«الحر» يسيطر على أجزاء من طريق «حمص طرطوس» و«تقدم نوعي» لمقاتليه في درعا

شعارات مناهضة لإيران وحزب الله في جمعة «حماية الأكثرية»

TT

شهدت العاصمة السورية أمس اشتباكات، هي الأعنف بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بين القوات النظامية السورية وكتائب الجيش السوري الحرّ في أحياء في شمال وجنوب دمشق. إلى ذلك أفادت لجان التنسيق المحلية أن «الجيش السوري الحر» تمكن أمس من السيطرة على أجزاء رئيسة من الطريق الدولي الواصل بين حمص وطرطوس بما يسمح بقطع الإمدادات الخاصة بالجيش النظامي بين المدينتين. وأشار العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «السيطرة على هذا الطريق ستقلب موازين المعركة في حمص لصالح المعارضة». ونفى العقيد سعد الدين المعلومات التي تقول إن الجيش الحر يتراجع على الصعيد الميداني، موضحا أن «مقاتلي الجيش الحر تمكنوا أمس بالإضافة إلى سيطرتهم على طريق حمص - طرطوس، ومن اقتحام النقطة 62 العسكرية على الحدود السورية مع الأردن، ما يعتبر تقدما نوعيا في مسار معركة الجبهة الجنوبية».

ونتيجة للاشتباكات العنيفة التي تشهدها محافظة اللاذقية بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية، شهدت القرى الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد حركة نزوح كثيفة لا سيما قرية «الجوزة» التي تقطنها غالبية مرشدية، بحسب ما أفاد ناشطون. بدوها الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن «الحر» استهدف مواقع للنظام في قمة النبي يونس، وأفادت بأن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قرية الناجية وناحية ربيعة، وهو ما أدى لاندلاع حريق ضخم في منطقة سد بلوران. وخرج السوريون أمس في مظاهرات بعدة مناطق وقرى في جمعة أطلقوا عليها اسم «حماية الأكثرية» للتنديد بأعمال القصف والقتل التي يتعرض لها غالبية الشعب السوري. وطغت الشعارات المعادية لحزب الله اللبناني وإيران على غالبية المظاهرات التي خرجت في سوريا أمس، إذ أدان المتظاهرون التدخل الإيراني في سوريا، وتوعدوا حزب الله بأن تكون مدينة القصير في ريف حمص الجنوبي «مقبرته». وفي المقابل أشاد المتظاهرون بموقف الشيخ اللبناني أحمد الأسير الذي أعلن الجهاد لنصرة أهل القصير من السنة، وارتفعت لافتات في أكثر من منطقة تشكر الأسير لنصرة السنة السوريين.

وأوضح عضو الائتلاف المعارض والمجلس الوطني سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» أن إطلاق «حماية الأكثرية» على هذه الجمعة جاء «للفت انتباه المجتمع الدولي الذي صدّع رؤوسنا بالحديث عن حماية الأقليات فيما الواقع على الأرض يشير إلى أن الأكثرية، وتحديدا السنية تتعرض للإبادة، إذ يقتل أطفالها وتدمر بيوتها من دون أن يتحرك المجتمع الدولي لفعل أي شيء». إلى ذلك، قالت لجان التنسيق إن الجيش الحر وصل إلى مشارف مطار أبو الظهور العسكري في إدلب. ويقع المطار على بعد حوالي 40 كيلومترا إلى الشرق من مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها الجيش الحر. وقالت «شبكة شام» إن القوات النظامية قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينة معرة مصرين وبلدة حاس بريف المحافظة. وفي العاصمة دمشق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة وقعت في حي برزة بين مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية الموالية لها، جاءوا من حي عش الورور الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية». وقال ناشطون إن «ليلة عنيفة عاشها حي برزة أول من أمس بعد أن قامت قوات النظام باستهدافه بعشرات من صواريخ (أرض، أرض) في محاولة منها لاقتحامه». ومع ساعات الفجر الأولى من يوم أمس عاودت قوات النظام قصفها للحي بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، ما أدى لدمار كبير في الحي واندلاع الحرائق في منازل المدنيين، وفقا للصور التي رفعها الناشطون على موقع (يوتيوب). ترافق ذلك مع قصف بالمدفعية الثقيلة على مناطق عين ترما وزملكا والمعضمية وداريا في ريف دمشق وألحق القصف على داريا أضرارا كبيرة بالمباني السكنية وأدى إلى احتراق بعضها، بحسب ما ذكرت شبكة شام المعارضة. كما شهد حي جوبر، شرق العاصمة، المتصل بحي العباسيين قصفا جويا عنيف أمس الجمعة، وشوهدت ألسنة النيران تندلع من المناطق السكنية وأعمدة دخان كثيفة تتصاعد من منطقة الكراجات ومحيط مبنى المعلمين على أطراف حي العباسيين. ووفقا لناشطي الثورة، تمكن مقاتلو الجيش الحر من تفجير دبابة لقوات النظام وإعطاب أخرى لدى صد محاولة قوات النظام اقتحام بلدة جوبر من جهة الكراجات. وفي درعا، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن القوات النظامية قصفت بلدات أم المياذن وغباغب والمناعية بريف درعا، كما قصف الطيران الحربي مدينة الحراك، في حين شهد حي طريق السد في بلدة خربة غزالة بدرعا اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية، وقالت «شبكة شام» إن عدة أشخاص أصيبوا نتيجة قصف الطيران الحربي التابع للقوات النظامية على أطراف حي طريق السد ومدرسة التمريض.