بدء أول حوار بين معتصمي الأنبار وقيادة الجيش العراقي منذ اندلاع المظاهرات

مكافأة لاعتقال المتحدث باسم المعتصمين بتهمة قتل 5 جنود

مسلحون يستقلون شاحنة قرب ساحة الاعتصام في الرمادي بمحافظة الأنبار أول من أمس (رويترز)
TT

نفى نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون عبيد الشعلان أن يكون الجيش العراقي قد طوق ساحة الاعتصام وخيم المعتصمين على الطريق الدولي السريع في مدينة الرمادي (100 كم غرب بغداد) وذلك على خلفية مقتل 5 من أفراد الجيش العراقي على أيدي مسلحين.

وقال الشعلان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «اتفق بعد مشاورات بين مجلس المحافظة واللجنتين الأمنية والقانونية وكذلك قادة المعتصمين من جهة وقيادة عمليات الأنبار من جهة أخرى على مبادرة لنزع فتيل الأزمة التي تصاعدت وأنذرت بتكرار ما حصل في الحويجة»، في إشارة إلى اقتحام ساحة الاعتصام في هذه المدينة الواقعة جنوب غربي كركوك الأسبوع الماضي ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وأضاف الشعلان أنه على الرغم من أن ما حصل في الحويجة أمر متسرع وخاطئ وأثر كثيرا على سمعة الجيش فإن كل الاحتمالات واردة على صعيد إمكانية البحث عن قتلة الجنود الخمسة في الأنبار لا سيما أنه تم تحديد هويات بعضهم من قبل الأجهزة الأمنية والاستخبارية. وردا على سؤال عما إذا كان الناطق باسم المعتصمين سعيد اللافي هو بالفعل أحد المطلوبين المطاردين قال الشعلان: «نعم اللافي أحد المطلوبين بالنسبة لقيادة عمليات الأنبار ممن رصدت الأموال للقبض عليهم». وأوضح الشعلان أن «الاتصالات التي أجريناها مع كلا الطرفين أثمرت عن عقد لقاء مشترك بحضور مجلس المحافظة والمحافظ وقائد العمليات وقائد الشرطة واثنين من أبرز قادة المعتصمين وهما الشيخ أحمد أبو ريشة والنائب البرلماني أحمد العلواني»، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة الحوار بين الطرفين من أجل تلافي أي مشكلة أو أزمة يمكن أن تحصل هنا أو هناك وأن تتولى الشرطة المحلية حماية خيم الاعتصام وأنه في حال الاشتباه بوجود أسلحة تفتش الشرطة الساحة على أن يرافق عملية التفتيش أحد أعضاء مجلس المحافظة وأخيرا عدم إيواء المطلوبين للأجهزة الأمنية والقضائية وذلك بهدف الحفاظ على سلمية التظاهرات. وتابع الشعلان قائلا: «طالبنا بأن يكون الخطاب من قبل الطرفين معتدلا وأن هذا ينسحب على السياسيين في كل المحافظات».

وفيما نفى السعدون أن يكون الجيش العراقي قد طوق ساحة الاعتصام، أكد الشيخ محمد الهايس رئيس مجلس أبناء العراق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش وبمساعدة أبناء العراق يقف على مقربة من خيم الاعتصام وأنه جاهز لأي طارئ بعد أن قتل بدم بارد خمسة من الجنود». وأضاف الهايس، أن «الإرهابيين الذين هم داخل الساحة تم تهريبهم مع الأسلحة إلى أمكنة آمنة وهي بساتين الريف». وأكد الهايس أن «الاتفاق الذي حصل بين الجيش وأبناء العراق للمحافظة على أمن المحافظة هو أن يكون هناك مدخل واحد للخيم للدخول والخروج ويخضع للتفتيش وبالتالي لن يكون بوسعهم بعد اليوم إدخال الأسلحة إلى داخل الساحة».

على صعيد متصل، رصدت قيادة عمليات الأنبار مكافأة مقدارها 100 مليون دينار لمن يلقي القبض على المتحدث الرسمي باسم ساحة اعتصام الرمادي سعيد اللافي والناطق الإعلامي باسمها قصي الزين ومحمد ابو ريشة ابن أخ زعيم مؤتمر صحوة العراق لاتهامهم بقتل الجنود الخمسة قرب ساحة الاعتصام.

من جانب آخر فقد أعلنت إدارة المنافذ الحدودية العراقية أن منفذ طريبيل الذي يربط العراق والأردن تم إغلاقه بشكل كامل أمام حركة البضائع والمسافرين، لافتة إلى أن القرار سيستمر حتى إشعار آخر. وقال المشرف العام على منفذ طريبيل اللواء قاسم التميمي في تصريح، إن «إغلاق منفذ طريبيل الحدودي دخل حيز التنفيذ عند الساعة الواحدة ليلا أمام جميع حركة نقل البضائع والمسافرين من العراق وإليه من الأردن»، مجددا تأكيده أن «الإغلاق سيستمر حتى إشعار آخر حسب تعليمات الكتاب الذي تسلمناه من قبل الوزارة وليس مثلما تناقلته وسائل الإعلام لمدة 48 ساعة».