منظمة «أوكسفام» للإغاثة: العالم يوشك أن يخذل الشعب السوري

طالبت طرفي النزاع بتسهيل إيصال المساعدات لـ7 ملايين بالداخل

TT

حذرت منظمة «أوكسفام» البريطانية للإغاثة، أمس، من خذلان الشعب السوري، مع تصاعد حجم المعاناة وتدهور الوضع الإنساني الناجم عن الأزمة السورية.

ودعت المنظمة التي تعنى بتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين، مجلس الأمن لاستخدام نفوذه في المساعدة على تحسين الخدمات الإنسانية، في ظل وجود نحو 7 ملايين سوري داخل سوريا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

وقالت المنظمة في تقرير لها إن على مجلس الأمن الدولي حث الحكومة السورية وجماعات المعارضة على تسهيل وصول المساعدات إلى المحتاجين.

وأوضح التقرير أنه يتوجب السماح للمساعدات بالمرور إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة على حد سواء، وكذلك عبر الحدود الدولية من دول الجوار، مثل الأردن ولبنان وتركيا.

وعن الوضع الإنساني، قال المدير التنفيذي لـ«أوكسفام»، مارك غولدرينغ الذي يقوم حاليا بزيارة لمناطق عمل «أوكسفام» مع اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية - السورية: «العالم يوشك أن يخذل الشعب السوري تماما، في وقت هو في حاجة ماسة لمساعدتنا»، موضحا أن «الاستجابة لهذه الأزمة أصبحت على قمة أولوياتنا في الفترة الحالية». وأضاف غولدرينغ: «إننا نسمع كل يوم أن أوضاع الكثيرين في سوريا مفجعة، ولكن تقديم الاستجابة الإنسانية المناسبة لهم أمر شديد الصعوبة ومحبط للغاية؛ إذ إن القيود المفروضة على نفاذ الخدمات الإنسانية تحرم أعدادا كبيرة من الضعفاء من الحصول على ما يستحقون من مساعدات».

وقال إن منظمة «أوكسفام»، تستنفر في تطوير استجابتها الطارئة للأزمة السورية، من خلال خبراتها لعقود من العمل في بعض أصعب البيئات على مستوى العالم.

وأعرب عن قلقه من تزايد سوء حالة مرافق المياه والصرف الصحي، وتأثيرها على صحة الناس وإمكانية إصابتهم بالأمراض. وطالب بتوفير كامل الاحتياجات لنحو 1.3 مليون لاجئ سوري يعيشون الآن في دول الجوار.

من جانب آخر، أوضحت المنظمة في ورقة إحاطة جديدة وزعتها أمس، بعنوان: «تزايد الاحتياج وتقلص القدرة» أن ما وصل من تمويل لمساعدة السوريين يزيد بقليل على نصف التمويل المطلوب لنداء الأمم المتحدة لتغطية احتياجات ستة أشهر (1.5 مليار دولار)، كان قد وُعِد بتقديمها؛ وكانت أكبر المساهمات من دول الخليج. وحذرت «أوكسفام» من أنه مع تضاعف أعداد اللاجئين في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، سوف تحتاج الاستجابة في المستقبل إلى مستويات مماثلة، بل وأعلى، من التمويل، لمواكبة تلك الكارثة الإنسانية التي تزداد سوءا، مشيرة إلى أن بعض المنظمات التي تعمل مع اللاجئين السوريين في دول الجوار تعاني من نقص التمويل.

وفي هذا الصدد، قال غولدرينغ: «كانت جهود المساعدات على الحدود بطيئة في البداية، وأصبحت هناك حاجة للاتساع بحجمها بشكل كبير، وهو ما يتطلب زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية، ولكننا متوجسون من أن يحدث العكس، وتنخفض مستويات المساعدات في وقت قريب». وأشار إلى أن المرافق في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن، تعمل بأقصى طاقتها نتيجة تزايد أعداد القادمين.

يذكر أن «أوكسفام» قد قامت بإنشاء مرافق للمراحيض، والاستحمام، وغسل الملابس، لمساعدة 20.610 لاجئ في قسم من المخيم، ولكن المنظمة تأمل في أن تستطيع تقديم المزيد.

وقال غولدرينغ إن هناك مخاوف من أن يؤدي الفشل في توفير الاستجابة الكاملة للطوارئ الإنسانية إلى عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة بأسرها.

وأضاف أن البلدان التي استضافت اللاجئين السوريين، مثل الأردن ولبنان، بدأت تستشعر بالفعل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها استضافة هذه الأعداد الهائلة، فأصبحت في حاجة إلى حجم أكبر من المساعدات الدولية.

وقال إن أعمال الشغب التي وقعت كانت بسبب سوء ظروف الإعاشة ونقص المساعدات المقدمة للاجئين في المخيمات في الأردن وتركيا، مشيرا إلى أن منظمة «أوكسفام» تنظر حاليا في أفضل السبل لمساعدة للاجئين الذين يعيشون خارج المخيم وفي المدن والأرياف، خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال غولدرينغ: «يصل اللاجئون إلى الأردن ولبنان وهم يعانون الصدمة والخوف من القادم. لذلك، يجب أن تتزايد الاستجابة لهؤلاء اللاجئين بقدر تزايد احتياجات السوريين في الداخل»، وأكد أن «مستقبل المتضررين من هذه الأزمة سيكون قاتما ما لم يتوفر لهم المزيد من الدعم».