الجبهة الثورية السودانية المعارضة تعلن سيطرتها على مدن وسط البلاد

المتحدث باسم الجبهة لـ «الشرق الأوسط»: هذه بداية النهاية لنظام البشير

TT

أعلنت الجبهة الثورية السودانية المعارضة عن تمكنها مما وصفته بـ«تحرير» مدينة أم روابة الاستراتيجية في شمال كردفان في الوسط الغربي للبلاد، التي تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 301 كلم، وأكد المتحدث باسم الجيش الحكومي دخول قوات الجبهة الثورية مدينة أم روابة، واصفا الهجوم بالغادر، في وقت انهارت فيه المفاوضات بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية في الشمال في وقت متأخر من مساء أول من أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقرر الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي أن يعود الطرفان إلى جولة جديدة بعد شهر لمواصلة التفاوض.

وقال متحدث عسكري باسم الجبهة الثورية من داخل أم روابة لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجبهة الثورية قد تمكنت من تحرير مدينة أم روابة الاستراتيجية (غرب السودان)، معتبرا أن ذلك تقدم أحرزته الجبهة المعارضة في كل محاور العمليات، وقال: «الآن قوات الجبهة الثورية موجودة في أم كتيرة، وشمبكة، وأبو كرشولا، وأم روابة»، وأضاف: «لقد حررت قواتنا مدينة أم روابة الاستراتيجية وهي تتقدم نحو الأمام»، مشيرا إلى أن قوات الجبهة الثورية التي تضم الحركة الشعبية في الشمال، فصيلي تحرير السودان جناح مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، والعدل والمساواة تعمل تحت قيادة موحدة، وقال إن قواته قامت بالهجوم المشترك لوقف الهجوم الصيفي الذي استمر منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي من القوات الحكومية، وأوضح: «هجوم نظام الخرطوم استهدف المدنيين جوا وبرا في النيل الأزرق، دارفور وجبال النوبة، وظل يقمع القوى السياسية والمجتمع المدني ورفض الاستماع لصوت العقل والحكمة». وتابع: «وقد قررت الجبهة الثورية التصدي للهجوم الصيفي بشكل شامل ومنسق بين كل قواتها المنتشرة في السودان، ووضعت كل قواتها تحت القيادة العسكرية المشتركة بمشاركة كل الفصائل العسكرية، وعبر جيش موحد يحمل راية الجبهة الثورية ولا يحمل راية أي فصيل بعينه».

وقال المتحدث العسكري إن تحالف الجبهة يقف مع الحل السلمي العادل الذي يفتح الطريق أمام الشعب السوداني لبناء حياة جديدة، وأضاف: «ولكن النظام يرفض أي حلول، والحل الوحيد عنده هو تقسيم قوى المعارضة، والانفراد بالسلطة والحكم، والاستمرار في الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، واستمراره سيمزق السودان»، مشددا على أن هذه الحرب مفروضة على الجبهة الثورية، داعيا «الشعب السوداني لحسم أمره والاستفادة من الانتصارات التي حققتها قوات الجبهة الثورية، والقيام بانتفاضة سلمية جماهيرية لإسقاط النظام»، وقال: «الجبهة الثورية مستعدة لوقف إطلاق نار شامل، مع أي نظام جديد يأتي بإرادة الجماهير وفق سيادة حكم القانون واحترام حقوق الإنسان»، مناشدا مواطني ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض للالتفاف والعمل المشترك لإيقاف نظام الإنقاذ.

من جهته قال أبو القاسم أمام الحاج المتحدث باسم الجبهة الثورية لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم الذي شنته قوات الجبهة يأتي تحت اسم «حملة الفجر الجديد»، وإنها تحت القيادة العسكرية المشتركة برئاسة عبد العزيز آدم الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية في الشمال، وأضاف أن قوات الجبهة الثورية من كل الفصائل المحاربة في دارفور، جبال النوبة والنيل الأزرق، تشارك في الحملة، وقال إن الحملة شاملة في كل المواقع، مشيرا إلى أن قواته على مشارف مدينة كوستي (وسط السودان وتقع مباشرة جنوب الخرطوم)، وأنها يمكن أن تدخلها في أي وقت، وتابع: «نحن نترجم ميثاق الفجر الجديد على أرض الواقع، وهذه هي بداية النهاية لنظام الإبادة في الخرطوم وبزوغ الفجر الجديد».

وكانت المعارضة السودانية بشقيها العسكري والمدني قد وقعت على ميثاق «الفجر الجديد» في يناير الماضي، ويهدف إلى إسقاط النظام السوداني.

واعتبر الحاج أن حملة قواته على المواقع المتقدمة رسالة إلى الشعب السوداني بأن يتحرك، وألا يلتفت إلى الشائعات التي يطلقها المؤتمر الوطني الحاكم، وقال: «النظام سيبث الشائعات بأن قوات الجبهة الثورية عنصرية، وغيرها من دعايات فجة، ولكن نحن نعمل مع كل القوى الجادة في التغيير لإسقاط النظام، وخلاص الشعب السوداني منه». وأضاف: «نحن نترجم وثيقة (الفجر الجديد) على أرض الواقع»، داعيا الجيش السوداني إلى الانضمام إلى حملة تغيير النظام، وألا يقف إلى جانب نظام المؤتمر الوطني، وقال: «نحن نحتاج للشرفاء في الجيش السوداني، وهم سيصبحون شركاء في الدولة الجديدة التي نعمل لها جميعا في قوى المعارضة».

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الصورامي خالد سعد في بيان بثته وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) إن قوات الجبهة الثورية قامت بترويع المواطنين عبر تسللها إلى داخل مدينة أبو كرشولا، وتصدت لهم القوات الحكومية وكبدتها خسائر في الأرواح والمعدات، مشيرا إلى أن قوات الجبهة توغلت عبر الجبال قادمة من منطقة «جاو» في جنوب كردفان على الحدود مع دولة جنوب السودان، وأضاف: «غير أن قوات الجبهة الثورية أصرت وواصلت تقدمهما من أجل إحداث أقصى ما يستطيعون من تخريب، فنهبوا قرية الله كريم، ثم استهدفوا مدينة أم روابة، حيث قاموا بتدمير برج الاتصالات ومحطة الكهرباء، ونهبوا ممتلكات المواطنين ومحطات الوقود».

وقال: «القوات المسلحة تصدت لهم بالمدينة، حيث لا تزال المعارك دائرة، وتواصل القوات المسلحة عملها في مطاردة المعتدين، وسنوافيكم بأي تفاصيل لاحقة».

إلى ذلك فشلت الحكومة السودانية والحركة الشعبية في الشمال في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس في التوصل إلى تفاهمات، وانتهت الجولة بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بإعلان من رئيس الآلية رفيعة المستوى ثابو مبيكي الذي قال إن هناك جولة أخرى في الشهر المقبل، وقال رئيس وفد الحركة الشعبية في المفاوضات ياسر عرمان في تصريحات صحافية إن مواقف الأطراف متباعدة، وإن حركته ظلت متمسكة بفتح الممرات الآمنة، وألا تتم تحت أي شروط سياسية، سواء نجحت أو فشلت أطراف النزاع في التوصل إلى أجندة سياسية، مشيرا إلى أن الآلية الأفريقية قررت رفع المفاوضات بعد أن وصل الطرفان إلى طريق مسدود، وسيتم عقد جولة أخرى الشهر المقبل، مجددا موقف حركته في فتح الممرات الإنسانية بلا شروط، ووقف العدائيات لأسباب إنسانية، والاتفاق على عقد المؤتمر الدستوري، ثم ترتيبات جديدة للمنطقتين، ويجب إنهاء الحرب من النيل الأزرق إلى دارفور، وإنهاء الشمولية في الخرطوم، وقال: «هذا موقف استراتيجي، ولا تراجع عنه، وإن رياح التغيير قد هبت».