اليمن: اغتيال مدير الاستخبارات العسكرية في محافظة حضرموت

مقتل 3 جنود ومسلحين اثنين وإصابة 8 آخرين في مواجهات مسلحة في رداع

TT

اغتال مسلحون مجهولون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أمس، ضابطا كبيرا في الاستخبارات العسكرية اليمنية، في الوقت الذي قتل فيه عدد من الجنود في مواجهات عسكرية مع مسلحين متشددين في مديرية رداع بوسط البلاد.

وقالت مصادر أمنية يمنية إن العميد أحمد عبد الرزاق، مدير فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة حضرموت شرق البلاد، لقي مصرعه برصاص مسلح يستقل دراجة نارية، وذلك ضمن عشرات حوادث الاغتيالات التي تستهدف ضباط أجهزة الأمن والمخابرات المدنية والعسكرية منذ أكثر من عامين، وتحديدا في حضرموت وصنعاء وعدن وأبين ومحافظات يمنية شمالية وجنوبية أخرى.

وتتصدر محافظة حضرموت قائمة المحافظات اليمنية من حيث حوادث الاغتيالات التي شهدتها الفترة الماضية والتي استهدفت ضباطا بارزين في الجيش والمخابرات المدنية والاستخبارات العسكرية، ووصلت حوادث الاغتيالات في حضرموت إلى 17 عملية اغتيال، جميعها تمت إما بواسطة مسلحين يستقلون دراجات نارية وإما بواسطة عبوات ناسفة.

وأكد مصدر أمني يمني لـ«الشرق الأوسط» أن حوادث الاغتيالات هذه تحمل بصمات تنظيم القاعدة، وأنها عمليات مبرمجة، وأضاف أنه «على ما يبدو أن هناك قوائم معدة سلفا في عدد غير قليل من المحافظات وتستهدف إضعاف جهاز الأمن والمخابرات في اليمن من خلال تصفية أبرز كفاءاته العسكرية والأمنية والإدارية المطلعة على خبايا محاربة الإرهاب»، مشيرا إلى «وجود جهات في النظام السابق ترتبط بعلاقة وثيقة بهذه الجماعات المتشددة وتوفر لها معلومات حول الشخصيات الأمنية والعسكرية وتحركاتها والملفات التي تمسك بها».

وفي رداع بمحافظة البيضاء، لقي 5 أشخاص مصرعهم، بينهم 3 جنود في مواجهات مسلحة إثر قيام مسلحين مجهولين يرجح أنهم من عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة بمهاجمة نقطة عسكرية، وأشارت مصادر حكومية يمنية إلى مقتل اثنين من المهاجمين وإلى سقوط 8 جرحى في المواجهات المسلحة التي تأتي في سياق محاولات تنظيم القاعدة المتكررة للسيطرة على مدينة رداع منذ أكثر من عام، حيث تقود مجاميع قبلية معروفة في المنطقة هذه المجاميع المسلحة وقد حاولت، الأسابيع الماضية، فرض حالة عصيان مدني بالقوة في المدينة.

وتقع رداع بجوار مديرية لودر في محافظة أبين التي فشلت ميليشيات «أنصار الشريعة» في السيطرة عليها قبل عدة أشهر وتمكنت اللجان الشعبية هناك والقوات العسكرية من منع تحويلها إلى «إمارة إسلامية»، وتشير مصادر محلية إلى أن المجاميع التي تقود التنظيم في رداع كانت ترتبط بعلاقة مصاهرة بأنور العولقي، الأميركي من أصل يمني الذي لقي مصرعه العام الماضي في غارة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة شبوة التي ينتمي إليها.

وفي السياق الأمني ذاته، سقط عدد من الجرحى في مواجهات مسلحة بمحافظة تعز، وذلك بعد قيام ضباط وجنود في الحرس الجمهوري (سابقا) بمهاجمة مبنى إدارة أمن محافظة تعز والاشتباك مع أفراد حراستها، حتى لا تعرف أسباب الهجوم ودوافعه، غير أن مصادر محلية تؤكد أنه يأتي في سياق حالة الانفلات الأمني واسعة النطاق التي تشهدها تعز منذ سقوط النظام السابق في اليمن، وتزامنت هذه التطورات مع زيارة ميدانية كان يقوم بها وزير الإعلام اليمني علي أحمد العمراني إلى المحافظة للاطلاع عن كثب على أوضاع المؤسسات الإعلامية الحكومية هناك.