الرئيس الإماراتي يلتقي ملكة بريطانيا في لندن.. ويجري محادثات مع كاميرون اليوم

ناطق باسم الخارجية البريطانية لـ «الشرق الأوسط» : الاقتصاد يأتي في صدارة أهداف الزيارة

ملكة بريطانيا خلال استقبالها لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قلعة وندسور أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأ رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمس، زيارة رسمية لبريطانيا، تستمر يومين تلبية لدعوة من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، التي التقاها أمس، أقامت على شرفه مأدبة غداء.

وحسب مصادر بريطانية في لندن تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن جدول أعمال الزيارة يتضمن لقاءات مع كبار المسؤولين البريطانيين، حيث سيتم بحث قضايا عربية وإقليمية ودولية، من بينها قضية السلام في منطقة الشرق الأوسط والتعاون الدفاعي والأمني إلى جانب دعم وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وذكر ناطق باسم الخارجية البريطانية في تصريح عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة رئيس الإمارات ستركز على الجانب الاقتصادي، مشيرا إلى أن لقاء الشيخ خليفة مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر «ويندسور» كان لقاء بروتوكوليا ضمن برنامج الزيارة لليوم الأول، وأضاف الناطق مايكل باونس، أن الشيخ خليفة سيلتقي اليوم، برئيس الوزراء ديفيد كاميرون لبحث العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مضيفا «أن الهدف الاقتصادي يأتي في صدارة أهداف الزيارة». كما سيضع الشيخ خليفة إكليلا من الزهور داخل كنيسة ويستمنستر في ذكرى الجنود البريطانيين الذين قضوا في الحرب. وقال باونس، إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان سيلتقي نظيره البريطاني ويليام هيغ اليوم لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف: «إن العلاقات بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة قوية للغاية غير أننا نتطلع لأن تكون أقوى».

ورافق الرئيس الإماراتي وفد رسمي رفيع المستوى يضم عددا من المسؤولين على رأسهم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، واللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة.

وبعد استقبال الملكة إليزابيث الثانية لرئيس دولة الإمارات في ويندسور انطلق موكبهما إلى قلعة ويندسور التاريخية، حيث أقامت الملكة إليزابيث الثانية، مأدبة غداء على شرف الشيخ خليفة وأعضاء وفده.

وأعرب الشيخ خليفة في كلمة خلال مأدبة الغداء، عن سروره بالحفاوة التي قوبل بها والوفد المرافق له شاكرا لملكة بريطانيا دعوتها له لزيارة المملكة المتحدة. وقال رئيس الإمارات «إن العلاقات التاريخية التي تجمعنا تتطور إيجابيا في كل المجالات وأثمن بشكل خاص زيارة جلالتكم إلى دولة الإمارات في عام 2010 والتي تركت أثرا طيبا علينا». وأضاف: «سنسعى خلال الفترة القادمة إلى تطوير العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في كل المجالات وبما يحقق مصالح الشعبين والبلدين الصديقين.. وفي زيارتي هذه توثيق لصداقتنا الممتدة عبر السنوات». وأعرب في ختام كلمته عن ثقته في مستقبل العلاقات بين البلدين.

من جانبها رحبت الملكة إليزابيث بضيفها، وقالت: «يرتبط بلدانا بعلاقات صداقة تعود إلى ما قبل تأسيس دولة الإمارات عام 1971 تحت التوجيهات والقيادة الحكيمة لوالدكم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، وأضافت: «أتذكر وأنا والأمير فيليب بشغف كبير زيارتنا إلى دولة الإمارات عام 1979 وزيارتنا الأخيرة بدعوة كريمة من سموكم عام 2010 وقد أثارت إعجابنا العادات والتقاليد الإماراتية التي تتميز بالدفء وحسن الضيافة». وأكدت أن زيارة الشيخ خليفة «تهيئ فرصة الاحتفال بعمق الشراكة القائمة بين بلدينا وهي شراكة تزداد نموا وقوة مع مرور الزمن».

وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها رئيس الإمارات لبريطانيا منذ توليه المسؤولية عام 2004 والأولى منذ زيارة مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1989. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن «الزيارة تفتح ملف العلاقات الإماراتية البريطانية التي تمتد لعقود طويلة وتؤسس لعلاقات مستقبلية أكثر عمقا وتطورا نتيجة الإمكانيات التي يتمتع بها البلدان والرغبة الصادقة في الوصول بها إلى مستويات أكثر تقدما وفق برامج وخطط محددة متفق عليها بين البلدين». وبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وبريطانيا العام الماضي 6.‏9 مليار جنيه إسترليني مقارنة بـ9.‏8 مليار جنيه إسترليني في عام 2010 ومن المستهدف الوصول به في عام 2015 إلى 12 مليار جنيه إسترليني». وتشمل الاستثمارات الإماراتية في المملكة المتحدة حصة في أكبر محطات توليد الطاقة عن طريق الهواء الموجودة في بريطانيا والتي ستغطي نصف مليون منزل في جنوب شرق إنجلترا.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إن الزيارة «تعد شاهدا على العلاقات العميقة والتاريخية بين الإمارات والمملكة المتحدة وعلى الفرص الكبيرة للتعاون المستمر بين البلدين». وأكد «التزام الإمارات بتوطيد العلاقات الثنائية مع المملكة المتحدة على كل الأصعدة مع التركيز بشكل خاص على التجارة والتعليم والأمن الإقليمي والعالمي». وقال: «إننا نلتزم بعلاقات طويلة المدى مع بريطانيا وندرك تماما أن هناك أيضا قدرا كبيرا من الالتزام من الجانب البريطاني».