اعتقال 3 مشتبه بهم آخرين على ذمة التحقيق في اعتداء بوسطن

المباحث تركز على الرقم التسلسلي لمسدس أحد المنفذين المفترضين

TT

أعلنت شرطة بوسطن أمس اعتقال «ثلاثة أشخاص آخرين مشتبه بهم» على ذمة التحقيق حول الاعتداء أثناء ماراثون بوسطن، فيما كشف مسؤولون أن التحقيق يركز حاليا على الرقم التسلسلي لمسدس أحد المنفذين المفترضين. وقالت الشرطة على «تويتر» إن «ثلاثة أشخاص آخرين مشتبه بهم اعتقلوا على ذمة التحقيق في قضية اعتداء بوسطن»، موضحة في وقت لاحق أنه «لا يوجد أي تهديد للسكان».

وهذه هي المرة الأولى منذ اعتداء 15 أبريل (نيسان) التي تتحدث فيها الشرطة عن «مشتبه بهم» غير الأخوين تسارناييف المنفذين المفترضين للاعتداء المزدوج الذي أسفر عن ثلاثة قتلى و264 جريحا. وتقول وسائل الإعلام الأميركية إن هؤلاء المشتبه بهم الثلاثة هم طلبة ساعدوا على الأرجح الأخوين تسارناييف بعد الاعتداء. وذكرت شبكة «إن بي سي» أنهم كانوا مراقبين منذ 10 أيام، وساعدوا جوهر تسارناييف على أخذ بعض الأغراض من غرفته الجامعية بعد الاعتداء. وقد يلاحقون بتهمة الإدلاء بتصريحات كاذبة.

ونقل جوهر تسارناييف (19 عاما) الذي اعتقل مصابا بجروح خطرة في 19 أبريل إلى سجن مستشفى يبعد 60 كم عن بوسطن. وقد يحكم عليه بالإعدام لاتهامه باستخدام سلاح دمار شامل. وقتل شقيقه تامرلان (26 عاما) خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في 18 أبريل في ضاحية بوسطن. وأبدت الشرطة أيضا في الأيام الأخيرة اهتماما بأرملة تيمورلنك تسارناييف، كاثرين راسل (24 عاما)، بعد العثور على أثر للحمض النووي الريبي (دي إن إيه) لامرأة على أحد القدور التي حولها منفذو الاعتداء لقنبلة.

ودافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن العمل الذي قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي قبل الاعتداء الذي استهدف ماراثون بوسطن. وفي أول مؤتمر صحافي لها منذ اعتداء بوسطن قال أوباما مساء أول من أمس إن «السلطات الأميركية فعلت كل ما في وسعها لمواجهة الأخطار الأمنية، ومن بين هذه الأخطار أشخاص تحولوا من تلقاء ذاتهم إلى التشدد». وأضاف «بناء على ما قرأت حتى الآن فإن مكتب التحقيقات قام بواجبه. وزارة الأمن الداخلي فعلت ما كان ينبغي عليها فعله، لكن هذه الأمور صعبة»، مشيدا مجددا بالمساعدة الروسية في التحقيقات الحالية في هذا الاعتداء.

وكانت روسيا أخطرت في 2011 السلطات الأميركية بشأن تامرلان تسارناييف، الذي نفذ مع شقيقه الأصغر جوهر اعتداء بوسطن وقتل خلال محاولة الشرطة اعتقاله. وبحسب المعلومات الاستخبارية التي سلمتها موسكو إلى واشنطن فقد حذرت السلطات الأمنية الروسية نظيرتها الأميركية من خطر وقوع تامرلان، الشيشاني الأصل، في أحضان جماعات إسلامية متشددة. ويومها استجوبه مكتب التحقيقات (إف بي آي) لكنه عاد وأغلق القضية، في حين طلبت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في خريف 2011 وضعه تحت المراقبة.

ويسعى المحققون الأميركيون الآن لتعقب مسدس استخدمه الشقيق الأكبر في الاشتباك مع الشرطة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤولين أنه كانت هناك محاولة لمحو الرقم التسلسلي للمسدس، المكون بدوره من ثمانية أرقام، وأن الخبراء عجزوا عن معرفة الرقم. وقال المسؤولون أيضا إن هناك الكثير من الأشخاص محل الاهتمام في الولايات المتحدة وروسيا يخضعون حاليا للتحقيق حول علاقتهم بالشقيقين الشيشانيين. ويركز المحققون بشكل أولي على فترة سبعة أشهر قضاها تامرلان في روسيا في عام 2012. وخلال تلك الفترة يعتقد المحققون أن تامرلان كان على اتصال مع اثنين من المشتبه بهم الروس في منطقة القوقاز، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون تحدثوا شرط عدم كشف هوياتهم.

وقالت «واشنطن بوست» إن «المباحث الأميركية تحقق بشأن معلومات مفادها أن تامرلان التقى مع محمود منصور نضال الذي يشتبه في أنه جند ناشطين إسلاميين في داغستان لمقاتلة القوات الروسية، وقتل نضال في معركة مع السلطات في مايو (أيار) الماضي في ماكاشكالا، عاصمة داغستان».

من جهتها، أعلنت الإدارة الأميركية أول من أمس أنها فتحت تحقيقا حول عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية في البلاد ومدى تعاونها في ما بينها قبل اعتداء بوسطن. وأعلنت المفتشيات العامة في كل من جهاز الاستخبارات ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ووزارتي العدل والأمن الداخلي أنها بدأت تحقيقا مستقلا ومنسقا حول طريقة إدارة الإدارة الأميركية لمعلومات أجهزة الاستخبارات قبل اعتداء بوسطن. وأضافت المفتشيات في بيان أن التحقيق سيدرس المعلومات التي كانت بحوزة الإدارة قبل الاعتداء والبروتوكول المتبع بين وفي داخل وكالات الاستخبارات والعدل في ما خص تقاسم هذه المعلومات.