محكمة مغربية تبرئ داعية من تهمة التحريض على القتل

تواصل الجدل بشأن تصريحات ناشط أمازيغي حول الإسلام

TT

برأت محكمة مغربية أمس (الثلاثاء) أحد الدعاة المغاربة من تهمة التحريض على القتل، ضد رئيس تحرير صحيفة محلية. وفي غضون ذلك، يتواصل الجدل بشأن تصريحات أدلى بها ناشط أمازيغي اعتبرت مسيئة للرسول الكريم.

وكان عبد الله نهاري، الداعية المثير للجدل، قد توبع في حالة سراح (إفراج) منذ يوليو (تموز) الماضي، بتهمة «التحريض مباشرة بواسطة الخطب والمواقع الإلكترونية على القتل دون أن يكون لهذا التحريض مفعول»، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها على شريط فيديو بث على الإنترنت يرد فيها على المختار الغزيوي، رئيس تحرير صحيفة «الأحداث المغربية»، الذي أيد إلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي، الذي يجرم العلاقات الجنسية خارج الزواج، وذلك في تصريح له لقناة «الميادين» اللبنانية.

وبرأت المحكمة الابتدائية في وجدة (شرق المغرب) أمس (الثلاثاء) النهاري من تهمة التحريض، وهي القضية التي كانت قد أثارت جدلا واسعا. وتعليقا على براءة النهاري، قال الشيخ حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية المفرج عنهم، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكم ببراءة النهاري أمر طبيعي، لأنه لو صدر حكم آخر، لتوترت الأمور أكثر مما هي متوترة، لأن الجميع اعتبر أن تحريك الدعوى ضده كانت بمثابة تكميم أفواه العلماء المدافعين عن الإسلام».

أما بشأن تصريحات الناشط الأمازيغي أحمد عصيد التي اعتبرت مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الكتاني «سبق أن استنكرنا استنكارا شديدا تصريحات عصيد وأفكاره من قبيل تشكيكه في فصاحة القرآن الكريم وبلاغته، وطعنه في اللغة العربية، بالإضافة إلى تفريقه بين العرب والأمازيغ».

وردا على الانتقادات التي وجهت له شخصيا بشأن تصريحاته ضد عصيد، التي اعتبرت «تكفيرية»، قال الكتاني «إذا كنا قد غضبنا لمن أساء لرسول الله في الدنمارك، فكيف يريدوننا أن لا نغضب لمن أساء للرسول الكريم وهو بيننا».

وكان عصيد قد تحدث في مداخلة له أثناء مشاركته في ندوة حقوقية عقدت بالرباط، قبل أكثر من أسبوع عما وصفه سيطرة فكر الإسلام السياسي على المقررات التعليمية، بيد أن عصيد قال لاحقا إن تصريحاته أخرجت عن سياقها.

وكانت جمعيات حقوقية قد أعلنت تضامنها مع عصيد، وانتقدت بشدة تصريحات الكتاني الذي قال فيها إن عصيد «تجاوز جميع الحدود في استفزاز المغاربة خاصة وأمة الإسلام عامة»، ووصفه «بعدو الله»، كما طالب بـ«رفع الدعاوى وتنظيم الوقفات، وسلوك سائر السبل القانونية لإيقافه عند حده هو وأمثاله ممن رفعوا عقيرتهم بسب مقدسات المسلمين وهم يعيشون بين أظهرهم». بدوره طالب النهاري وزير العدل والحريات مصطفى الرميد بتحريك دعوى قضائية ضد عصيد، وانتقد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، أخيرا، تصريحات عصيد ضمنيا، وقال: إنه «لا يمكن قبول التعريض برسول الله».