«الحر» في القصير يعرض تسليم جثة قيادي في حزب الله مقابل أسرى

المجلس المحلي في حلب يحدد موعد امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية

مسن سوري من محافظة اللاذقية غرب سوريا يجرب ارتداء قناع واق من الاسلحة الكيماوية مصنع من مواد بسيطة (أ. ف. ب.)
TT

استمرت الاشتباكات العنيفة أمس، بين القوات النظامية وكتائب «الجيش السوري الحر» في أحياء مختلفة من العاصمة السورية دمشق، وتركزت في حيي جوبر وبرزة، شرق وشمال العاصمة. وبحسب النقيب علاء الباشا، الناطق باسم لواء سيف الشام، فإن «هذين الحيين لهما أهمية كبيرة بالنسبة للمعارضة بسبب قربهما من مركز العاصمة». ونفى الباشا في اتصال لـ«الشرق الأوسط» جميع المعلومات التي تحدثت عن سيطرة الجيش النظامي على مدينة داريا القريبة من مطار المزة العسكري، مشيرا إلى أن «المدينة لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة والجيش النظامي يوجد على أطرافها فقط عند حدود المتحلق الجنوبي وبساتين الصبرا».

وقالت شبكة «شام» إن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والقوات النظامية في حي القدم بدمشق بعد أن نصبت إحدى كتائب الجيش الحر كمينا لقوة من عناصر النظام واستهدفتهم». من ناحية أخرى، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام قصفت حي برزة بصواريخ أرض - أرض لليوم الثاني على التوالي، مما أوقع قتلى وجرحى ودمر عددا من المنازل، وسبب حركة نزوح للأهالي. وفي موازاة معارك دمشق، طالب مقاتلو «الحر» في مدينة القصير في حمص، وسط سوريا، بإطلاق سراح رفاق سلاح لهم أسرى لدى حزب الله اللبناني، و50 معتقلا في سجون نظام الرئيس بشار الأسد، لقاء تسليم جثة قيادي في حزب الله قتل في معركة تل النبي مندو.

وأظهر تسجيل مصور تناقلته مواقع الثورة الناشط هادي العبد الله بجانب جثة، وهو يقول: «العالم يطالبنا بتقديم دليل على تورط حزب الله اللبناني في المعارك في القصير، وهذه جثة أبي علي رضا وحزب الله وأهله يعرفونه».

وعرض العبد الله قلادة معدنية وجدت مع الجثة وعليها الرمز «A pos 9646» مدعيا أنه الرقم الحزبي لقيادي في حزب الله اللبناني، وهو صلاح حسين حبيب المعروف باسم أبي علي رضا، والذي نعاه الحزب منذ عدة أيام. كما ظهر في نفس الفيديو أحد المقاتلين من الذين قاموا بسحب الجثة، وهو يقول إنه تم قتل أكثر من 25 مقاتلا من حزب الله في معارك القصير.

ولم يتم التأكد من صحة هذا الرقم أو هوية الجثة من مصادر مستقلة، إلا أن ناشطي الثورة في القصير نشروا قائمة بأسماء 6 قتلى للحزب، في وقت لا تزال فيه الاشتباكات متواصلة في القصير ما بين كر وفر بعد تمكن قوات النظام بالمشاركة مع مقاتلين من حزب الله من السيطرة على 9 قرى.

ميدانيا أيضا، تحول احتمال استخدام نظام الرئيس بشار الأسد لأسلحة كيماوية لسحق معارضيه إلى هاجس يقض مضاجع السوريين الذين باتوا يبحثون في الشبكة العنكبوتية عن الطرق المثلى لتصنيع أقنعة واقية من الغازات السامة والسلاح الكيماوي. وباتت مواقع الثورة السورية تزدحم بأشرطة الفيديو «التوعوية» التي تبين كيفية صنع قناع واق باستخدام مواد بسيطة كعبوات العصير البلاستيكية والفحم الأسود والقطن المغمس بمشروب غازي.

ويسود الشارع السوري حالة من الترقب لما سيتمخض عن إقرار الولايات المتحدة باستخدام نظام الأسد لـ«الكيماوي» رغم اعتباره خطا أحمر من قبل واشنطن. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وجه أول من أمس تحذيرا جديدا لنظام دمشق من أن استخدام أسلحة كيماوية يمكن أن يؤدي إلى «تغيير قواعد اللعبة»، واعدا بإجراء تحقيق جدي حول المعلومات عن استخدام الأسد لهذه الأسلحة ضد معارضيه.

إلى ذلك، أعلن «الحر» أمس البدء بمعركة «بركان حوران» في مدينة درعا، جنوب سوريا، حيث شنت كتائبه هجمات متفرقة على مواقع عسكرية تابعة للقوات النظامية. وقال مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن العملية شملت استهداف كتيبة الإشارة قرب بلدة النعيمة، والسرية 4 قرب مطار ثعلة العسكري، وكتيبة الدفاع الجوي قرب بلدة صيدا، إضافة إلى قصف ملعب البانوراما في قلب درعا.

وأفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة صباح أمس، بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية في بلدة النعيمة بريف درعا، بينما قال مركز «صدى» الإعلامي إن الجيش الحر قصف بالصواريخ كتيبة الرادار التابعة للقوات النظامية. كما أشار المركز إلى «اشتباكات جرت بين الطرفين في محيط كتيبة الخضر بين بلدتي عتمان وداعل».

وفي سياق معركة المطارات التي تخوضها المعارضة السورية المسلحة لتحييد سلاح الجو النظامي في الصراع، تمكن «الحر» أمس من السيطرة على سرية الدفاع الجوي في مطار «كويرس» العسكري وأسر العناصر التي كانت توجد فيها، بعد مواجهات عنيفة. وقال ياسر النجار عضو مجلس قيادة الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطار سيكون قريبا في قبضة الجيش الحر لكن المعارك التي تحصل حاليا تهدف إلى تنظيفه من بقايا القوات النظامية»، مشيرا إلى «تقدم ملحوظ لمقاتلي المعارضة في حرب تحرير مطارات حلب».

وفي خطوة جديدة في مساعيها لـ«محو آثار النظام» في المناطق المحررة، حدد مكتب التربية والتعليم في المجلس المحلي لمدينة حلب يوم 15 يونيو (حزيران) موعدا لإجراء امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، على الرغم من إدراك المعارضة صعوبة الاعتراف بهذه الامتحانات.

وأوضح المجلس في بيانه أنه «سيتم الاعتراف بهذه الشهادة من قبل الحكومة السورية المقبلة، كما سيتم معادلتها مع جمهورية مصر العربية»، مشيرا إلى «إجراء دورات مكثفة للشهادتين الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي وشهادة التعليم الأساسي (الإعدادية) لامتحانات الدورة القادمة التي سيقوم المجلس بتنظيمها بنفسه في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر»، موضحا أن «الدورات ستكون مجانية، وعلى الراغبين بالتسجيل مراجعة مكتب التربية في مجلس المدينة وذلك لتقديم الطلبات».