فلسطينيو لبنان ينفون وجود «النصرة» ويتخوفون من استهداف قضية النازحين

مصادر: هناك متعاطفون مع «الجبهة».. والمشاركة في القتال اقتصرت على 12 قتل منهم اثنان

TT

يعم الغضب الشارع الفلسطيني في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، على خلفية الأنباء التي تتحدث عن وصول «جبهة النصرة» إلى المخيم. ويسأل مصدر فلسطيني بارز: «لأي الأهداف تنتشر هذه الاتهامات؟ ولماذا يصرون على إقحام المخيم في الأزمة السورية؟». سؤالان لا يجد المسؤولون الفلسطينيون، إجابات لهما. لكنهم قلقون.

يرى المصدر نفسه أن إطلاق تلك الشائعات «من شأنه أن يزيد الضغوط الأمنية والنفسية على الشعب الفلسطيني»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «لا صحة لما يشاع، ولا وجود لـ(جبهة النصرة) بتاتا في المخيم».

ويعد الحديث عن وصول «جبهة النصرة» إلى عين الحلوة، آخر فصول التجاذبات المرتبطة بعلاقة أفراد وتنظيمات في المخيم بالحركات الإسلامية. وعند كل منعطف، تتجه الأنظار إلى عين الحلوة بصفته «محل استقطاب للتيارات العربية والإسلامية». بيد أن «تهمة» وجود الإسلاميين في المخيم، تستفز المسؤولين الفلسطينيين الذين يرون في كل مرحلة «تسمية مختلفة لبضعة إسلاميين لا يتخطون كونهم أفرادا غير منظمين». ومع بدء الحديث عن وصول «جبهة النصرة»، واجتماعات عقدها أحد مسؤوليها لتصدير المقاتلين إلى سوريا، أكدت مصادر منظمة في عين الحلوة لـ«الشرق الأوسط»، أن الواقع «يتنافى مع كل ما يقال». وإذ تنفي الاتهامات بوجود «النصرة» في المخيم، تشير إلى وجود «متعاطفين مع التنظيم الإسلامي الفاعل في سوريا، على غرار مناطق لبنانية أخرى، مثل طرابلس». وتوضح المصادر أن تنظيمي «فتح الإسلام» و«جند الشام» أعلنا عن نفسيهما في عين الحلوة في السابق، لكنه لم يصدر أي إعلان لـ«النصرة» بهذا الشأن، مما يؤكد، بحسب المصادر أن «التأييد لـ(النصرة) يقتصر على أفراد يتعاطفون مع التنظيم». وعليه، تقول المصادر: «لا يمكن أن نبني المواقف على وجود متعاطفين، بغياب تنظيم»، مشددة على أن تلك الاتهامات «تكشف عن إصرار من جهات معينة على إقحام المخيم في النزاع السوري»، في إشارة إلى الحديث عن وجود معسكر تدريب لـ«النصرة». وتؤكد المصادر أن المكان الذي قالوا إنه معسكر للتدريب، هو روضة للأطفال، تحولت إلى ملجئ لـ25 عائلة نازحة من مخيم اليرموك في سوريا إلى عين الحلوة.

وعرف المخيم باستقطابه حركات إسلامية كانت فاعلة في فترة معينة، مثل «جند الشام» الذي أعلن عن حله بعد اشتباكات مع الفصائل الفلسطينية في المخيم، وتنظيم «فتح الإسلام» الذي قضى عليه الجيش اللبناني في أحداث مخيم نهر البارد عام 2007. ومنذ ذلك الحين، لم يبق تنظيم إسلامي فاعل على الساحة، باستثناء «عصبة الأنصار» و«الحركة الإسلامية المجاهدة». أما «جند الشام» و«فتح الإسلام»، فلم يبق من أتباعهما إلا مؤيدون أفراد، يطلق عليهم في المخيم اسم «بقايا فتح الإسلام» أو «بقايا جند الشام». وبحسب المصادر، «لا يتعدى عدد بقايا كل تنظيم الـ15 عنصرا». أما التنظيمان الآخران، فقلت حركتهما ونفوذهما عن السابق، وباتا، بحسب وصف السكان، «أكثر هدوءا»، نظرا لتركيزهما على العمل السياسي. وتشير المصادر إلى غياب «عصبة الأنصار» عن مشاهد الخلافات المتواصلة داخل المخيم، وتدخلها الضاغط أحيانا لحل النزاعات بين الفصائل.

غير أن هذا الهدوء، لا يلغي وجود الإسلاميين في المخيم، وسيطرتهم على بعض الأحياء، وخصوصا تلك المحاذية لسوق الخضار شرق المخيم. وارتبط اسم مجموعات إسلامية بمعظم المشاكل التي وقعت داخله، كان آخرها على خلفية الأحداث في سوريا.