة المرسيدس التي استوليا عليها. وأشار كيلي إلى أن الشقيقين قررا «فجأة» التوجه إلى نيويورك بينما كانا يهربان في سيارتهما بسرعة في شوارع بوسطن وعلى متنها ست قنابل على الأقل. إلا أن المطاردة انتهت بمقتل شرطي وإصابة ثان بجروح خطيرة بينما قتل تامرلان في اشتباك مع الشرطة. وعثر على جوهر جريحا وهو يختبئ داخل قارب في إحدى ضواحي بوسطن الجمعة الماضي. وقال كيلي أيضا إن مخطط الشقيقين «فشل عندما أدركا أن السيارة التي استوليا عليها ليس فيها ما يكفي من الوقود واستغل السائق الفرصة ليهرب ويبلغ الشرطة».

إلا أن الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب استبعد هذه الفرضية قائلا: إنه من المرجح أكثر أن يكون الشقيقان قد خططا لشن هجوم آخر في بوسطن. وصرح مايك روجرز لشبكة «سي إن إن»: «ليس واضحا بالنسبة لي أنهما كانا سيفجران تلك العبوات ولو أنها كانت بحوزتهما. أعتقد أنه من المنطقي أكثر أنهما كانا يخططان لهجوم آخر في بوسطن وأنهما يختبئان في نيويورك». وتابع روجرز أن جوهر توقف منذ استشارة محام عن التعاون مع السلطات. لكنه أضاف أنه لا يزال يتعين استجواب أشخاص آخرين في القضية. إلا أن كيلي صرح في مؤتمر صحافي مشترك مع بلومبرغ أن جوهر قال للمحققين إن الشقيقين كانا ينويان التوجه إلى نيويورك «للاحتفال».

من جهتها، اتهمت والدة المتهمين زبيدة تسارنايف السلطات الأميركية بقتل أحد ولديها دون مبرر. وأعربت زبيدة باكية عن أسفها على انتقال العائلة للعيش في الولايات المتحدة في عام 2002. وقالت في محج قلعة بتأثر: «لقد قتل تامرلان بوحشية وأريد أن أصرخ للعالم أجمع ماذا فعلتم؟ لقد كان على قيد الحياة. أعرف أمرا واحدا وهو أن ولدي لم يقوما بذلك»، مشددة على قناعتها بأن نجليها لا علاقة لهما بتفجيري بوسطن.

وكان محققون أميركيون التقوا زبيدة مع زوجها في داغستان هذا الأسبوع ضمن زيارة نظمتها السفارة الأميركية والسلطات الروسية. وقال والد المتهمين إنه يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة. وتدور أسئلة متزايدة في الولايات المتحدة حول ما إذا كانت السلطات الأميركية قد فاتتها إشارات مهمة خصوصا حول تامرلان كان من المفترض أن تثير الشبهات حول الشقيقين قبل شن الهجوم.