العرب يشترون أراضي من اليهود في الجليل

حركة يمينية تقول إنهم يعملون ما عملته الصهيونية ولديهم عملاء يهود يساعدونهم

TT

أسست قوى اليمين المتطرف في إسرائيل حركة تحت اسم «إنقاذ أراضي الجليل من العرب»، وذلك لمكافحة ما سموه «عمليات شراء الأراضي اليهودية بالجملة ينفذها مواطنون عرب (فلسطينيو 48)».

وادعى مؤسس الحركة، يهودا كايفي، بأن «عربا يأتون إلى أصحاب الأراضي اليهود ومعهم ملايين الدولارات في حقائب، فيغرونهم بشراء الأراضي لأهداف مبهمة». وقال: إن حملته ليست موجهة ضد العرب «بل ضد اليهود الذين يغريهم المال ويعميهم عن رؤية أهداف الحركة الصهيونية». وأضاف: «لقد اكتشفنا أن العرب يشترون الأراضي بشكل منهجي وأن هناك يهودا كثيرين يساعدونهم على ذلك، تماما كما كان يحصل قبل قيام إسرائيل عندما كانت الصهيونية تشتري الأراضي من العرب مقابل أسعار عالية جدا، وكان سماسرة عرب يساعدوننا على ذلك. فالعرب يلجأون إلى نفس الأساليب التي اتبعها اليهود في الماضي، وهذا خطير للغاية».

وأعرب كايفي عن شكوكه في أن العرب الذين يشترون الأراضي يعملون وفق جهاز منظم في البلاد لخدمة عناصر عدائية ضد إسرائيل في الخارج. ولكي يثبت شكوكه قال: «إنهم يتابعون ما ينشر من إعلانات عن بيع أراض في الصحف وفي المجالس البلدية ويحصلون على قوائم بالأراضي غير المسجلة في الطابو ويحققون في ملكيتها ويصلون إلى أصحابها اليهود فيعرضون عليهم أسعارا خيالية ويأتونهم بحقائب ملأى بالأموال نقدا». وتابع يقول: «في عدة مرات وجدنا أن صاحب الأرض اليهودي كان قد باع الأرض ليهودي آخر. ولكن، قبل توقيع اتفاقية كان يتصل ويعتذر، فيتبين أن عربيا علم بقصة البيع فاتصل بصاحب الأرض اليهودي وعرض عليه مبلغا مغريا جعله يلغي الصفقة مع اليهودي ويبيع للعربي».

وتبين أن كايفي هو بنفسه تاجر أراض. ويفتش عن أراض لشرائها من اليهود والعرب، فعندما يظهر مشتر عربي وتفشل الصفقة معه، كان يغضب ويثير ضجيجا ويهاجم البائع اليهودي ويوجه له اتهامات بالخيانة. واعتبر كايفي هذه الظاهرة بمثابة انهيار للقيم الصهيونية لدى الباعة اليهود. واتهم الدولة بأنها «تغط في نوم عميق ولا تحافظ على القيم الصهيونية التي قامت عليها إسرائيل». وقال: «هؤلاء العرب يشترون كل شيء، أراضي وحدائق ووديانا وخطوط صرف صحي. إنهم يعملون على ما يعتبرونه (إنقاذ الأرض الفلسطينية من الأيدي الإسرائيلية) ولا يهمهم السعر أبدا، ما يعني أنهم يدفعون ثمنها من أموال ليست لهم».

يذكر أن 95% الأراضي الواقعة تحت سيطرة يهودية في إسرائيل، مسجلة ملك دولة. والأراضي التي يديرها القطاع الخاص اليهودي لا تتعدى 5%. وفي الجليل، لا توجد مساحات كبيرة من الأراضي المعروضة للبيع. ولذلك فإن المشكلة التي يثيرها هؤلاء تنطوي على مبالغة وعلى تحريض عنصري ضد العرب، واليسار اليهودي، أكثر بكثير مما يعد حرصا على الأرض أو على الآيديولوجية الصهيونية.