إسرائيل تغتال ناشطا سلفيا في غزة وأسير محرر يقتل مستوطنا طعنا بالضفة

نتنياهو: العملية ردا على صواريخ إيلات

جنديان إسرائيليان يعتقلان فلسطينيا خلال مواجهات مع المستوطنين قرب نابلس أمس (أ.ب)
TT

فيما اعتبرته ردا على إطلاق الصواريخ على مدينة إيلات قبل أسبوعين، اغتالت إسرائيل صباح أمس ناشطا في إحدى المجموعات السلفية الجهادية العاملة في قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرة استطلاع من دون طيار أطلقت صاروخين على دراجة نارية كان يستقلها هيثم المسحال، 25 عاما، مما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة شخص آخر بجراح بالغة.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة في غزة أشرف القدرة إن المسحال قتل بعد أن أصابت الشظايا مختلف أرجاء جسمه وبترت قدميه، مشيرا إلى أن المسحال كان يعمل عنصرا في أمن مجمع الشفاء الطبي. ونعى «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»، المسحال، مشيرا إلى أنه اغتيل بعد أيام من الإفراج عنه من سجن تابع لحكومة غزة.

واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه صباح أمس، بالرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش في مكتبه في القدس المحتلة، باغتيال المسحال، قائلا: «لقد أصبنا اليوم أحد المتورطين بإطلاق الصواريخ على إيلات». وأضاف: «قلت سابقا إننا لن نمر مرور الكرام على ذلك وهذا طبقا لسياستنا، لن نسمح بإطلاق صواريخ بصورة متفرقة من غزة أو من سيناء، سنعمل من أجل الدفاع عن مواطني إسرائيل وهذا ما نقوم به». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن الأجهزة الأمنية والجيش سيواصلان تصفية العناصر «الإرهابية» في غزة التي تعكر صفو التهدئة مع القطاع مشيرة إلى أن تلك المجموعات غير معنية بحالة الهدوء السائدة وأن تل أبيب قررت التعامل معها بحزم. وأوضحت المصادر أن الجيش سيراقب خلال الساعات القادمة رد فعل فصائل غزة متوقعا أن تلجم حماس تلك المجموعات الصغيرة التي تعمل على إنهاء حالة الهدوء السائدة حاليا وبالذات تلك المجموعات المنتمية لتنظيم القاعدة وتنتشر بغزة وسيناء.

وفي ذات السياق حذرت حكومة غزة من تداعيات اغتيال المسحال، معتبرة أنه «أخطر انتهاك لتفاهمات التهدئة منذ انتهاء الحرب على غزة». وقال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة: «نحن نستنكر هذا العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، ونحذر الاحتلال الصهيوني من تداعياته». ودعا النونو: «الأشقاء في مصر لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال الصهيوني ولجم عدوانه».

من ناحيته اعتبر أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن التهدئة بغزة في ظل الهجمات الإسرائيلية «والاستهدافات المتعمدة أصبحت ملغاة وغير فعالة». وقال: «إن الخروقات بغزة، أصبحت خطيرة جدا، وتجاوزت الخطوط الحمراء»، مطالبا فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد «الموجع على جرائم الاحتلال». وشدد على «حق المقاومة في الرد وعدم السكون على استباحة الدم الفلسطيني».

وفي إسرائيل أصدر الناطق العسكري بيانا يبرر فيه اغتيال المسحال، قائلا: إنه «ناشط في إطار منظمات سلفية – جهادية، ومنسق لنشاطات المنظمات الإرهابية في القطاع وخبير في صنع الأسلحة لا سيما الصاروخية التي وصلت إلى منظمة مجلس شورى المجاهدين» وفقا للمعلومات التي كشفتها الأجهزة الأمنية في إسرائيل، فإنه «ضالع بإطلاق الصواريخ نحو مدينة إيلات قبل أسبوعين».

وشهدت الضفة الغربية تصعيدا كبيرا أمس، بعد سلسلة من عمليات انتقام متبادلة بين المستوطنين والفلسطينيين، بدأت بقتل مستوطن طعنا بالسكين عند حاجز زعترة جنوب نابلس شمال الضفة، قبل أن يطلق جنود قريبون النار عليه.

وقال شهود عيان إن سلام الزغل، 24 عاما، وهو أسير محرر أفرج عنه قبل شهور، طعن إفياتار بوروفسكي، 20 عاما، من مستوطنة يتسهار القريبة، عندما كان يقف في محطة للحافلات قرب الحاجز. وبحسب الشهود، ترجل الزغل من سيارة نقل عام، وهاجم المستوطن وطعنه عدة مرات وأخذ سلاحه وأطلق منه نارا على جنود قريبين، قبل أن يرد الجنود ويصيبوه.

وتبنت كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، عملية الطعن، وقالت في بيان لم يتسن التأكد من صحته: «إن عملية زعترة التي نفذها البطل سلام الزغل جاءت ردا على استشهاد الأسيرين عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية مشيرة إلى أن العملية هي أولى ردودها على الجريمة الإسرائيلية».

يذكر أن فتح التي نفت على الفور أن تكون وراء العملية، حلت كتائب الأقصى منذ سنوات، لكن مجموعات صغيرة ما زالت تحتفظ بسلاحها.

وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية للحركة إن العملية لا تعبر عن خط فتح. وثمة اعتقاد في إسرائيل بأن تكون العملية فردية.

وحول الجيش الإسرائيلي المنطقة والشوارع المؤدية من رام الله إلى نابلس إلى ثكنة عسكرية، وأعلن استنفارا أمنيا، وأقام مزيدا من الحواجز واقتحم بلدة شويكة في طولكرم شمال الضفة، حيث يتحدر منفذ العملية، وداهم منزل عائلته وفتشه تفتيشا دقيقا ومن ثم حقق مع والده الذي سمح له بالاتصال به في المستشفى، بينما انفلت المستوطنون من عقالهم وهاجموا القرى القريبة، وطعنوا فلسطينيا وجرحوا آخرين في القدس.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مستوطنين هاجموا فلسطينيا وطعنوه في صدره في حي «مائة شاعريم» في القدس، بينما هاجم آخرون عربيين يعملان في التحريات مع الشرطة الإسرائيلية، في حي «كريات موشيه»، وأصابوهما بجراح مختلفة.

وركز المستوطنين هجومهم على المركبات العربية على طول شارع رام الله نابلس، ورشقوا السيارات العربية بالحجارة بما في ذلك حافلات نقل طلاب المدارس، ما أدى إلى تحطيم زجاج عشرات المركبات وإصابة بعض من بداخلها. كما هاجموا مسجد «الرباط» في قرية «عوريف» جنوب نابلس، وحطموا محتوياته. وأشعلوا النيران بأشجار الزيتون في أراض في حوارة، وعصيرة القبلية، ومادما، وبيت دجن. واشتبك المستوطنون والجيش مع فلسطينيين في عوريف عند نابلس وفي نعلين عند رام الله، وأصيب 4 فلسطينيين في عوريف.

وأدانت السلطة وحماس هجمات المستوطنين. وحمل محمود الهباش، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن قيام المستوطنين بتحطيم مسجد الرباط، بينما حذر عزت الرشق، القيادي في حماس، في تصريح على صفحته على «فيس بوك»: «العدو الصهيوني من إطلاق يد المستوطنين المتطرفين في تنفيذ اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم في مدينتي نابلس وطولكرم واحتجاز حافلتين تقل طالبات فلسطينيات، ونحمله المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وعن التداعيات الخطيرة التي تحملها، فشعبنا الفلسطيني لن يبقى مكتوف الأيدي وسيحمي أرضه وعرضه بالوسائل كافة».