مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط»: لقاء كيري ولافروف في بروكسل «لم يحقق أي اختراق»

الاتحاد الأوروبي يتجنب التعليق على التجاذبات داخل الائتلاف ويتعهد بمواصلة دعمه

TT

وفقا لمصادر فرنسية مطلعة فإن اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، «لم يحدث أي اختراق في حائط الأزمة السورية».

وبحسب ما أسر به كيري لمسؤولين لفرنسيين خلال اتصالات هاتفية معهم، فإن مناقشاته الانفرادية مع لافروف لم تفضِ إلى أي نتيجة إيجابية «ملموسة»، ما جعلهما يؤكدان خلال المؤتمر الصحافي على الحاجة إلى تحقيق تقدم على المسار السياسي وفق «بيان جنيف» الصادر عن مجموعة العمل الخاصة بسوريا في يونيو (حزيران) العام الماضي، والذي يبدو أن الجميع راغب في العودة إليه في الوقت الحاضر.

غير أن الاختلاف ما زال قائما على تفسيره، وتحديدا فيما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد، إذ تعتبر المعارضة، مدعومة بذلك من العواصم الغربية والعربية، أن لا مكان له في المرحلة الانتقالية، بينما تشدد موسكو على أن مصيره «يقرره الشعب السوري».

وقالت مصادر رسمية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات مع موسكو تراوح مكانها»، وتحديدا في موضوع إقامة «لائحة» من الشخصيات السورية من المعارضة والنظام وهو الاقتراح الذي طرحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في موسكو في الأول من مارس (آذار) الماضي.

وتبدو باريس اليوم «محبطة» من الانقسامات التي ما زالت المعارضة السورية تتخبط فيها بعد استقالة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب و«التحفظ» الذي واجه الرئيس «المكلف بالإنابة» جورج صبرا، فضلا عن تشتت المعارضة المسلحة وعجزها حتى الآن عن تشكيل جبهة موحدة. غير أن «الطامة الكبرى» بالنسبة لفرنسا تمثلت في إعلان جبهة النصرة مبايعتها لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، ما دفع الخارجية الفرنسية إلى القول إنها «لا تمانع» في إحالة موضوع النصرة إلى مجلس الأمن الدولي، وتحديدا إلى لجنة العقوبات الخاصة بـ«القاعدة».

وفي هذا الصدد رفض مايكل مان المتحدث باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي التعليق على ما يجري داخل الائتلاف من تجاذبات بين الخطيب والمعارضين له، وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس من شأني التحدث في هذا، والاتحاد الأوروبي موقفه واضح في العمل على توفير الدعم لهم، كما أن الاتحاد يدعم عمل الأخضر الإبراهيمي، وسبق أن دعمنا الخطيب في دعوته للحوار من أجل الوصول إلى حلول للوضع الحالي».

وأفادت مصادر فرنسية أخرى لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك «حاجة ملحة» للمعارضة من أجل أن ترص صفوفها، إن أرادت أن تطرح نفسها «بديلا جديا» للنظام القائم.

وبحسب باريس، فإن المعارضة تعاني من «غياب رؤية واضحة» لنوعية العلاقة التي يتعين قيامها بين الائتلاف من جهة، والحكومة العتيدة التي يجهد رئيسها المكلف غسان هيتو في تشكيلها. وتأمل باريس أن ينجح الائتلاف في اجتماع هيئته العامة مطلع شهر مايو (أيار) في التوافق على رئيس جديد له، وعلى «توضيح» المسائل الخلافية، وتحديد شكل العلاقة بين السلطة السياسية والقيادة العسكرية المتمثلة برئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس.