المالكي يلوح بالقضاء على «جيش العشائر» في الرمادي.. والصدر يتهمه بـ«التجييش» ضد السنة

النجيفي يحذر: الهجمات على الجوامع بداية للاقتتال الطائفي

TT

اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضمنا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالسير على خطى رئيس النظام السابق صدام حسين الذي كان «يحشد الجيوش السنية لقمع الشيعة».

وقال الصدر في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر فاطمة الزهراء الدولي السنوي الثاني لحوار الأديان والتقارب في النجف أمس إن «الوضع الإسلامي في خطر، ويحتاج منا إلى التوحد والتكاتف والبحث عن المشتركات التي تجمع بين الإنسانية من جهة والإسلام من جهة أخرى». وأضاف الصدر أن «رئيس النظام السابق صدام حسين كان يمثل الإرهاب ويقوم بحشد الجيوش السنية لقتل وقمع المناطق الشيعية، والآن نجد أن هناك من يقوم بحشد الجيوش الشيعية لقتل وقمع المناطق السنية»، مبينا أن «الأعداء يشمتون بنا لأننا لا نزال نتقاتل على الرغم من سقوط نظام صدام حسين».

من جهته، اعتبر المالكي أن «الكلام الطائفي» الذي قال إنه يتردد على منصات التظاهر في محافظة الأنبار ونينوى وصلاح الدين «غريب» على ذوق العراقيين. وقال المالكي في كلمه له ألقاها خلال المؤتمر الثاني لعشائر العراق والذي نظمته وزارة الداخلية في بغداد أمس إن «الخطر على العراق هو الخطر ذاته الذي تعيشه المنطقة جراء التحديات الطائفية»، مضيفا «نحن نريد معالجة الأمر بحكمة في المحافظات التي تشهد مظاهرات حفاظا على أرواح المواطنين». وتابع قائلا «إذا ما تصدت العشائر للإرهابيين المندسين في المظاهرات قالوا ميليشيات واقتلوهم لأنهم وقفوا مع الجيش، وبعض المندسين يستعرضون داخل ساحات الاعتصام بأسلحتهم»، متسائلا «ما هذا التناقض؟». وهاجم المالكي «جيش العشائر» الذي شكله المعتصمون في المحافظات الغربية والشمالية، عادا إياه «ميليشيات تمول من الخارج لتنفيذ أجندات معروفة»، وهددهم بالقول «أنتم لا تشكلون شيئا في مواجهة الحكومة لولا حرصنا على الدم العراقي».

وخاطب المالكي شيوخ العشائر قائلا إن «المستقبل نستكشفه من مواقفكم، ولن تخيب آمالنا فيكم لأنكم تشكلون ضمانة حقيقية لحماية العراق من العابثين، وهذا ما أثبتموه في المواقف الصعبة التي وضعنا فيها»، مبينا أن «العراق يتلاطم في بحر من الفتن والأمواج الضارية، ونحتاج للخروج من هذه المحنة إلى الوحدة والتلاحم والأخوة، وهذه المعاني يعرفها جيدا أبناء القبائل والعشائر لأنهم يدركون أن البلد إذا ضاع فقد ضاعت الكرامة والعزة والمستقبل».

من جهته، أكد وزير شؤون الدولة السابق لشؤون العشائر وزعيم الكتلة البرلمانية البيضاء جمال البطيخ، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الطبقة السياسية العراقية ومن كل الطوائف والكتل أثبتت فشلها في حماية المجتمع وتأمين متطلباته، وهو ما جعلها تلجأ إلى العشيرة بوصفها الحاضنة الاجتماعية للكل، فضلا عن أنها لا تزال تمثل الحصن الحصين للمجتمع العراقي». وأضاف البطيخ أن «المؤتمرات العشائرية أمر مهم في هذه المرحلة شريطة ألا يتم تجييرها لصالح جهة معينة، فضلا عن ضرورة احترام التراتبية العشائرية وعدم شق وحدة العشائر بالإغراءات، الأمر الذي يعني بداية الانهيار في الجسم العشائري». وأوضح أن «العشيرة لا تريد أن تكون بديلا عن الدولة والقانون، وكل من يفهم دور العشيرة على هذا الصعيد فهو مخطئ، بل إن العشيرة هي سند للدولة والقانون»، معتبرا أن الهجوم الذي شنه المالكي على جيش العشائر في الأنبار مبرر لأنه «لا يمكن أن تكون هناك جيوش أو ميليشيات بديلة للجيش الوطني الذي يجب أن يحترمه الجميع، ومن لديه ملاحظات عليه فإن بالإمكان مناقشتها، بينما تشكيل جيش هنا أو هناك إنما هو بداية تفتيت المجتمع والوطن وانهيارهما معا».

وفي ما بدا أن المالكي يراهن على دور العشيرة في وقف الاقتتال الطائفي، اعتبر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أن استهداف الجوامع ودور العبادة في العاصمة بغداد إنما هو بداية مرحلة جديدة «للاقتتال الطائفي».

وقال النجيفي في بيان «ندين بأشد عبارات الشجب والاستنكار الجرائم الآثمة التي استهدفت عدة جوامع في بغداد، وسقط على أثرها عدد من المواطنين الأبرياء»، مؤكدا أن «هذه الجرائم البشعة وغير الأخلاقية تمثل جزءا من بداية مرحلة جديدة للاقتتال الطائفي وبادرة من بوادر الحرب الأهلية التي نسعى لتفاديها بكل ما أوتينا من طرق ووسائل».