حركة مجتمع السلم الجزائرية تعقد مؤتمرها الخامس اليوم

تنتخب خلاله رئيسا جديدا لها خلفا لأبي جرة سلطاني

TT

تعقد حركة مجتمع السلم في الجزائر، أكبر حزب إسلامي محسوب على حركة الإخوان المسلمين، اليوم مؤتمرها الخامس، تحت شعار «حركة تتجدد.. وطن ينهض»، بحضور نحو 1400 مندوب يمثلون 48 محافظة. وسيتم خلال هذا المؤتمر انتخاب رئيس جديد للحركة خلفا لأبي جرة سلطاني، الذي قرر عدم الترشح لولاية أخرى بعد انتهاء ولايته الحالية.

ويتميز المؤتمر بأنه «ينعقد بعد نجاح جهود الإصلاح، التي دعت إليها مجموعة من (عقلاء) الحزب، بهدف لم شمل قيادات الحركة التي انقسمت بعد المؤتمر الرابع في أبريل (نيسان) 2004، بسبب خلافات عديدة، أهمها النزاع حول رئاسة الحركة بين سلطاني وعبد المجيد مناصرة»، الذي انشق عن التنظيم الأم، وأسس «حركة التغيير»، بيد أن المشروع لم يكتب له النجاح، مما أسفر عن ميلاد حزب جديد أطلق عليه اسم «حركة البناء الوطني» بقيادة مصطفى بلمهدي، وهي خطوة اعتبرها البعض مفاجئة، لأنها جاءت في وقت كانت تنتظر فيه كل الأطراف تحقيق وحدة شاملة بين الأطراف المتنازعة، حول إرث المؤسس الراحل محفوظ نحناح، هذا الصراع كان وراء قرار تجميد عضوية «إخوان الجزائر» في مكتب التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين».

ويذهب مراقبون إلى أن عدم وصول أطراف الصراع إلى تحديد تصور واضح لـ«الصلح» وآليات تجسيده، قد يضع الحركة مرة أخرى أمام إشكالية الصراع على الزعامة أثناء عملية انتخاب الرئيس الجديد.

وقال عبد الرحمن سعيدي، رئيس مجلس شورى حركة مجتمع السلم، وأحد أبرز المرشحين لخلاقة سلطاني إلى جانب عبد الرزاق مقري، لـ«الشرق الأوسط» إن «وثيقة إعلان الوحدة، تضم أربع نقاط؛ أولها الاتفاق على المنهج ومدرسة الراحل الشيخ محفوظ نحناح مؤسس الحركة، والعمل ضمن إطار توافقي تشاوري، للوصول إلى آليات لتجسيد هذه الوحدة لأن الحركة لا تملك حاليا تصورا واضح لهذا المشروع»، لكنه أوضح أنه «في ظل المبادئ المتفق عليها تم تشكيل لجنة مشتركة لبحث آليات تنفيذ الصلح».

وأضاف سعيدي أن عمل اللجنة سيستمر حتى بعد المؤتمر الخامس للحركة، لأن مشروع الوحدة في نظره هو «مشروع استراتيجي وليس ظرفيا أو مرحليا، وليس لديه أي علاقة مع أي استحقاق».

وبخصوص دعوة قيادات «حركة البناء الوطني» التي يترأسها مصطفى بلمهدي، أحد مؤسسي حركة مجتمع السلم برفقة نحناح، لحضور المؤتمر، أكد سعيدي أن «الدعوة وجهت لهم».

ولتفادي تكرار سيناريو المؤتمر الرابع، أوضح سعيدي قائلا: «لقد استفدنا من التجارب الماضية خلال عملية تحضير المؤتمر الخامس، ورتبنا كل شيء من أجل تجاوز ما حدث لنا في المؤتمر الرابع، لذلك أخذنا بعين الاعتبار التركيز على مناقشة الأفكار والسياسات والبرامج، ولم نركز على مناقشة الأشخاص، لأن مناقشة الأشخاص أمر يؤدي إلى الاختلاف وإحداث نزاع».

وبخصوص إمكانية ترشحه لتولي منصب رئيس الحركة، قال سعيدي: «من خلال تربيتي داخل الحركة، لن أرشح نفسي لمنصب الرئاسة، ولكن إذا كان هناك طلب أو دعوة من طرف المناضلين للترشح، فسأكون متجاوبا مع هذا الطلب، فالقرار بالنهاية هو قرار المؤتمرين».

وكشف سعيدي أن «موضوع موقف الحركة من الانتخابات الرئاسية المقبلة متروك إلى ما بعد المؤتمر، حينما تنتخب قيادة جديدة ومؤسسات جديدة.. فهي التي ستبحث هذا الموضوع، وتتخذ ما تراه مناسبا».

من جانبه، قال الدكتور عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حركة مجتمع السلم لـ«الشرق الأوسط» إن الدعوة إلى «حضور المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم مفتوحة للجميع، ولكل من يؤمن بفكر ومنهج الشيخ نحناح»، وأكد في هذا السياق أن «عبد المجيد مناصرة وقيادات أخرى من حركة التغيير ستكون حاضرة في المؤتمر».

وحول ما إذا كان سيترشح لمنصب رئيس الحركة، أكد مقري أن المؤتمر هو السيد، وأن قرار ترشحه مرتبط بقرار المؤتمرين. وأشار إلى أن «جهود الصلح هي جهود جزائرية خالصة، ولم يتدخل أي طرف أجنبي فيها»، وذلك في رده على سؤال حول دور المكتب العالمي للإخوان المسلمين في الأزمة، ومحاولة بعض قيادات التنظيم العالمي التوسط بين الفرقاء من أجل لم الشمل.