وزير الخارجية الليبي: تفجير السفارة الفرنسية بطرابلس يحمل أصابع أجنبية

ليبيا تتهم بريطانيين وأميركيين بدخول معسكرات تابعة للجيش من دون علمها

على زيدان رئيس الحكومة الليبية خلال لقائه وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي في طرابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

فجر محمد البرغثى وزير الدفاع الليبي مفاجأة كبيرة أمس عندما كشف النقاب عن تورط بريطانيين وأميركيين فيما وصفه بمحاولات لاختراق معسكرات الجيش الليبي في شرق ليبيا.

وقال البرغثى في تصريحات له أمس بمناسبة تخريج دفعة جديدة من عناصر الاستخبارات العسكرية إن المعسكرات الليبية تتعرض للاختراق، لافتا إلى دخول بريطانيين إلى أحد المعسكرات لتركيب أجهزة اتصالات دون علم وزارة الدفاع الليبية بالإضافة إلى ثلاثة أميركيين دخلوا إلى أحد معسكرات الحدود التابعة للجيش في المنطقة الشرقية من دون علم سفارة بلدهم.

وفى تصريحات إضافية قال البرغثى لقناة العاصمة الليبية الفضائية: «على سبيل المثال كان ثلاثة أميركيين موجودين في وحدة من الوحدات التابعة لحرس الحدود في المنطقة الشرقية وتم إبلاغنا بهم من قبل إدارة الاستخبارات العسكرية وأبلغنا السفارة والملحق العسكري الأميركي ولم يكن لديهم علم بذلك».

وتابع: «نحن سألنا عن هوية الأميركيين الثلاثة وعن العمل القائمين به ولم نحصل على أي إجابات حتى الآن».

ولم يوضح البرغثى ما إذا كان قد تم اعتقال البريطانيين والأميركيين الخمسة كما لم يكشف النقاب عن مبررات دخولهم إلى معسكرات تابعة للجيش الليبي دون الحصول على إذن مسبق من السلطات الليبية أو الترتيب معها في هذا الصدد.

ولعبت بريطانيا وأميركا دورا مهما في العمليات العسكرية التي قادها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عقب الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضده في شهر فبراير (شباط) من عام 2011 وانتهت بمقتل القذافي في شهر أكتوبر (تشرين أول) من نفس العام.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز أن الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس يوم الثلاثاء الماضي، كان يستهدف «تعكير العلاقات الثنائية» بين فرنسا وليبيا مشيرا بشكل خاص إلى أنصار نظام القذافي السابق.

وقال عبد العزيز في مقابلة مع صحيفة «لوموند الفرنسية»: «نعتبر أن هدف هذا الاعتداء هو تعكير العلاقات الثنائية المتقدمة جدا بين فرنسا وليبيا. يجب الحفاظ على هذا التعاون ونحن سعداء بأن رسالة فرنسا هي القول إنه لن يكون هناك أي عواقب سلبية على هذه العلاقات».

وأكد وزير الخارجية الليبي أن «منفذي الاعتداء يريدون أن يقولوا لنا إنهم هنا موجودون، وإنهم يستطيعون أن يؤثروا على عملية بسط الديمقراطية التي نقوم بها. هذا عمل إجرامي وإرهابي. وحتى الآن نعرف أن المتفجرة التي استخدمت... متطورة جدا وأنها لم تصنع في ليبيا». وطرح المسؤول الليبي الفرضية التي تقول إن بعض أنصار النظام السابق «أقاموا علاقات مع مجموعات إرهابية مثل القاعدة لتقويض استقرار ليبيا».

وتابع قائلا: «إن هذا النوع من الاعتداءات يمكن أن يحصل في أي مكان! ولقد رأيناه من خلال ما حصل أخيرا في بوسطن بالولايات المتحدة، مضيفا: «لكننا بلد يقوم ببناء نفسه وأننا نواجه تحديين كبيرين! التحدي الداخلي الذي يقضي بإنشاء جيش حقيقي وشرطة. وهذا يستغرق كثيرا من الوقت. أما التحدي الخارجي فهو الذي يطرحه أنصار النظام السابق الذين ما زالوا ناشطين جدا» على حد قوله.

من جهة أخرى، اجتمع أمس الدكتور على زيدان رئيس الحكومة الليبية مع وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي الذي وصل أمس في زيارة عمل مفاجئة لم يسبق الإعلان عنها إلى العاصمة الليبية طرابلس.

وطبقا لبيان صادر عن مكتب زيدان بثته وكالة الأنباء المحلية ، فقد عبر الجانبان عن اهتمامهما المشترك بإرساء دعائم علاقة جديدة على أسس موضوعية وواعية بالواقع الذي نعيشه، وبتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خصوصا الأمنية منها بما يخدم ويحقق طموحات البلدين في التنمية والرخاء الاقتصادي.

وأكد الطرفان أيضا على أهمية حماية وتأمين الحدود بين البلدين الشقيقين من خلال تكثيف اللقاءات والتواصل بين مسؤولى البلدين ، فضلا عن الدفع بمؤسسات اتحاد المغرب العربي وأجهزته بما يحقق الأهداف التي أنشئ من أجلها.