أقباط مصريون يتوافدون علىالقدس للاحتفال بعيد الفصح

راعي كنيسة بالقدس لـ «الشرق الأوسط»: سنحرمهم من «طقس التناول»

مصريون مسيحيون يحتفلون بأحد الشعانين في كنيسة بوسط القاهرة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

عادت قضية سفر الأقباط المصريين إلى إسرائيل لزيارة المقدسات المسيحية في القدس وبيت لحم، لتثير جدلا جديدا في مصر، بعد أن توافد مئات الأقباط خلال الأيام الماضية إلى القدس للاحتفال بـ«أسبوع الآلام» الذي بدأ أول من أمس الأحد، وعيد القيامة المجيد (الفصح) الذي يحتفل به المسيحيون يوم الأحد المقبل.

وغادر مطار القاهرة الدولي أمس ثالث أفواج المصريين المسيحيين متجهين إلى القدس عبر العاصمة الأردنية عمان، فيما سافر الفوجان الأولان مباشرة من القاهرة إلى تل أبيب عبر شركة طيران «إير سينا» التابعة لشركة الطيران المصرية الرسمية «مصر للطيران»، فيما توجه آخرون إلى إسرائيل برا عبر منفذ طابا - إيلات.

وقالت مصادر بمطار القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المسيحيين الذين غادروا مطار القاهرة لزيارة القدس يقدر بالمئات، مشيرة إلى أن أغلبهم من كبار السن.

ونفت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن يكون عدد الأقباط بالآلاف أو أن يكون بعضهم حصل على تأشيرات هجرة لإسرائيل، مؤكدة أن من خرجوا من مطار القاهرة لا يتجاوز عددهم بضع مئات.

ويأتي سفر هؤلاء الأقباط إلى القدس رغم قرار حظر السفر الصادر في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، الذي أكد عليه البابا الحالي تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية منذ توليه الكرسي البابوي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية إن «القرار الذي اتخذه البابا الراحل شنودة بمنع المسيحيين من السفر إلى القدس للصلاة في كنيسة القيامة لحين حل القضية الفلسطينية، ما زال ساريا».

وأوضح أن البابا تواضروس الثاني أعطى الفرصة للأساقفة لدراسة الحالات التي تطلب السفر وأنه «قد توجد حالات مستثناة لظروف خاصة مثل حالات كبار السن أو المريض بمرض خطير، ويتمنى زيارة كنيسة القيامة والسفر للقدس، وقتها قد يستثنى من القرار».

من جانبه، قال القس ميصائيل الأورشليمي راعي كنيسة القديسة هيلانة، الجزء المصري من كنيسة القيامة بالقدس، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المصريين الذين وفدوا إلى القدس هذا العام يعد قليلا مقارنة بالعام الماضي.

وأكد القس ميصائيل أن الكنيسة لن تسمح للمصريين الأقباط بـ«التناول» (طقس كنسي يعتبر من أسرار الكنيسة السبعة) أو زيارتها، مشيرا إلى وجود تعليمات مشددة من البابا تواضروس الثاني بمنع استقبال الحجاج المسيحيين بالكنيسة تنفيذا لقرار البابا شنودة الثالث.

وأشار إلى أن المسيحيين الذين يزورون القدس هم حالات فردية ولا يعبرون عن موقف الكنيسة الرسمي، وقال: «سبق للكنيسة الأرثوذكسية أن حرمت من زار القدس من (التناول)، كما فرضت عليهم عقوبات كنسية»، موضحا أن أغلب من يزورون القدس هم من طوائف أخرى.

وأوضح أن البابا الراحل أصدر قراره بمنع المسيحيين من السفر منذ توليه منصبه عام 1971 واستمر القرار حتى بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 وهو ما تسبب في مشكلة كبيرة بين الرئيس الراحل أنور السادات والبابا شنودة انتهت بتحديد إقامة الأخير في دير وادي النطرون في اعتقالات سبتمبر (أيلول) عام 1981. وقال: «كان موقف البابا شنودة وطنيا من العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية، وكان دائما يردد: لن ندخل القدس إلا يدا بيد مع إخوتنا المسلمين». وأضاف أن «هذا القرار تسبب في حالة حب شديدة لدى الفلسطينيين للبابا شنودة الذي ساند ودعم قضيتهم، ويسير على دربه الباب تواضروس الثاني». ونفى ما تردد عن هجرة أعداد من المسيحيين إلى إسرائيل في الفترة الماضية، قائلا إن «إسرائيل تلعب بورقة الحج المسيحي والهجرة لضرب الوحدة الوطنية، ولتخلق كراهية بين أبناء الشعب المصري من المسلمين والمسيحيين».