شيخ الأزهر يحذر من «مشاريع طائفية خبيثة» ويرفض تدخل إيران في الخليج

تسلم جائزة «شخصية العام» بأبوظبي

TT

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه يرفض أي تدخل إيراني في شؤون دول الخليج العربي، محذرا خلال زيارته لدولة الإمارات، من وجود ما سماه «مشاريع أجنبية خبيثة تريد لمصر شرا طائفيا من قبيل التفرقة على أساس شيعة وسنة، ومسلمين ومسيحيين».

وتسلم الطيب، أول من أمس، جائزة «شخصية العام الثقافية» الإماراتية، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي عقد تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وقال مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر بالقاهرة، أمس، إن الدكتور الطيب أعلن خلال لقائه ولي عهد أبوظبي، رفضه التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج، موضحا أنه تم تأكيد أن موقف الأزهر ثابت من رفض وجود أي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية. وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الطيب قال إننا ضد التمدد المذهبي الشيعي في العالم العربي بوجه عام، وفي مصر بوجه خاص، ونعتبر ذلك خروجا على الوحدة في النسيج العقدي والفقهي الوطني»، لافتا إلى أن «الدكتور الطيب أعلنها صراحة.. حين ذكر: سنقف فكريا وعلميا ضد أي محاولة لاختراق الحزام السني في أي بلد عربي وإسلامي، ونعتبر ذلك لعبا بالنار في منطقة متوترة، وبها الكثير من المشكلات، ومصر عبر التاريخ لم - ولن - تتحول أبدا إلى مجتمع شيعي، وكل ما يقال عكس ذلك هو وهم يعيش في أذهان أصحابه، لأنه مناقض لحقائق التاريخ، ومخالف للحقيقة والواقع». يشار إلى أن مؤسسة الأزهر وجهت انتقادات شديدة اللهجة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حين زار المؤسسة بالقاهرة مطلع هذا العام، بسبب «التدخل في شؤون الخليج، ومؤازرة النظام السوري، ونشر التشيع في المنطقة». وجاء تسليم الدكتور الطيب جائزة «شخصية العام الثقافية» الإماراتية، على خلفية إسهاماته العلمية والثقافية ومنهجه الإسلامي الوسطي. ويعد الطيب، شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصص بالفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وله الكثير من البحوث العلمية الجادة. وتقول مشيخة الأزهر إن من أسباب اختيار الطيب للجائزة دعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.

ويحصل الفائز بلقب «شخصية العام الثقافية» في الإمارات على مكافئة مالية قدرها مليون درهم إماراتي (نحو مليون دولار)، إضافة إلى قلادة ذهبية وشهادة تقدير. وكشف المصدر المسؤول في الأزهر، عن أن الدكتور الطيب سيتبرع بقيمة الجائزة لميزانية الأزهر الشريف أو معاهده الأزهرية. وتأسست جائزة «شخصية العام الثقافية» الإماراتية عام 2006. وهي جائزة مستقلة تمنح سنويا للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب تكريما لإسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، وتحمل اسم مؤسس دولة الإمارات المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.