معارضون سوريون يعتبرون «فرقعة» الأسير في القصير «خدمة لحزب الله»

أنباء عن وصول 10 جرحى من مقاتلي الحزب إلى مستشفى بالنبطية

الشيخ الأسير في محيط مدينة القصير السورية أمس (أ. ف. ب)
TT

بينما اعتبر الجيش الحر ظهوره فرقعة إعلامية لخدمة حزب الله اللبناني، شدد الشيخ السلفي اللبناني أحمد الأسير، إمام مسجد بلال بن رباح في مدينة صيدا جنوب لبنان، على أنه «لن يسحب عناصره من رف (مدينة) القصير في محافظة حمص (في غرب سوريا)، ما لم يسحب حزب الله مقاتليه من هناك»، وذلك على خلفية انتشار صور على مواقع الإنترنت ومقاطع فيديو، يظهر فيها الأسير مع نجله وعدد من المقاتلين، ويؤكدون أنهم في ريف القصير.

وبثت قناة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» التلفزيونية شريط الفيديو الذي يبدو فيه الأسير متنقلا في أحد الخنادق ويطلق النار من رشاش بحوزته، في موازاة تأكيده للقناة عينها أنه زار المنطقة قبل أيام وجال في القصير حيث التقى فصائل المعارضة هناك. وأكد الأسير أن رحلته إلى سوريا «انطلقت من شمال لبنان وهي لن تكون الأخيرة».

وضاقت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت بتعليقات مؤيدة وأخرى منتقدة لتوجه الأسير إلى القصير، وحمل البعض على ما وصفوه بـ«استعراضات الأسير»، على خلفية مواقفه وتحركاته المثيرة للجدل على الساحة اللبنانية، إضافة إلى انتقاداته اللاذعة لحزب الله ونبرة خطابته العالية.. بينما أوضح الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص أحمد القصير لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسير وصل إلى ريف القصير فجر أول من أمس»، ورفض الكشف عن الطريق الذي سلكه، مؤكدا أن «زيارته كانت منتظرة منذ أيام، وهو حل بضيافة إحدى كتائب ريف القصير».

ونشرت تنسيقية ريف القصير في حمص صورة للأسير على ظهر دبابة بين مجموعة من الثوار، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلين في بلدة منبج بريف حلب أعلنوا، في شريط مصور، تشكيل كتيبة الشيخ أحمد الأسير»، وذلك «تعبيرا عن شكرهم للأسير الذي أعلن النفير والجهاد في سوريا».

وعلى خط المعارضة السورية، انتقد المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد زيارة الأسير، واصفا إياها بأنها «فرقعة إعلامية تخدم حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله لا الثورة السورية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مع كل الاحترام للشيخ الأسير، لكن بماذا نفعت هذه الفرقعة الإعلامية الثورة السورية». واعتبر أن «ما قام به الأخير أضر بالثورة السورية وسمح لأعدائها بالقول إن هناك أجانب يقاتلون إلى جانبها في القصير»، متمنيا «الحفاظ على حرمة دم الشعب السوري وعدم اعتبار القصير أو غيرها منتجعا للتزلج الإعلامي».

وتساءل المقداد: «هل حمل الأسير معه للثوار في القصير أي صاروخ كاتيوشا؟ أو أيا من العتاد النوعي الذي يحمله مقاتلو حزب الله في القصير»، مشددا على أن «من يرد القتال إلى جانب الثوار، كما يقول الأسير، فلا يكن ظُهرا على الجبهة ومساء على شاشة التلفزيون»، في إشارة إلى تصريح الأسير أول من أمس للمؤسسة اللبنانية للإرسال.

وفي موازاة تأكيده «تفهمه الكامل لمعاناة أهل القصير التي دفعتهم إلى طلب العون من أي كان من أجل رد العدوان عليهم»، حذر المقداد من أن خطاب نصر الله أول من أمس وإن كان «ردعيا لا هجوميا»، فإنه يعني «نقل تدخل حزب الله إلى حلب وإدلب». وأوضح أن قول نصر الله بأن حزبه لن يترك مخطوفي إعزاز من دون حل «يعني أنه قرر الاشتراك في القتال شمال سوريا وتحديدا في حلب وإدلب بحجة تحرير مخطوفي اعزاز»، من دون استبعاد أن «تكون عناصر حزب الله رأس حربة الحملة الضخمة التي يحضر لها النظام لاقتحام ريفي إدلب وحلب».

وفي سياق متصل، قال مصدر لبناني معارض لحزبه الله لـ«الشرق الأوسط» إن «مسؤولا عسكريا كبيرا في حزب الله (اسمه بالأحرف الأولى ع. ح)، أصيب في مواجهات القصير مع الجيش السوري الحر وهو يتلقى العلاج في مستشفى الشيخ راغب حرب في النبطية، جنوب لبنان». وبحسب المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن «9 جرحى آخرين من مقاتلي حزب الله في القصير وصلوا مساء أمس إلى المستشفى ذاته».