اليمن: إطلاق 4 معتقلين من الحراك الجنوبي ومقترحات لحل قضية صعدة

الإصلاح يربط القضية بالمشروع الإيراني.. والحوثيون يرجعونها إلى إقصاء المكون الزيدي

TT

أطلقت السلطات الأمنية أمس أربعة معتقلين ينتمون إلى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، استجابة لمطالب ممثلي الحراك في مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي.

وانسحب القيادي الجنوبي أحمد الصريمة من مؤتمر الحوار منتصف الشهر الحالي، حيث يشغل فيه نائب رئيس المؤتمر، واشترط في رسالة بعثها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، تنفيذ 12 نقطة، لعودته للحوار، من بينها إطلاق جميع السجناء السياسيين من الحراك الجنوبي.

وقال جمال العولقي مدير مكتب الصريمة: «إن الإفراج جاء بناء على توجيهات رئاسية، حيث تم إطلاق كل من: بجاش الأغبري، وحسن بنان، وعبد الرب محرق العولقي، وخالد مانع»، وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن قيادات الحراك الجنوبي التي حضرت عملية الإفراج عن المعتقلين عبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة مطالبين بإطلاق بقية المعتقلين». مشيرا إلى أن «هناك أكثر من 40 شخصا من الحراك الجنوبي لا يزالون معتقلين في السجون، ويتم حاليا متابعة إطلاقهم في القريب العاجل».

ونفى العولقي عودة الشيخ الصريمة إلى مؤتمر الحوار قريبا، وقال: «الشيخ الصريمة، ينتظر تنفيذ بقية النقاط التي حددها في رسالته للرئيس هادي، ولن يعود إلى مؤتمر الحوار إلا بعد تنفيذها».

في سياق آخر قدمت أمس 8 مكونات سياسية ومجتمعية، رؤاها حول قضية صعدة، في مؤتمر الحوار الوطني، حيث قدم كل من: (المؤتمر الشعبي وحلفائه - حزب التجمع اليمني للإصلاح - التنظيم الوحدوي الناصري - الحزب الاشتراكي - حزب الرشاد - أنصار الله (جماعة الحوثيين) - الشباب - المرأة)، رؤاها كل على حدة، حول جذور وأسباب قضية صعدة التي شهدت طوال السنوات الماضية ستة حروب بين الدولة وجماعة الحوثيين التي تسيطر على أجزاء واسعة منها.

وشهدت محافظة صعدة الواقعة شمال اليمن والمحاذية للحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية منذ عام 2004، ستة حروب بين جماعة الحوثيين (الشيعية)، والدولة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، فضلا عن تدمير مناطق واسعة من المحافظة، وتهجير المئات من سكانها طوال السنوات الماضية.

وقال حزب الإصلاح في رؤيته إن جذور قضية صعدة مرتبط: «بطموحات المشروع الإيراني للتوسع والتمدد في المنطقة في إطار التنافس الإقليمي على النفوذ والثروة دفع بها للدعم السخي بالمال والسلاح والمساندة الإعلامية لمن تم استقطابهم». مشيرا إلى «تأثر أبناء صعدة بانتصار ثورة الخميني في إيران التي عملت على تصدير الثورة إلى بعض شعوب المنطقة ومنها اليمن لدواعي التوسع والنفوذ الإقليمي، وقد ظهر ذلك من خلال تبني مجموعة من الشباب لشعارات الثورة الإيرانية وحزب الله اللبناني وسفرياتهم المتكررة إلى تلك الدول بحيث أصبحت تلك المجاميع هم حملة ذلك المشروع الإقليمي في اليمن». موضحا أن « الحوثيين استخدموا المذهبية لافتة دينية بهدف استقطاب المقاتلين واستدرار عطف الناس».

فيما أرجع حزب المؤتمر الشعبي العام والذي كان يحكم البلاد منفردا، جذور قضية صعدة إلى عام 2004، بعد قيام الحوثيين بالامتناع عن دفع الضرائب والزكاة المشروعة واحتلال بعض مراكز المديريات وطرد موظفي الدولة ونشر نقاط التفتيش في الطرق ورفع (الشعار والصرخة). وقال حزب المؤتمر في رؤيته: «إن استمرار الدعم الخارجي من بعض الدول الإقليمية لجماعة الحوثيين الخارجة عن القانون ولتقاطع مصالح عدة أطراف دولية وإقليمية كانت سببا لاستمرار التداعيات العسكرية والسياسية واستمرار النزيف في الدماء والموارد».

إلى ذلك أرجعت جماعة الحوثيين قضية صعدة إلى «ارتباط وجودها ونشأتها بوجود ونشأة أنصار الله والحروب التي شنت عليهم». وقالت الجماعة في رؤيتها: «إنها قضية سياسية، تفسرها عوامل سياسية، وأصولها تكمن في التركيبة البنائية للنظام والعقل السياسي المسير له، وطريقته في إدارة البلاد وأسلوبه في إدارة الأزمات، ومعالجة التحديات وآليات اتخاذ القرار، واستراتيجيته التي يتبعها في التعاطي مع التأثيرات والمؤثرات الخارجية».

وربطت جذور المشكلة بما أسمته «إقصاء واستهداف المكون الزيدي، والتعامل مع فئات بعينها خارج إطار حقوق المواطنة». متهمين الإدارة الأميركية في الضلوع «في الحرب التي شنت في صعدة..، وتأثر النظام بسياسات الإملاءات الخارجية».

فيما اتهم حزب الرشاد السلفي في رؤيته جماعة الحوثي «بالسعي لإقامة كيان سياسي، مستقل عن نظام الجمهورية اليمنية عبر وسائل سياسية وعسكرية، جعلت من محافظة صعدة منطلقا لحركتها». وقال إن الحوثيين هم: «جماعة متمردة مسلحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة خارج إطار المشروعية القانونية، تهدف إلى تمديد نفوذها في جميع مناطق اليمن مستفيدة في ذلك من ضعف وجود الدولة ومؤسساتها ومن الدعم الإقليمي المباشر واللوجيستي».