تعزيزات طبية إلى غوانتانامو لاحتواء إضراب سجناء عن الطعام

20 سجينا فقدوا أوزانهم وسلطات السجن تغذيهم بمحاليل من خلال أنابيب

TT

اعتبرت الجمعية الطبية الأميركية أن إجبار السجناء على تناول الطعام، يشكل انتهاكا لأخلاقيات مهنة الطب. وأرسلت السلطات العسكرية الأميركية تعزيزات طبية إلى سجن غوانتانامو للتعامل مع إضراب السجناء المعتقلين الآخذ في الاتساع، الأمر الذي أثار حفيظة الجمعية الطبية الأميركية التي تساءلت إن كان قد طلب من الأطباء التعدي على أخلاقيات المهنة وإجبارهم على تغذية السجناء المضربين عن الطعام بالقوة. وارتفع عدد المضربين عن الطعام في معتقل غوانتانامو إلى 130 من أصل 166، مما دفع البحرية الأميركية إلى إرسال المزيد من التعزيزات الطبية إلى المعتقل أول من أمس. وقال الناطق باسم غوانتانامو اللفتنانت كولونيل صمويل هاوس إنه تم إرسال نحو أربعين ممرضة وفريق طبي إلى معتقل غوانتانامو الأحد الماضي، وأضاف أن أغلب المعتقلين «يضربون حاليا عن الطعام، وتتم تغذية واحد وعشرين بمواد سائلة بواسطة أنبوب في الأنف». وقال هاوس إن من بين المضربين عن الطعام، هناك 20 سجينا فقدوا أوزانهم، وإن سلطات السجن تغذيهم بمحاليل من خلال أنابيب توضع في أنوفهم تصل إلى المعدة. وذكر أن هناك خمسة يرقدون في المستشفى تحت المراقبة، لكن حالتهم ليست خطيرة بما يهدد أرواحهم. ويوم الخميس الماضي أرسل رئيس الجمعية الطبية الأميركية رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل كرر فيها موقفه المعلن منذ فترة طويلة بأن تغذية البالغين الراشدين الذين يرفضون الطعام قسرا وإخضاعهم عنوة لعلاجات لإنقاذ أرواحهم يشكل خرقا للقسم الذي يؤديه الطبيب.

لكن الرسالة التي بعث بها الدكتور جيريمي لازاروس لم تصل إلى حد مطالبة وزير الدفاع الأميركي بوقف تغذية السجناء قسرا في غوانتانامو. وحثت الرسالة هيغل على التعامل مع أي موقف يطلب فيه من الطبيب أن يخالف المعايير الأخلاقية لوظيفته. وقال اللفتنانت كولونيل تود بريسيل المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) إن هيغل عاد لتوه من رحلة إلى الشرق الأوسط ولم يتضح ما إذا كان اطلع على الرسالة.

وسئل بريسيل عما إذا كان أطباء الجيش قد أثاروا مخاوف متعلقة بأخلاق المهنة إذا طلب منهم تغذية السجناء قسرا، فقال: «أستطيع القول بأنه لم يحدث شيء منظم ولا أستطيع الحديث عن أفراد من الأطباء». واستطرد: «أستطيع القول إننا لن نسمح للمحتجزين بإيذاء أنفسهم، وهذا يشمل محاولة الانتحار وتتضمن الموت جوعا سواء كان ذلك قرارا ذاتيا أو نتيجة لضغط».

ويقول الجيش الأميركي إن بعض سجناء غوانتانامو يضغطون على زملائهم للانضمام إلى الإضراب عن الطعام، وإن بعض من يتغذون عن طريق الأنابيب يشربون طواعية مكملات غذائية حين ينقلون من المبنى الذي توجد فيه الزنازين ويجدون أنفسهم وحدهم مع أعضاء الفرق الطبية.

ويقول مسؤولون عسكريون إن عملية الإطعام القسري تتم بلطف باستخدام أنابيب لينة وناعمة. لكن المحامي ديفيد ريميس الذي أخطر أن موكله اليمني ياسين إسماعيل يخضع للإطعام القسري، أعطى صورة مختلفة تماما، وقال: «هذا يمكن أن يكون مؤلما للغاية. أحد الموكلين قال إنها مثل إدخال شفرة في أنفك وعبر حلقك».

وتلقي كل الأطراف المسؤولية على حالة الإحباط التي انتابت سجناء غوانتانامو من فشل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تنفيذ وعده بإغلاق السجن الحربي الأميركي بحلول عام 2010.