ابن كيران: الإصلاح مهما كان قاسيا سيتقبله المغاربة

وصف بـ«الواهم» من يعتقد أن بإمكانه إسقاط شعبية «العدالة والتنمية»

TT

وجه عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، انتقادات لاذعة لمعارضيه وخصومه السياسيين، تارة بشكل ضمني، وتارة بشكل صريح، ووصفهم بـ«المشوشين والمتحكمين والمفسدين». وقال إن من يعتقد أن بإمكانه إسقاط شعبية حزبه هو واهم، وسيتضح ذلك في الانتخابات المقبلة «مهما تأخرت».

وقال ابن كيران الذي كان يتحدث، الليلة قبل الماضية، في المؤتمر الخامس لشباب الحزب في الرباط، إن الإصلاح مهما كان قاسيا سيتقبله المغاربة، لأن الحكومة تسعى لكي تنعم البلاد برفاهية حقيقية، وليس رفاهية مغشوشة، مشيرا إلى أن الحكومة السابقة تركت المغرب مدانا بـ600 مليار درهم (54 مليار يورو)، وعجز في الموازنة بلغ 6 في المائة.

وزاد قائلا: «من تسبب في هذا العجز لا يحق له أن يتحدث اليوم»، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كان يشغل أمينه العام منصب وزير الاقتصاد والمالية، قبل أن ينتقل الحزب إلى المعارضة بعدما لم يستطع إحراز نتائج متقدمة في الانتخابات البرلمانية السابقة.

ورد ابن كيران بسخرية على الذين يتهمون الحكومة بعدم احترام الدستور، ولعبها دور المعارضة، وقال: «تركتم الساحة فارغة، لهذا نلعب دور المعارضة، والدليل أن 83 في المائة من المغاربة يرون أن أداء المعارضة مثير للشفقة»، في إشارة إلى نتائج استطلاع للرأي أنجز من قبل موقع إلكتروني.

وقال ابن كيران موجها خطابه إلى معارضيه: «إن حزب العدالة والتنمية يدافع عنكم، لأنه إذا غرقت السفينة فستغرقون أنتم أيضا».

وأضاف ابن كيران الذي كان شباب الحزب يقاطعون خطابه بحماس وصخب كبيرين، وهم يرددون شعار «الشعب يريد إسقاط الفساد» أن الحكومة ماضية في الإصلاح «رغم مكر الماكرين وتآمر المتآمرين الذين تحرشوا بالحزب».

وزاد ابن كيران قائلا: «اخترنا تحمل المسؤولية والالتفاف حول الملك، ولن نتراجع عما عاهدنا عليه المغاربة، ولن نسمح للمتحكمين في مستقبل المغرب أمس بأن يعودوا للتحكم من جديد. فمجال تحركهم يضيق يوما وهم يقاومون للعودة».

ووصف ابن كيران مسؤولي وسائل الإعلام العمومية بـ«تماسيح الإعلام»، الذين يحاولون أن «يفقدوا ثقة الشعب المغربي في الاقتصاد الوطني».

وقال إن القناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم» بثت برنامجا «يريد أن يفقد الثقة في الاقتصاد المغربي، لكن الاقتصاد الوطني صامد وقرارات الحكومة في صالح الاقتصاد»، وذلك عقب قرار الحكومة تخفيض نفقات الاستثمار. ووصف أمين عام حزب العدالة والتنمية سميرة سيطايل نائبة المدير العام للقناة ومديرة قطاع الأخبار فيها، بـ«الموظفة التي توزع الميداليات»، في إشارة إلى تصريحاتها التي انتقدت فيها رئيس الحكومة بشدة.

من جهة أخرى، أوصى ابن كيران شباب حزبه بالتشبث بالمرجعية الإسلامية، وبقيم الاعتدال والتسامح والحداثة في إطار الإسلام، كما أوصاهم بالحفاظ على موقفهم من الملكية.

وفي غضون ذلك، تم في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في بلدة بوزنيقة انتخاب خالد البوقرعي أمينا عاما لشبيبة «العدالة والتنمية» خلفا لمصطفى بابا.