مشروع «صوت الشرق الأوسط» يوثق حياة اللاجئين السوريين بالكلمة واللحن

منظمات إنسانية تحاول كسر «روتين» مخيم الزعتري

TT

تداعت منظمات إنسانية سورية وأردنية وبريطانية إلى تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري عن طريق إطلاق مشروع «صوت الشرق الأوسط»، الذي سينقل الحياة اليومية لأكثر من 100 ألف سوري لأصحاب القرار على المستويين المحلي والعالمي عن طريق الكلمة واللحن.

ويشرف على المشروع إلى جانب مؤسسة «أرض - العون القانوني»، وهي منظمة إنسانية أردنية تهدف إلى توفير الخدمات القانونية لجميع محتاجيها من خلال تبنيها لشعار «حقوق الإنسان من النظرية إلى التطبيق»، مجموعة من النشطاء السوريين يطلقون على أنفسهم لقب «سمارتي»، بالإضافة إلى منظمة «أوكسفام» الخيرية البريطانية.

وفي الأسبوع الماضي أنهى مشروع «صوت الشرق الأوسط» تصوير المشاهد الأخيرة لفيلم وثائقي عن حاجات وتطلعات ومخاوف لاجئي مخيم الزعتري، 85 كيلومترا شمال شرقي العاصمة عمان، بالتعاون مع مجموعة «سمارتي»، وهي اختصار لجملة إنجليزية تعني بالعربية «يجب على السوريين إطلاق طاقاتهم».

وعن هذه التجربة، يقول حسن، وهو مغن في «سمارتي»، إن «مشروع (صوت الشرق الأوسط) سوف يجعل العالم يرى إبداعاتنا حتى وإن لم تتوفر لدينا الإمكانات اللازمة، نحن نستطيع أن نفعل أي شيء إن أردنا، ولدينا الإرادة القوية». أما عازف العود شاكر فيصف التجربة بالقول إن «الغناء ليس فقط للفرح، بل هو يعبر أيضا عن الحزن الذي يسكن داخلي، أغني لأطفالي لكي ينسوا صوت القذائف والصراخ، أغني لكي لا أحزن، أغني لكي يبقى لدي أمل في هذه الظروف. وأنتم (منظمتا أوكسفام وأرض - العون الخيري) ساعدتموني في ذلك فشكرا لكم، فلا يزال هنالك أمل ما دام هناك في هذه الدنيا أناس أمثالكم».

واستمر العمل على تصوير الفيلم الوثائقي لمدة 3 أيام تفاعل فيها اللاجئون مع فريق «صوت الشرق الأوسط» ومنتج الموسيقى والأفلام الوثائقية البريطاني آلكس فورستر الذي قدم من المملكة المتحدة بشكل خاص للقاء اللاجئين السوريين في المخيم وتوثيق أغانيهم وحياتهم. وقال فوستر وهو يصف تجربته «تفاجأت بالمفارقة في الحياة داخل المخيم بين الإحباط والأمل ومحاولة متابعة الحياة بشكل اعتيادي، وسعدت جدا بالترحيب الحار والتعاون اللذين لاقيتهما من الشباب الذين عملنا معهم نتيجة لعلاقتهم الممتازة مع فريق (صوت) الذي من الواضح أن العاملين فيه يقومون بعمل جيد فعلا؛ فقد كان من الواضح أن اللاجئين سعداء بوجودهم بينهم».

يقوم مشروع «صوت» بتوثيق قصص اللاجئين من خلال سردها وفي الوقت نفسه مشاركتها مع أصحاب القرار على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والاستماع لهم.

مجد، وهي سيدة سورية وصلت للمخيم مع أبنائها الأربعة منذ 16 يوما، قالت في الفيلم إن «الحياة كانت أجمل وأكثر إشراقا في بيتها الجميل والمليء بالضحكات والذكريات في سوريا»، مضيفة أنها وصديقة لها كانتا تمتلكان صالونا للحلاقة، وعندما ساءت الأمور في مدينتها اضطرت إلى حمل كل ما يحتويه صالونها من أدوات والقدوم إلى الأردن عسى أن تستطيع أن تبدأ من الصفر، وأن «أفتح صالونا لي أكسب منه رزقي وأعيل عائلتي إلى أن يجد زوجي عملا نكسب منه لقمة العيش».

وتقول مجد إن العمل يسلي عنها وينسيها الذكريات المؤلمة التي حملتها من سوريا كموت أخيها وأبيها اللذين «لم نستطع أن ندفنهما»، بحسب وصفها، مضيفة أنها الآن تبحث عن «ذكريات جميلة مع زوجي وأطفالي، وعسى أن يكون القادم أفضل إن شاء الله».