أزمة بين نيودلهي وبكين بعد توغل صيني في منطقة حدودية

جيشا البلدين عقدا اجتماعين فاشلين لاحتواء الموقف

TT

بدت الحكومة الهندية في حالة حرج داخلي بعدما توغلت قوات صينية داخل أراضي ولاية لاداك التابعة لإقليم جامو وكشمير الهندي، ورفضها التزحزح عن موقعها. وباء اجتماعان لمسؤولين عسكريين من جيشي البلدين على مستوى رفيع بالفشل في رأب الصدع.

يشترك العملاقان الآسيويان، الهند والصين، في حدود طويلة تبلغ مساحتها 4.057 كلم في ولايات جامو وكشمير وأوتاراخاند وأروناتشال براديش.

وقد ازداد الموقف تأزما عندما تبين وقوع حادثة عنف من جانب الصين، من خلال تحليق اثنتين من مروحياتها في السماء الهندية في مواقع مختلفة بالمنطقة. وأقدمت المروحيتان على إنزال عبوات أطعمة وعلب سجائر وأوراق مكتوبة باللغة الصينية. وأوضح مسؤولون صينيون أنهم كانوا قد نصبوا خيمة في الإقليم الذين يعدونه تابعا لهم.

ومع استمرار المواجهة بين البلدين لمدة 11 يوما، قام جنود الخيالة الهنود بنقل عدد مساو من العاملين إلى خيمتهم التي تم نصبها في مواجهة القوات الصينية على بعد 500 متر تقريبا. وقال مسؤولون حكوميون هنود رفيعو المستوى إن الصين تبدو كأنها «تطالب بحقها» في المنطقة؛ إذ يعتقد أنها استشعرت أن الفرصة سانحة لاستعراض العضلات.

ورغم أن القوات الصينية توغلت نحو 10 كيلومترات داخل الأراضي الهندية، فقد رفضت حكومة نيودلهي اتخاذ موقف حاد، واتسم ردها بالسعي لتجنب المواجهة مع الصين. وبدا موقف الحكومة الهندية صادما في الداخل.

ورأى محللون دفاعيون أن الأسلوب اللين من جانب نيودلهي قد أثار شكوكا حول ما إذا كانت الدولة الهندية مستعدة عسكريا لمواجهة تدخل خارجي.

وقال المحلل الدفاعي بهارات فيرما: «إنهم يدخلون البلاد في متاهة إلى حد أننا لن نجد سبيلا للسيطرة على الموقف إلا من خلال المحادثات. في كل عام، يخترقون أراضينا ويزعمون أحقيتهم في هذه المنطقة. إنه وقت حاسم يتحتم علينا فيه أن نحرر أراضينا أيا كان الثمن الذي سندفعه».

وقال راجناث سينغ، رئيس حزب «بهاراتيا جاناتا» المعارض: «يجب أن تتخذ الحكومة إجراء دون خوف. عليها إخطار البرلمان بإجرائها في هذا الصدد».

وفيما طالبت الهند باجتماع ثالث يشمل مسؤولين رفيعي المستوى، مع عدم تزحزح الصين قيد أنملة عن موقفها، فقد أخطر الجيش الهندي الحكومة بالخيارات العسكرية الكثيرة التي يمكن توظيفها في التعامل مع الموقف.

ورأى محللون أن الهند باتت شديدة الحذر في تعاملها مع مثل هذه «التجاوزات» الصينية، بالنظر إلى العلاقة الوطيدة بين بكين وإسلام آباد في المنطقة.

وكان وزير الدفاع الهندي إيه كي أنتوني قد حذر خلال مؤتمر لقادة الجيش من أن الموقف الصيني المتشدد إزاء مسألة الحدود لن يتغير على الأرجح، حتى مع تولي الرئيس الجديد تشي جينبينغ السلطة.

من جانبهم، رأى الصينيون أن الهنود يقومون بانتهاكات مماثلة نظرا للاختلاف في الإدراك حول الحدود وامتلاك مواقع عسكرية تتعارض مع التفاهم المتبادل.

وبحسب مصادر عسكرية هندية، أصر الصينيون، في الاجتماعين العسكريين اللذين باءا بالفشل، على أن القوات الهندية كانت هي الأخرى قد توغلت داخل خط السيطرة الفعلي، وأن الضباط الهنود قد اخترقوا أراضيهم وأقاموا ثكنات عسكرية تحت الأرض. وذكرت مصادر عسكرية أن الجانب الصيني طالب الجانب الهندي بإزالة ثكناته والتوقف عن أسلوب «الدوريات العدوانية».