بريطانيا تعترف بتشغيل طائرات من دون طيار في أفغانستان من أراضيها

طالبان تعلن بدء «هجوم الربيع» وتتوعد بهجمات انتحارية

إحدى طائرات «درون» المستخدمة في افغانستان
TT

أقرت بريطانيا بأنه جرى لأول مرة توجيه الطائرات العسكرية من دون طيار التي تعمل في أفغانستان عن طريق التحكم عن بعد من الأراضي البريطانية. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، حسبما أفادت به «بي بي سي»، أمس، أنه يجري توجيه هذه الطائرات من طراز ريبير من قاعدة «وادينغتون» التابعة لسلاح الجوي الملكي البريطاني في منطقة لينكولينشير، مبررة استخدامها للطائرات من دون طيار في أفغانستان قائلة إنها «حفظت أرواح أعداد لا تحصى من العسكريين والمدنيين». يذكر أن طائرات «ريبير» المنتشرة في أفغانستان تستخدم بشكل رئيس في أعمال المراقبة، غير أنه يمكن أن تستخدم الأسلحة لو قرر طياروها في بريطانيا ذلك، حيث يمكنها حمل قنابل زنة كل منها 500 رطل وصواريخ موجهة بغرض مهاجمة المسلحين. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه يجري توجيه هذه الطائرات من طراز «ريبير» من قاعدة وادينغتون التابعة لسلاح الجوي الملكي البريطاني في مقاطعة لينكولينشير، وكان الطيارون الذين يوجهون هذه الطائرات يعملون سابقا من الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يتظاهر ناشطون مناهضون لاستخدام الطائرات من دون طيار خارج القاعدة، احتجاجا على الدور البريطاني في توجيه مهام هذه الطائرات.

وقالت وزارة الدفاع إنها تحترم حق هؤلاء في التظاهر السلمي. ويجري توجيه الطائرات عن بعد، غير أن انطلاقها وهبوطها يحتاج إلى مساعدة بشرية في قاعدة قندهار في أفغانستان. وقبل الانتقال إلى بريطانيا، كان الطيارون التابعون لسلاح الجو الملكي البريطاني يوجهون الطائرات من قاعدة كريتش الجوية في ولاية نيفادا الأميركية. ولكن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شكلت القوة الجوية البريطانية سربا جديدا أطلقت عليه اسم (السرب 13) في قاعدة وادينغتون الجوية يضم 100 عنصر من طيارين ومشغلي أنظمة كومبيوتر ومهندسين يقومون بتنفيذ المهمات في أفغانستان من هذه القاعدة البريطانية.

من جهة أخرى، توعدت طالبان الأفغانية، أمس، ببدء حملة من الهجمات الانتحارية المؤثرة على قواعد القوات الأجنبية والمناطق الدبلوماسية وهجمات يشنها «أشخاص من الداخل»، في إطار هجوم الربيع الجديد هذا العام. جاءت أنباء هذا الهجوم بالبريد الإلكتروني من متحدثين باسم طالبان. وأصدرت طالبان إعلانات مماثلة في السنوات الأخيرة، تلاها تصاعد في أعمال العنف بعد انتهاء أشهر الشتاء الشديدة البرودة. وسيقابل الإعلان عن مزيد من الهجمات الانتحارية الكبيرة والهجمات التي يشنها أفراد من الداخل بقلق على الأرجح من جانب حلف شمال الأطلسي الذي وصل إلى المراحل النهائية من القتال ضد مسلحين تتزعمهم طالبان، التي بدأت في أواخر عام 2001.

لكن لم يرد رد فعل فوري من قوة المعاونة الأمنية الدولية «إيساف» التي يقودها حلف الأطلسي. وبعد الإعلان عن هجوم الربيع في العام الماضي شنت طالبان هجوما كبيرا في كابل شمل انتحاريين ومعركة بالأسلحة استمرت 18 ساعة استهدفت السفارات الغربية ومقر قوة المعاونة الأمنية الدولية والبرلمان الأفغاني. وبداية «موسم القتال» التقليدي لها أهمية خاصة هذا العام، حيث تزيد قوة المعاونة الأمنية الدولية من معدل نقل المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية، قبل انسحاب القوات الأجنبية بحلول نهاية عام 2014. وذكر بيان طالبان أن هجوم العام الحالي الذي أطلق عليه اسم خالد بن الوليد سيشمل «تكتيكات عسكرية خاصة» مماثلة لتلك التي تم تنفيذها في السابق. وتشمل الهجمات التي يشنها أفراد من الداخل جنود الشرطة أو الجيش الأفغان الذين يصوبون أسلحتهم ضد المدربين من قوة المعاونة الأمنية الدولية ونظرائهم. وزادت هذه الهجمات بدرجة كبيرة منذ العام الماضي، وأدت إلى توتر العلاقات بين كابل والقوات الأجنبية.

إضافة الى ذلك تجمع متظاهرون سلميون أمس قرب قاعدة للقوات الجوية البريطانية في المملكة المتحدة تنطلق منها طائرات من دون طيار تستخدم في أفغانستان، وذلك احتجاجا على اللجوء إلى هذه الطائرات.

وهذه الطائرات التي تهدف إلى تعزيز قوات التحالف في أفغانستان، حيث ينتشر تسعة آلاف جندي بريطاني، كان يتم التحكم فيها من قاعدة في نيفادا بالولايات المتحدة، ولكن تم نقل «محطات التحكم البرية» أخيرا إلى لينكونشاير في شرق بريطانيا، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.

وشارك مئات من الناشطين في هذا التحرك احتجاجا على «مرحلة حيوية في البرنامج البريطاني للطائرات من دون طيار». وقالت منظمة «ستوب ذي وور كوليشن» (أوقفوا حرب التحالف) إن الطائرات من دون طيار «أسلحة تقتل من دون تمييز وهي مسؤولة عن مقتل آلاف المدنيين».

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع في بيان أن هذه الطائرات «يتحكم فيها طيارون عسكريون يملكون خبرة كبيرة ويحترمون بشكل دقيق قواعد النزاعات المسلحة ويخضعون للالتزامات نفسها التي تنطبق على الطائرات التقليدية».

وأعلنت حكومة ديفيد كاميرون في نهاية 2010 زيادة الأرصدة المخصصة لبرنامج الطائرات من دون طيار.

وبدأ مقرر الأمم المتحدة الخاص لحماية حقوق الإنسان في عمليات مكافحة الإرهاب بين أمرسون في يناير (كانون الثاني) تحقيقا حول الضحايا المدنيين الذين يسقطون جراء الطائرات من دون طيار.

ووفق معلومات رسمية، أطلقت الطائرات الأميركية من دون طيار 506 صواريخ في أفغانستان عام 2012 بزيادة نسبتها 72 في المائة عن 2011. وأورد مكتب التحقيق الصحافي الذي مقره في لندن أن ما بين 2629 و3461 شخصا قتلوا منذ 2004 بواسطة طائرات من دون طيار في باكستان، بينهم ما بين 475 و891 مدنيا.