الجيش الإسرائيلي يعيد فتح معسكراته المهجورة في الجولان

بريطانيا تخطط لشن «طلقة تحذيرية» ضد نظام الأسد

TT

بينما كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي عاد لتفعيل معسكراته المهجورة في هضبة الجولان السورية، المحتلة منذ عام 1976، في الأيام الأخيرة، أكدت تقارير صحافية بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتبر، خلال الأسبوع الماضي، أن نظام الرئيس بشار الأسد تجاوز، باستخدامه السلاح الكيماوي، لـ«الخط الأحمر» ما يستوجب حلا عسكريا، لكن مسؤولين عسكريين حذروه من التورط في الحرب الدائرة في هذا البلد، وأكدوا له أن «الخيار السياسي» هو الحل الأنسب للأزمة التي تعيشها سوريا منذ أكثر من عامين. ووفقا لمصادر من داخل الحكومة الائتلافية البريطانية فإن لندن قد تلجأ إلى توجيه «طلقة تحذيرية» لا تدفع البلاد إلى حرب شاملة ضد نظام الأسد، لكنها تضع مزيدا من الضغوط على الأخير بغية إجباره على قبول «الجلوس على طاولة مفاوضات». وبينما تستبعد هذه المصادر إقامة منطقة حظر جوي أو ملاذات آمنة داخل سوريا، ترى ذات المصادر أن توجيه ضربة واحدة محدودة (الطلقة التحذيرية)، أفضل الخيارات العسكرية الواقعية القابلة للتنفيذ.

وكان الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس الأركان البريطاني قد حذر في وقت سابق كاميرون من أن التدخّل في سوريا يخاطر بجر القوات البريطانية إلى حرب شاملة بسبب امتلاك نظام الأسد دفاعات جوية ذات قدرات عالية. وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن توقف توريد المضادات الجوية لدمشق، وقال في تصريح لمجلة «فورن بولس» إن سوريا «تحتاج إلى وسائل دفاعية، لأن التهديدات ليست افتراضية، لكنها واقعية تماما». وتابع: «إن أي دولة تتمتع بالحق في امتلاك وسائل دفاعية غير محظورة بأي معاهدة دولية، ولذلك فإننا لا نخالف أي معاهدة».

إلى ذلك، تخشى تل أبيب من تبعات تفجر الأوضاع في سوريا، واحتمالية وصول «أصوليين» إلى أراضيها، خصوصا مع اقتراب المعارك بين قوات نظام الأسد والمعارضة السورية من المناطق الحدودية. وقد قرر الجيش الإسرائيلي مؤخرا إعادة تأهيل معسكراته الخالية في شمال وجنوب هضبة الجولان المحتلة، ونشر وحدات مقاتلة استعدادا للمرحلة المقبلة، بما في ذلك استقبال وحدات قتالية جديدة من الجيش الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، استدعت إسرائيل أمس الآلاف من جنود الاحتياط وأرسلتهم إلى الحدود الشمالية لإجراء تدريبات ضخمة. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في تل أبيب إن عملية الاستدعاء ليست كما زعمت بعض التقارير الإعلامية من أجل «تدريبات مفاجئة»، ولكنها كانت هناك خطط مسبقة لإجرائها. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ضابط كبير قوله «هذه المحاكاة تتخيل تصعيدا مفاجئا يتطلب استدعاء قوات الاحتياط وإعداد خطط المعركة وبدء مناورات في غضون 48 ساعة». ومن المتوقع أن تستمر التدريبات، وهي الأكبر من نوعها منذ عدة سنوات، حتى الغد.

ووفقا لمصادر من داخل الجيش الإسرائيلي فإن تفعيل هذه المسكرات لم يكن وليد اللحظة، إذ بدأ العمل على تفعيلها منذ ما يقارب سنتين، في أعقاب التقديرات الأمنية باحتمال اقتحام مئات المتظاهرين الشريط الشائك في الجولان في ذكرى «نكبة 48»، الموافقة لـ15 مايو (أيار) عام 2011. وقد قرروا إعادة تفعيل الخطة من جديد الآن، بعدما تفاقمت الأوضاع في سوريا.

ووفقا لذات المصادر، فإن أكبر هذه المعسكرات يقع على مثلث الحدود السورية الأردنية الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، أوضح «مصدر أمني إسرائيلي» في حديث خاص لصحيفة «هآرتس»، أمس، أنه لا توجد نوايا إسرائيلية لممارسة الضغوطات على الولايات المتحدة للتحرك عسكريا ضد سوريا، مؤكدا على عدم رغبة إسرائيل في المشاركة بما يدور من حديث عن عمل عسكري بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد المعارضة. وقد جاءت تصريحات هذا المصدر الأمني بعد التصريحات التي صدرت عن ضابط كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي أكدت استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي، وما تناقلته وسائل الإعلام بعد ذلك من نفي وتأكيد للدول الغربية خاصة الولايات المتحدة عن استخدام هذا السلاح، وتداول الحديث عن ضرورة التحرك العسكري ضد النظام السوري. وأشار هذا المصدر إلى أن إسرائيل لا تريد الظهور وكأنها تقود حملة للتحرك العسكري ضد النظام السوري والتدخل في الشأن الداخلي السوري، داعيا لضرورة وقف التصريحات الإسرائيلية المختلفة عن السلاح الكيماوي السوري.