تنظيم مرتبط بعزة الدوري يوظف اضطرابات المحافظات الغربية والشمالية

«جيش رجال الطريقة النقشبندية» يعرض الحماية على المعتصمين

TT

بينما تتزايد المخاوف من أن تؤدي الاضطرابات التي تشهدها المحافظات الغربية والشمالية في العراق إلى اندلاع اقتتال طائفي يهدد استقرار البلاد، فإن هذه الاضطرابات قد تصب في مصلحة «جيش رجال الطريقة النقشبندية»، وهي جماعة غامضة مرتبطة بنظام الرئيس السابق صدام حسين.

وقد تفاخر «جيش النقشبندية» على شبكة الإنترنت بأنه ساهم في موجة العنف التي أعقبت الحملة التي شنتها الحكومة، الثلاثاء الماضي، على المعتصمين في بلدة الحويجة. وفي رسالة نشرت على موقعها على الإنترنت، حثت الجماعة مقاتليها على الاستعداد لاقتحام بغداد ليواجهوا «بقبضة من حديد.. أعداء العروبة والإسلام»، في إشارة إلى الحكومة، التي يقودها رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، ويرى كثيرون أنها في تحالف وثيق مع دولة إيران الشيعية المجاورة.

وقال مسؤولون ومحللون إن هذه التحذيرات ليست مجرد دعاية. وقال النائب حاكم الزاملي، الذي يترأس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي: «المعلومات التي لدينا تشير بوضوح، وبما لا يدع مجالا للشك، إلى أن جيش النقشبندية متورط في الاشتباكات الأخيرة». وقال الزاملي لوكالة «أسوشييتد برس» إن الجماعة يعتقد أنها تملك مخبأ للأسلحة الصغيرة والمتوسطة الحجم، وسوف تستمر في شن هجمات على مواقع للجيش، مضيفا: «إنهم يكثفون من جهودهم لتجنيد المزيد من الأعضاء وجمع مزيد من الأسلحة».

وفي بعض الأحيان، تعلن الجماعة، التي يعتقد أنها تتكون إلى حد كبير من ضباط سابقين وأعضاء سابقين في نظام صدام حسين، عن مسؤوليتها عن الهجمات على قوات الأمن الحكومية. وتشير التقديرات إلى أن الجماعة تضم مابين 1000 و5000 شخص.

ويُعتقد أن عزة إبراهيم الدوري، وهو النائب السابق لصدام حسين، الذي يعد أبرز عضو في دائرته الداخلية، والذي لا يزال هاربا، لعب دورا كبيرا في تشكيل «جيش الطريقة النقشبندية»، الذي يفتخر برموز عهد صدام حسين على موقعه على شبكة الإنترنت. وقال أحد منظمي الاحتجاجات في مدينة الفلوجة التي تقع غرب البلاد إن مقاتلين من هذا التنظيم اتصلوا ببعض بالمحتجين منذ أشهر وعرضوا عليهم حماية تجمعاتهم، ولكن المحتجين رفضوا ذلك، وكانوا يريدون الحفاظ على سلمية الاحتجاجات. وقد تحدث هذه الشخص شريطة عدم الكشف عن هويته، واكتفى بكنيته «أبو أحمد»، خوفا من انتقام الحكومة.

وأضاف أبو أحمد أن الجماعة قد جددت عرضها مرة أخرى بعد الحملة الأمنية على الحويجة، وقبل المحتجون ذلك، مضيفا أن الجماعة «أخبرتنا بأنها مختلفة عن تنظيم القاعدة، وأن هدفها هو الدفاع عن السنة ومحاربة العراقيين الموالين لإيران، وبأن المتظاهرين الآن بحاجة إلى حماية مسلحة حقيقية».